كيف تتعلم التحدث بلغة جديدة؟

مررت بتجربة لتعلم لغة جديدة، ألا وهي اللغة الألمانية

كان الأمر صعب للغاية، بداية من تعلم الحروف وكيفية نطقها، وصولًا إلى تعلم الكلمات

توقفت منذ مدة عن تعلمها بسبب الوقت والصعوبة، أعتقد أن تعلم لغة قريبة للإنجليزية سيكون أفضل بالنسبة لي.

لي صديق يعمل معلّمًا للغة الإنجليزية لغير الناطقين بها من الأجانب (غير العرب). صديقي نصحني بأننا في مرحلةٍ ما نحتاج إلى تعلّم اللغة بشكل أكاديمي. ما يعنيه بعد أن شرح لي الأمر هو أننا يمكننا تحدّث اللغة بسهولة إذا ما قمنا بإتقان الممارسة ومنحها مساحة من وقتنا اليومي. أمّا بالنسبة للتطور المستمر وإتقان بعض الجوانب العميقة من اللغة مثل اللهجات أو إتقان الكتابة أو استخدام الشكل الأكاديمي من اللغة، فعلى الفرد أن تؤول به الأمور في النهاية إلى العمل على تطوير لغته بشكل أكاديمي، لا مفر من ذلك. لكن التعامل البسيط باللغة لا يشترط أن يكون بذلك النوع من المجهود. ما رأيكم في ذلك؟

أؤمن جداً أنه لتعلم أي لغة فإنه علينا التعرض لها إما عن طريق الاستماع لها أو القراءة فيها ومع كثرة التعرض للغة يأتي الاكتساب لها.فنحن لم نكتسب لغتنا إلا لأننا استمعنا لها بكثرة منذ الخليقة ومن ثم تأتي مرحلة الممارسة لها إذ أنها ستكون بشكل تلقائي لكثرة ما تعرضت للغة.

للأسف أنا لا أتفق معكِ في عدة جوانب. وخاصة أن دراستي هى اللغات والترجمة.

فمثلًا تعلم اللغات الأجنبية لا يعتمد على درجة قربها للغتك الأم فلو نظرنا إلى التركية والفارسية فهما يحتويان على الكثير من المفردات العربية لكن مع ذلك دراستهم صعبة لأن ترتيب الجملة في التركية مختلفة فلا نقول ذهب أحمد للمدرسة بل نقول أحمد إلى المدرسة ذهب هذا إلى الإضافة إلى كثرة لواحقها.

والفارسية فريما تعني الكلمة في العربية معني وفى الفارسية نفس الكلمة تعنى معنى آخر وهذا يتسبب في سوء الفهم.

ولكن تعلم اللغات يعتمد على درجة اتقانك للغتك الأم لتكون هي مرجعك الأول في التعلم .

الأمر الثاني أننا ماذا نريد أن نتعلم من اللغة لأن هذا يؤثر في طريقة التعلم كما أن تعلم اللغة يشير في الأساس إلى القدرة على الحديث بها وليس الكتابة والقراءة والترجمة وكل هذا فالمحادثة هى المهارة الأولى المطلوبة.

لذلك على المتعلم للغة جديدة أن يبدأ بالاستماع لتألف نفسه اللغة وسماعها ويكون أمر دراستها أسهل والمثال الأقرب على ذلك أن معظم من درس التركية بعد مشاهدة المسلسلات التركية وجدوا الأمر أكثر سهولة ومتعة من الذين درسوها دراسة أكاديمية مباشرة.