تسير بنا الأرض ونحن لا ندري أين سينتهي بنا المطاف، سبقونا أقرانا ولا زال اليوم هو اليوم، والهواء مستمر بتجديد آرواحنا، وعيوننا مأسورة بهذه الأعجوبة.

تصبح الأشياء باهتة لأننا لا نرى ما بداخلها ونغفل عن الهالة التي تحيط بها، كل ما يحيط بنا له رونقة الخاص ولكن يصبح بلا معنى بالتدريج لأننا لا نأبه بمكنونه بل بالغرض من وجوده.

يسعنا حب الكثير والتعلق بالقليل...لماذا؟ لوجود تلك الأفكار السوداوية التي ترفض ونرفض التخلي عن بعضنا البعض، لو كان بوسع الجميع التغاضي عن بعض مخاوفهم لأصبح العالم سلساً.

قد تحدث الأمور وفق ما خططنا لها وقد يحدث العكس، كل شئ وارد إذا لا شئ يدعو للقلق.

هنالك دائما افكار تأتي من دون سابق إنذار، لم يكن مخطط لها ومن الغريب ذكرها أو طرحها لذلك غالبا ما يتم قمعها، ولكن كل ما يحدث تلقائيا عبارة عن ما نحاول كبته بداخلنا بشده وعادة لا ننجح بذلك.

إذا كان بإمكان الجميع التخلي عن محاولة قمع آفكارهم السخيفة التي لا تنفك من القفز بأذهانهم، بل المبادرة بطرحها وخوض ما لم يكن بالحسبان لن يكن هنالك مجالاً للندم أو الشعور بأن الآوان قد فات.

العالم عبارة عن أحجية مبعثرة وحلم كل شخص يمثل قطعة منها، جزء من هذه القطع آلف بعضه وشع بالظهور، والجزء الآخر لا زال في الإنتظار.