ربما ليست معضلة بالمعنى الحرفي للكلمة لكنّي أعتبرها أحيانا كذلك كتعبير مني على صعوبة العملِ وِفق نظام التوثيق في غالب الأحيان، فإعداد البحوث الأكاديمية ليس بالأمر الهيّن مطلقا لصرامة قواعد البحث العلمي، ورغم أنّي متمرّس لحد ما في المجال إلاّ أني مازلت أشعر بعد إعداد كلّ بحث أكاديمي بصعوبة العمل..

والتوثيق الأكاديمي ببساطة هو..

"ذِكرُ المصادر" التي استقى منها الباحث معلوماته وقد تكون هذه المصادر كتبا أو مجلات علمية أو أطروحات دكتوراه أو رسائل ماجستير أو بحوثا سابقة ودراسات..

قد لا يُوافقني البعض!

وربما اعتقدوا أنّي أسعى لإلغاء التوثيق الأكاديمي!! وهذا طبعا ليس ما أقصده فأنا أعلم علم اليقين أهمّية "التهميش والتوثيق" ولولا هذه القواعد لتلاعب المتلاعبون بالمواد الأدبية والعلمية ولنسبَ كلٌّ لنفسه الفضل على حساب أصحابه الحقيقيين..

بل ما أقصده هو..

مشكلة ندرة المراجع أحيانا كثيرة خصوصا لأننا أصبحنا نعتمد بشكل كبير على المراجع الإلكترونية PDF مثلا ولأنّ الكتب الورقية ليست بتلك الوفرة في كل المجالات بسبب المنع تارة وأحيانا لأنّ تجارة الكتب أصبحت مثل تجارة الملابس! لماذا؟

حسنا.. لأنّ بعض الهُواة ومن لا علاقة لهم بالميدان أصبحوا يعتمدون طريقة العرض والطلب ويسيرون وِفق ما يقرأه الناس وكأنّ الكثرة أصبحت ميزانا ومِعيارا لتحديد خريطة عالم القراءة والثقافة والتعلّم..!!

ومع ذلك أرى

الإجتهاد في تطبيق قواعد التوثيق أمانةً عِلمية كبيرة علينا أن لا نتوقّف أو نتهاون فيها مطلقا رغم صعوبتها، ولولا صعوبتها لما تميّز البعض عن الآخرين بألقابٍ مثل "الباحث فلان" أو "الكاتب فلان"..

وفي الختام هناك نقطة أخرى تابعة للموضوع أودّ طرحها ومناقشتها معكم:

"ما رأيكم في الكتب التي لا يوجد فيها توثيق وإنما تكتب بجُهدِ صاحبها ويُطلق فيها الكلام بلا مصادر" هل تثقون في معلوماتها؟