كل عمل يقوم به كل فرد في المجتمع هو أساس لنهضة المجتمع والدولة، العمل الجاد ليس مقتصرًا على رفعة شأن الدولة بل أيضًا على صاحب هذا العمل والعمل لا يتم قياسه بنوعيته وإنما هل هو عمل شريف أم غير ذلك، والعمل الشريف قد يكون عائده المادي في بعض الأحيان غير مجزي أو غير كافي لهذا الشخص ولكنه يبقى عملًا شريفًا يجعل صاحبه في رفعه من شأنه.

العمل الجاد لا يقتصر على نوع معين أو فئة معينة في المجتمع وإنما كل وظيفة في المجتمع لها دور كبير في الحفاظ على نهضة الحياة والدولة، عامل النظافة له دور كبير في الحفاظ على الدولة من خلال الحفاظ على نظافتها الدائمة، فعامل النظافة ليس أقل شأنًا من غيره من الموظفين في الدولة. العمل الجاد هو كل عمل شريف يحفظ للإنسان كرامته و هيبته مع من حوله، فكل موظف له دوره وشأنه وقيمته التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ما هو أساس العمل الناجح؟ 

  • العمل الناجح هو كل عمل يحفظ للإنسان كرامته ويوفر له قوت يومه. قد يقوم الشخص الواحد بأكثر من عمل من أجل الحصول على عائد مادي أكبر، وهذا لا يعد عيبًا وإنما يزيد من شأن هذا الرجل لأنه لا يتقبل العمل الغير شريف الذي يوفر له أضعاف هذا العائد المادي بدون تعب أو جهد. 
  • العمل الناجح هو الذي يضمن لأبنائنا الحياة الطبيعية والآمنة التي يحتاجونها في المستقبل من أجل وضع الأسس الأساسية لهم في تحديد مستقبلهم.  
  • العمل الناجح هو الذي يضمن للدولة والمجتمع استقرارها المادي والمعنوي واستقرارها الأمني.  

 في الدول الناجحة لا تعتمد فقط على الجيوش الخاصة بها بل تعتمد بصورة كبيرة على استغلال مواردها البشرية بصورة صحيحة من أجل نهضتها والحفاظ على استقلالها وكذلك استقرارها. 

  • الدول التي يطلق عليها دول العالم الثالث هي الدول التي تزيد فيها نسبة البطالة بصورة 

كبيرة عن نسبة العمالة، ونتيجة لزيادة نسبة البطالة في هذه الدول تزيد كل معدلات النتائج السلبية للبطالة مثل انتشار الجرائم، والأوبئة والأمراض وعدم توفير الدخل المناسب للأسر، ونتيجة لذلك تنتشر المجاعات وكذلك الجهل وغيرها من العواقب الوخيمة.

علاقة إتقان العمل الجاد بالدين 

لقد سلّط الإسلام الضوء على أهمية الإتقان في العمل، وو ّجه المسلمين إلى أداء الأعمال على أتم وجه، وسمى ذلك إحساناً، وقد كتبه الله -سبحانه- على كل شي ٍء، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتَلتُم فأَحْسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذبَحتُم فأَحْسِنوا الذَّبْحَ، ولْيُحِدَّ أحَدُكم شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبيحتَه) ولم يفرق الإسلام بين إحسان العبادة والعمل الدنيوي الذي يستحق عليه الأجر والثواب، وقد كفل الإسلام كذلك حقوق العامل مقابل أدائه عمله المكلف به بصور ٍة حسنة، فنهى عن التبخيس والتقليل من قيمة المجهود .

خصائص العمل بالإسلام

تظهر عناية الدين الإسلامي بالعمل بأنه جعل له خصائص ثابتة، لا تتغيّر مهما تغيرت الأزمان ومهما تعددت الأعمال واختلفت، نلخصها بما يأتي :

  • إخلاص النيّة وقيامها على الصدق لله -سبحانه-، لتحقيق الهدف المرجو.
  • ضرورة الأخذ بالأسباب التي تعين على إنجاز العمل، ومنها: تعلّم العلم ومواكبة

الوسائل التقنية الحديثة.

  • الإحسان والإتقان، وبذل قصارى الجهد والطاقة لأدائه. 

الاعلامية / مجد أحمد جابر