المتاجر الرقمية اليوم في الغالب تستهدف السوق العالمي، هذا الأخير يجمع بين السوق المحلي والسوق الخارجي، بالمقابل المتجر الالكتروني تكون لديه سياسة تعامل وطرق دفع متاحة وقوانين في التوصيل، أنواع المنتجات المتوفرة في المتجر، في الجهة الثانية كل بلد له قوانين خاصة به، مثلا في طرق الدفع ليست كل البلدان لها طرق دفع الكترونية، من ناحية المنتجات كذلك ليست كل المنتجات يمكن أن تدخل لكل البلدان، الجمهور المستهدف فيه اختلاف كبير بين الجمهور المحلي والجمهور العالمي، في هذا الصدد كأصحاب متاجر رقمية كيف يمكننا التعامل مع هذه التحديات؟
في التجارة الالكترونية، كيف نراعي الاختلاف بين السوق المحلي والسوق الخارجي في المتجر الالكتروني؟
في هذا الصدد كأصحاب متاجر رقمية كيف يمكننا التعامل مع هذه التحديات؟
أوّلًا، ليس من الضروري على الإطلاق أن تستهدف المتاجر الإلكترونية السوق العالمي. ولدينا عددٌ لا ينتهي من الأمثلة على المتاجر الإلكترونية التي لها نشاط في منطقة جغرافية واحدة أو بلد واحدة أو حتى محافظة واحدة. من هنا، لا يسعنا أن نعترف بهذا التحديد على الإطلاق.
ومن ناحيةٍ أخرى، يجب علينا أن نعتمد في فكرة الاستهداف على استراتيجيّة تصحيح المسار بشكل مستمر. يجب أن نعترف بأن المسار الذي نسير فيه في كل لحظة جدير بالتطوير والتغيّر تبعًا لحركة السوق التي لا تتوقّف عن الدوران.
أوّلًا، ليس من الضروري على الإطلاق أن تستهدف المتاجر الإلكترونية السوق العالمي.
بكل تأكيد هذا ليس ضروري، المتاجر التي تستهدف منطقة جغرافية صغيرة في الغالب لا تواجه تحديات، لكن التجارة الالكترونية المربحة أكثر هي التي تستهدف بلدان مختلفة وكلما توسعت الرقعة التي تستهدفها كلما زادت الأرباح، خاصة اليوم مع التطور التكنولوجي هذا سهل لا من ناحية التوصيل ولا من ناحية الوصول للعملاء من خلال الانترنت ومن ناحية طرق الدفع المتوفرة، كل العوامل تشجع على التعامل مع السوق العالمي وليس السوق الصغير أو المحيط فقط.
مثلا في طرق الدفع ليست كل البلدان لها طرق دفع الكترونية،
دعني أضرب لك بالمتاجر الإلكترونية التي اشتريت منها قديما و ما زلت. فمن سنين كنت أشتري من سوق كوم مثلاً وكانت لديها وسيلة دفع تخص من ليس لهم طرق دفع إلكترونية فكانت هناك طريقة الدفع عند التوصيل ( COD or Cash on Delivery) و أعتقد تلك الطريقة ما زالت قائمة عن أمازون بعد أن ضمتها إليها. وعلى ذلك، إذا كان المتجر عالمي فلابد أن يراعي الفروق المحلية و الدولية و يتعامل مع كل دولة على حده حتى يكسب عملائها. أيضا رأيت مؤخراً أن ميزة أمازون بريميوم تختلف في مصر ( 30 جنيه) عنها في أمريكا مثلاً التي تكلف 14 دولاراً.
إذا كان المتجر عالمي فلابد أن يراعي الفروق المحلية و الدولية و يتعامل مع كل دولة على حده حتى يكسب عملائها.
يعتي المتجر تكون له فروع تهتم بكل شريحة يريد استهدافها وعلى هذا الاساس يتم تخصيص المتجر، لكن ماذا لو كان المتجر واحد فقط وليس لديه فروع متاجر مرتبطة به، هل ممكن توفر كل الطرق الدفع عليها وتوحيد الأسعار والقوانين لا يؤثر على مبيعات المتجر واحترافيته؟
في هذا الصدد كأصحاب متاجر رقمية كيف يمكننا التعامل مع هذه التحديات؟
لا يجب أن نملك مثل هذه التحديات في متاجرنا الرقمية، لماذا على المتجر المحلي أن يأخذ صبغة عالمية؟ لا شيء بالعالم اسمه متجر عالمي، هذا برأيي فخ يقع به الكثير من رواد الأعمال وذلك لنيّتهم في بسط أكبر سيطرة ممكنة على أكبر سوق وأكبر حصة ممكنة متناسين أن تحقيق النجاحات لا يعني الهيمنة والوصول إلى أسواق أكبر، بل النجاح ولو على الأقل بسوق فرعي صغير على هامش حي منسي. هذا ما يصنع المال فعلاً، تعلّق الناس وشرائهم فعلاً، هل هذا ممكن في متجر عالمي؟ لا أعتقد ذلك.
حتى نتفلكس مثلاً، هي ليست متجراً يبيع، بل أقوى منصات العالم على الإطلاق من حيث التمويل والقوّة، هل تعتبر بضاعتها بضاعة عالمية؟ لا، غير صحيح بالمرّة، الأرقام تؤكّد ذلك، بكل قارّة هناك تطبيق هو السائد، تطبيق محلّي، لدينا مثلاً في المنطقة العربية شاهد، وشاهد مبيعات اشتراكاته في رمضان مخيفة، أين المتجر العالمي؟ مختفي.
أمازون كذلك الأمر، موجود في مصر، له فرع مثلاً ويعمل على أتم وجه، من الذي يعمل في مصر الآن؟ تطبيقات محليّة كجوميا ونون، أين العملاق أمازون؟ في سوقه المحلّي، لكلّ متجر سوقه، هذا لا يعني انعدام أرباح ولكن أتحدّث عن هيمنة، يجب حين نفكّر برأيي بمتجر رقمي أن يكون وصولنا محليّاً والتوسع يكون بطيئاً، دولة دولة، المسألة ليست في مفتوحية الوصول، هذا أمر تقني سهل تقريباً، ولكن السؤال هو: أين هويّة متجرك؟ أين محليّتك التي نجحت بها أولاً؟
هل تعتبر بضاعتها بضاعة عالمية؟ لا، غير صحيح بالمرّة،
كيف لا يمكننا اعتبار أن بضاعتها عالمية، بضاعتها عالمية وحتى مع توفر تطبقات محلية فالأمر يختلف من ناحية ما تقدمه، مثلا تطبيق شاهد الذي ذكرته لا يقدم أفلام أجنبية متخصصة أكثر في المسلسلات والأفلام العربية، يستهدف هذه المنطقة أو المتحدثين باللغة العربية لكن نتفلكس تستهدف أغلب اللغات.
لا يهم استهداف جميع اللغات، ليس هذا الدليل على العالمية، إنّما طبيعة الانتاج نفسه، طبيعة الانتاج نفسه يجعلنا نعرف بسهولة أنّ نتفلكس مثلاً مهتمّة بالعالم العربي أكثر من إسبانيا حتى، كيف؟ بنظرة على أرشيفها. ولذلك مع هذا الأمر أعتقد لا يمكنها المنافسة، لإنّهُ غالباً المختص بأي شيء ينجح، حالياً مثلاً نسمع عن مشاكل نتفلكس التي تواجهها بدخول منطقتنا وأهمها طرح أعمال عربية لا تشبهنا، وهذا صحيح جداً، لن تستطيع انتاج ما يشبهنا، هذه مهمّة عربيّة، عربي يكتب عن عربي ولذلك لجأت المنصة لوساطةشركةالصباح. هم يفهمون أنّ المحليّة تربح دائماً، الاختصاص.
حتى لو كان السوق محلي او خارجي، برأي اليوم نعيش ضمن قرية صغيرة، فمن الضروري توفير خيارات لعرض المنتجات بلغات مختلفة للعملاء الدوليين، وتقديم خيارات شحن دولية ومحلية مختلفة.
في هذا الصدد كأصحاب متاجر رقمية كيف يمكننا التعامل مع هذه التحديات؟
يجب أن يتم تخصيص العروض الخاصة والحملات التسويقية لكل سوق على حدة بناءً على تفاصيل السوق ومتطلباته. ويجب أن يتم فهم العادات والتقاليد والتوقعات لكل سوق بشكل دقيق لتصميم الخدمات والمنتجات المناسبة لها.
ايضا قد نجد بأن متطلبات وشروط الشحن والتسليم والدفع تختلف بشكل كبير بين السوق المحلي والسوق الخارجي، ويجب توفير خيارات متنوعة لتلبية احتياجات جميع العملاء. ويجب أيضًا مراعاة العوامل الثقافية واللغوية والقانونية والتقنية في كل سوق، وتوفير الدعم والمساعدة المناسبة للعملاء والمستخدمين لحل أي مشكلة تواجههم.
من الهم أن تراعي المتاجر الرقمية الكثير من الأمور والتي يعتبر أهمها تكيف المتجر مع الفئات المختلفة للعملاء. ويكون ذلك من خلال:
- توفير اللغات التي يتمكن من خلالها المستخدم من الوصول السلس إلى المتجر وفهم ما يعرضه المتجر جيدا
- تفعيل خدمة الزبائن إلكترونيا على مدار الساعة وممن يتحدثون لغة الأسواق المتوافرة على المتجر: إذ أن وجود بعض العقبات يمكن تخطيه من خلال التواصل مع عملاء سريعي التجاوب وعلى الدراية الكافية بحاجة العملاء
- فهم حاجة الأسواق التي يستهدفها المتجر من أجل التعرف على أذواق المستهلكين
- الاطلاع على ما يعرضه المنافسين الإلكترونيين الناجحين في نفس المجال والتعلم من تجاربهم
- توفير مختلف وسائل الدفع بما يتيح وصول المستهلكين إلى شراء المنتجات أو الخدمات من مختلف الأسوق المستهدفة
- التعرف على ثقافة الأسواق المستهلكة: فتصميم المتجر يجب أن يكون مراعيا لثقافة الجمهور. مثلا: هناك بعض الألوان التي تعتبر مستفزة لبعض الشعوب إذ أنها تعدها رمزا للعداء
- التأكد من إمكانية الوصول للمتجر الإلكتروني في كافة الأسواق المستهدفة
تكيف المتجر مع الفئات المختلفة للعملاء
هذا حل جيد، لكن لا يمكننا تكييف كل الأمور، مثلا اللغة يمكننا الترجمة والأسعار، لكن الصور المعروضة ربما تختلف مع ثقافة جمهور محدد، الألوان مثلما ذكرتي، ربما في مثل هذه الحالة المتجر أو المنصة تكون لها فروع متعددة تابعة للمتجر الرئيسي، في هذا الحل الذي اقترحته هل تكون هذه المتاجر الفرعية من خلال منصة واحدة أو تكون منفصلة عليها افضل؟
التعليقات