أكتبُ أقل ممّا أستطيع في الأونةِ الأخيرة!

وأدخن أكثر ممّا ينبغي لرجلٍ مريض،

أشرب الماء بكمياتٍ كبيرة!

تماماً كما نصحني طبيب الكلىَ!

لكن رغم ذلك!

لازالت التجاعيدُ تشُق دروبها في وجهي

الآخذ في الذبولِ والاصفرار..!

وبدأ شعري يتساقطُ بشدةٍ في الأونةِ الأخيرة،

لم يعُد هاجس الغياب يؤرقني في مناميّ،

فالمرءُ يعتادُ الأشياء بِتكرارها، حتى الموت أيضًا!.

يرنُ جرسِ الغسالة..

الأن جف قلبك تستطيعُ إستلامه بعد تجفيفهِ

قليلاً في الهواء الطلق، هذا تمامًا ما كتبهُ

مُصنِعوا هذه الغسالة الحقيرة في كاتلوج العُمر!

لنصف ساعةً وقلبي يدور فيها..!

كنتُ مشغولاً عنه في ممارسة الجري خلف الرزق

هكذا تمامًا شعرتُ حين مددت يدي إلىَ قلبي

لأتحسسه، سمعتُ صوت طقطقة خشبٍ يابس!

"قلبكَ، شجرةٌ وفأسٌ وبابٌ وتابوتٌ مهترئ"

احياناً تشعرُ بأنك ولدتَ منذُ بضع دقائق! 

وأن الأعوام التي مضت كانت مسيرُ صرخةٍ 

وصداها في وادٍ ضيق لا أكثر، تمامًا كما في

الأفلام والبوسترات الدعائية والتريلرات الحزينة!

أقفُ في منتصف تقاطع طرقٍٍ في شارع مُكتظّ!

تحت الإشارة الضوئية تمامًا، رجلٌ وحيدٌ هزيل،

منكَسُ الرأس يضعُ يديهِ في جيوب معطفهِ

الشتوي ثابتًا في مكانهِ وكأنهُ إمتدادٌ لعامود

الاشارة، بينما يتحرك الناسُ مِن حولهِ مثل

سرابٍ مِن النمل النشيط!

يقول في نفسه..

كان عليّ الإستسلام لهذا الحزن،

كان عليّ أن أتوقف باكراً عن تعاطي الأمل،

كمخدر عامٍ وقشةٍ صالحةٍ للنجاةِ في كل وقت!

كان عليَّ أن استسلم قبل عمري الذي مضىَ

قبل أن يُطلق عليَّ أبي هذا الاسم العادي جداً،

كان عليّ ألا أكون أنا.