طرق الدراسة متعدّدة، ولا تكاد تجدُ تفضيلًا إلّا وكان له معارضون، لكنِّي بعد طول التجربة وكثرة الامتحانات، فأنا أمتحن منذ 2006 والأمر سيستمر لسنين أخرى، أصبحتُ أقرب لاكتشاف طرق الدراسة الصحيحة. ليس هناك طريقة خاطئة مع همِّة دراسية، لكن في نفس الوقت، من يمتلك تلك "الهمّة" سيكون في مستوى آخر لا يُجارى إن درس بطريقة صحيحة.

واحدة من الأسئلة التي تقرّبتُ لإجابتها الصحيحة بعد كل هذه السنين، هو إجابة سؤال: هل ندرس بحسب الوقت، أم بحسب الفصول؟

بعبارة أخرى: هل أعتبر نفسي إنتهيتُ من الجلسة الدراسية التي خصصتها لنفسي، إذا أكملتُ وقتًا معينًا (لنقل 50 دقيقة) أم إذا تقدّمتُ بحسب الفصول والمواضيع (وصلتُ الفصل الثاني، أو الموضوع الفلاني) وحتّى نعرف الإجابة، يجب علينا أن نفهم الأساس الذي ستُبنى عليه.

عندما تدرس المادة للمرّة الأولى، فأنت تحتاج للتعرّف على المفاهيم الجديدة، عقلك يحتاج لأن يمر بمرحلة ينغمس فيها انغماسًا تامًا فيما يريد فهمه. وجود عوائق مثل (انتهت الجلسة الدراسية الآن بعد 50 دقيقة) سيجعل البقاء في مرحلة "الانغماس" أصعب.

الجواب إذن: حين تدرس المادة للمرّة الأولى، اجعل مؤشرات التقدّم تتركّز على عدد الفصول، لا عدد الساعات التي تحرمك من الانغماس التام في الموضوع.

أمّا حين تراجع مادة مررت عليها مسبقًا، فأنت تحتاج لمعيار الوقت أكثر من معيار التقدّم، لأنّك في فترة المراجعة ستمرّ على مواضيع قد أتقنتها. وحين تستخدم معيار الفصول، ستنتهي من فصل بـ 15 دقيقة، ثمّ تأخذ استراحة ومكافئة على ما صنعت. وهو أمر سيعرّضك لمشتتات، وتقطّعات غير محبّبة في الجلسة الدراسية.

الجواب الثاني: حين تراجع المادّة للمرة الثانية أو الثالثة، اجعل مؤشّرات التقدّم تتركّز على عدد الساعات، لا عدد الفصول التي تعطيك احساسًا وهميًا بالتقدّم في المواضيع السهلة.

هذه طريقتي في التعامل مع المواد الدراسية في وقت التحضير اليومي ووقت الامتحانات، حين أدرسها للمادة الأولى، أهتم بحساب الفصول، وحين أراجع سأهتم بحساب الوقت. وأنتم؟