إلى أي حد يمكن أن يسامح المجتمع "القاصر القاتل"، وينظر له كفرد صالح في المستقبل؟


التعليقات

هل في رأيك أمثال سيتونيا يستحقون فعلا الرحمة؟ أم أن القاتل ولو كان قاصرا يضل قاتلا لا يجب مسامحته؟ هل فكرة الصلاح حقيقة؟

أسئلة وجيهة يا عفاف، لكن لا أعتقد أننا يمكن ان نصل لنتيجة نهائية لها، هناك العديد من التجارب لأشخاص سجنوا بسبب جرائم كبيرة مثل القتل وبعد إطلاق صراحهم قاموا بتغيير حياتهم والتحول لأفراد صالحين، في المقابل هناك فعلا مجرمين أعادوا لإرتكاب الجرائم بمجرد خروجهم من السجن، لهذا في رايي السؤال هو في هذه الحالة، كيف نعرف أن هذا السجين قد تغير فعلا أم أنها مجرد مظاهر للحصول على تخفيف العقوبة.

أم أن الشر متأصل في النفس البشرية؟

في أحد تيارات علم النفس، هناك اعتقاد بأن بعض الأشخاص يولدون أشرارا والبيئة من حولهم هي من تهيء الظروف لهم ليطلقوا حقيقتهم، أعتقد أنّ هذا الأمر ينطبق على القتلة المتسلسين والمجرمين الذين يقومون بجرائهم بطرق مرعبة تدل على انعدام الأنسانية لديهم.

الشر ليس متأصلًا فى النفس البشرية، فمن منا لم يقم بأخطاء عندما كان قاصراً وإن لم تكن هذه الأخطاء قد وصلت للقتل فيجب علينا ألا نشعر بالراحة تجاه ذلك فكثيرون قتلوا بلا سلاح.. بكلمة أو نظرة أو إشارة.

غير أن هذا الجانب يبدو عميقاً نوعاً ما، فعلى الجانب العملى الواقعى، هناك الملايين ممن خرجوا من السجون بعد فترات طويلة وأصبحوا عناصر منتجة فى المجتمع، فما الذى يمنع من فتح باب الرحمة لمسجون ثبت ندمه عن فعلته وتم عقابه بالفعل واتخذ خطوات جدية لإصلاح نفسه وتصحيح مساره.

اسمحيلي أن اختلف معك فلست أرى الأمر كذلك وإن كان هناك بشر قد اختاروا الشر منذ فجر التاريخ وحتى الآن فهذا لا يجعل الشر أصيل فينا.

فالشيطان ملاك سقط باختياره وهذا لا يمنع وجود ملائكة.

الاختيار هو الذى يحدد ذلك برأيى.

هل أنت مع فكرة الإنسان مخير وليس مسير

نعم بكل تأكيد، وإلا لكان كل ما نفعله في حياتنا من تفكير وتخطيط مجرد مسرحية هزلية!

لو رجعنا للمجرم بالوراء، وأخبرناه سوء فعلته، أسيقوم بها مجددا، أو يبتعد عنها، فقط لاختياره؟

لا أعتقد ذلك في الحقيقة، وهذا راجع لأمرين من وجهة نظري:

١. غالبا ما نقدم على أفعالنا عن قناعة معينة بطريقة أو بأخرى، والعودة للماضي تقتضي أني سأعود بنفس ظروف وأفكار الماضي أيضاً، ما يعني الوصول لنفس النتائج غالباً!

٢. قناعتي الخاصة أنه لا يوجد شر مطلق في هذه الحياة، وأن وراء كل سلوك ( مهما بلغ من سوء ) توجد نية إيجابية، وهذه النية هي المحرك الرئيسي.

هل أنت مع فكرة الإنسان مخير وليس مسير

بالتأكيد وإلا ما كان لحياتنا معنى فَلَو كان الكل معروف مسبقاً والحكم صادر ونحن فى قفص الاتهام والقاضى يعلم هذا ومازال يعقد الجلسة هل تعتقدين أن لهذه الجلسة معنى أو أن ما يفعله القاضى منطقياً... هذا هراء بالنسبة لى... وإله خالق لموجودات بهذه الروعة لا يدبر الكون أو يديره بهذا الشكل.

لكن لو رجعنا للمجرم بالوراء، وأخبرناه سوء فعلته، أسيقوم بها مجددا، أو يبتعد عنها، فقط لاختياره؟

هذا يتوقف على الشخص وهنا يكمن الاختيار فهناك أشخاص يعلمون بمقدار سوء ما يفعلون ولكنهم يفعلونه على أية حال بالرغم من علمهم بالنتائج.

سؤال جيد يا حفصة، أنا شخصيًا اتمنى أن افهم ما الفرق بين القاصر والبالغ؟ ولماذا هناك فروق في العقوبات! أحيانًا اجيب نفسي أن الشخص القاصر خبراته في الحياة ضعيفة، وربما يقدم على أشياء لا يظن أنها بهذا السوء مقارنة بما هي عليه في الواقع، لكن اعود لأجد أن الامر لا علاقة له بالعمر

لو أخرجت رجلًا حبس منذ طفولته وخرج بالخمسين فستتعاملين مع مراهقة متأخر بشدة، فلماذا كان العمر مقياسًا؟

يا الهي اعتذر بشدة، وضحكت في نفس الوقت على رد فعلك يا عفاف، ربما لانني اشعر أنني اراها فيكي بصراحة :)

لكن الرجل البالغ خمسين سنة ولم يخرج للحياة لن يتاوز عمره العقلية خمس سنوات

آسفة مرة أخرى :)

قبل فترة سمعت قصة لطفلة قاصر قتلت أبيها في مصر، عندا قرأت الخبر شعرت بالإستياء والاشتمزاز على ما يحصل في بلادنا العربية، إنقسمت الآراء إزاء هذه القضية إلى رائيين مختلفين، وخاصة في ظل الأخبار المتضاربة حول ما حدث هناك من ألقى اللوم على الأب وههناك من ألقى اللوم على الطفلة.

أعود لسؤالكِ عفاف حول أمثال سيتونيا هل يستحقوا الرحمة أم لا، مبدئيًا القتل ليس له مبرر، لا تقول لي بأن هذا الشخص قاصر وانه لا يدرك ذلك، ربما صحيح أولا ! فهناك من قام بتغيير حياتهم نحو الأفضل ولكن ما يدرينا أنهم سيرتكبوا مثل هذه الحادثة أم لا.

أم أن الشر متأصل في النفس البشرية؟

هناك من يقول بأن الطفل يولد صفحة بيضاء وأنه يكتسب و يتعلم من المحيط الذي يعيش به وهناك ن يقول بأن الطفل على فطرته، فإذا كان أبيه قاتلا قد يصبح الطفل قاتل أو على الأقل سيصبح عدوانيًا في المستقبل .

تخيلي لو أنها لم تخرج

هل حصلت على عفو وخرجت من السجن بالفعل؟

لحسن الحظ أنها وجدت من يدافع عنها ويخرجها من محنتها، هنا حيث أعيش ابن أحد زملاء أبي في العمل كان مدمناً في فترة المراهقة، وتحت تأثير المخدر قتل هو وصديقه خالة هذا الصديق وزوجها، تم القبض عليه والحكم عليه بالمؤبد في البداية لكونه قاصر، ومات أبوه بعد أن عرف بالحكم، وعلى الرغم من ذلك محامي الخصم تمكن بطريقة ما أن يثبت أنه تجاوز سن الثامنة عشر وقت وقوع الجريمة ببضعة أيام وتم تحويل الحكم إلى الإعدام، أذكر هذا الشخص في طفولته كنا نعيش معاً في دولة أجنبية حيث كان والدينا مبتعثين للدراسة في الخارج، وكان طفلاً ساذجاً بريئاً، وأخبرني ابن عمي أنه وقع تحت تأثير الإدمان بسبب سذاجته تلك، حيث استدرجه بعض رفقاء السوء المعروفين في المنطقة إلى الإدمان، وأن نوع المخدر الذي كانوا يتعاطونه يجعل مدمنه متعطشاً للدماء، ومع ذلك لم يراعي القاضي كل هذه الظروف ولم يمنحه أي فرص أخرى

لدي رأي مخالف قليلا كوني ارى الموضوع من وجهة نظر علمية فأنا ارى الاشخاص المجرمين مرضى بحاجة علاج نفسي وسلوكي وعضوي بدلا من السجن والعقاب لانه قد يؤدي لاثار سلبية وابقاء المجرم ضمن دائرة العنف والرغبة بالانتقام ...

لفتني جدا وصف الفيلم ..سأقوم بمشاهدته شكرا لكِ

طبعا ، الانسان معرض للخطأ ولا يجب علينا ان نرجم كل من يرتكب خطأ ونتعذر عن مسامحته مهما فعل ..

طالما اعتبرناه مريض وقمنا بعلاجه وتأهيله فمن الواجب ان نساعده ليغير حياته ويبدأ من جديد

لا اتكلم عن الفيلم بشكل خاص ، ربما الفتاة كانت مصابة بأمراض نفسية او تمر بمرحلة اكتئابية شديدة ادت بها الى هذه النتيجة لكنها بدأت تساعد نفسها في الخروج من هذه الدائرة

بالمقابل هناك الكثير من الاشخاص الذين يستسلمون ولا يستطيعون مساعدة انفسهم بشيء .. ان الميول الاجرامية حسب الدراسات تتأثر بجيناتنا وانها مستويات ..لذلك قد نجد من سرق مرة قد يسرق مرة اخرى ..

الموضوع قد لا يكون بإرادته ولهذا يستلزم العلاج!

السؤال منطقي طبعا فالشك موجود بطبيعتنا كبشر والذي لم يرتكب خطأ اليوم قد يرتكب خطأ بعد شهر ما الذي يدرينا ؟ لذلك ارى انه يجب اعطاء الشخص فرصة بعد التأهيل والعلاج

الموضوع معقد وشائك وتتداخل به عوامل عديدة

انا لا اجمل الحقائق هنا ..ويبدو انك قد فهمتيني بشكل خاطئ عندما قلت لك انه منطقي .. ما قصدته هو ان هذا السؤال لا نستطيع ان ننكر وجوده ..والناس ستسأله بالتأكيد لان الانسان بطبعه الشك ! ...

لكنني ارفض التعامل معه على هذا الاساس ولذلك قلت لك ان الشخص بعد العلاج والتأهيل يجب ان يأخد فرصة من المجتمع وان نساعده على الخروج من تلك الدائرة لا أن نقوم بجلده وتذكيره بأخطائه والتعامل معه على اساسها !!

طبعا اقبل .. مراكز التأهيل النفسي والاصلاح منتشرة في العالم ..وبالعكس انا بحكم عملي اتعامل مع عدد كبير من المرضى واحاول دائما مساعدتهم في تخطي ما يمرون به

القاتل ولو كان قاصرا يضل قاتلا لا يجب مسامحته؟

القاتل ولو كان بالغاً وناضجاً ليس شرطاً أن يظل قاتلاً، ربما في أحوال كثيرة تتم توقيع عقوبة القصاص على القاتل البالغ، ولكن هناك من يرتكبون جرائم قتل نتيجة ظروف تجعلهم يحصلون على أحكام مخففة ولا يعودون للقتل مرة أخرى، القتل مهما كانت بشاعته إلا أنه كأي جريمة قد يرتكبها الشخص تحت ظروف جبرية ولا يعود لها مرة أخرى أبداً سواء تم فضح أمره أم لا، ونحن لسنا آلهة ليكون من حقنا منح الغفران للخاطئين أو منعه عنهم، كل انسان من حقه فرصة أخرى إذا ثبت عجزه أو قصور تفكيره بعد معالجته وتأهيله

أم أن الشر متأصل في النفس البشرية؟

في اعتقادي النفس البشرية تضم الجانبين الخير والشر بنسبة متساوية، ولكن الإدراك والعقل السليم هو ما يجعل الانسان يتصرف بناء على القيم والأخلاق السليمة التي تربى ونشأ عليها ويعتنقها

العديد من الأفكار الإجرامية تأتينا بين الفينة والأخرى

كثيراً عندما يقع على ظلم من شخص ما أتخيل نفسي أقطعه إرباً، وكذلك في حال وجود خلاف كبير مع أحد الأشخاص أتخيل أنني أركله وأوسعه ضرباً، ينفس هذا عن غضبي بعض الشيء ولكن لا أقدم أبداً على تنفيذه في الواقع، هل تنتابك بعض هذه الخيالات في مواقف مشابهة؟


الأفلام الوثائقية

كل ماله علاقة بعالم الوثائقيات ، في كافة المجالات .. وأيضاً صناعة الأفلام الوثائقية..

62.1 ألف متابع