سجِّل أنا يمنيّ..!

ورقمُ كوارثيّ سبعون ألفْ،

وأحلامي ثلاثة ورابعِهم سيأتي

بعدَ حربّ، فهلْ تفهم؟!

سجل أنا يمنيّ..!

أنا شخصُ بلا قلبّ، جسورٌ في بلادٍ

كلُّ ما فيها يعجّ بنافورةٍ مِن السرّق،

حدودي قبلَ وجود المكان أتت،

وقبلَ شعلةِ الحربِ، وقبلَ السلم

والثائرون، وقبلَ زرع البنُ والقمحّ،

أبي مِن أسرةِ السُلطانِ، لا مِن مزارعٍ ولدَ

وجدّي كانَ فناناً بلا حسبٍ ولا نسبِ..!

يعلّمني نضّوج العقل، قبلَ قراءةِ الكتبِ،

سجل أنا يمنيّ..!

وفنُ النثرِ في دميّ، ولونُ البُنّ في عينيّ،

وإنجازي علىَ قلبي، عقابٌ فوقَ ضلعي،

وكتفي هشةٌ كالقشّ تُكاتف من يكاتفها..!

ومكاني:

أنا مِن قريةٍ سوداء منفيّة،

أماكنها بِلا أوصاف وكلُّ نسائها

في الحقلِ والمزرعّ، فهل يُعقل؟!

سجِّل أنا يمنيّ..!

سلبتَ أراضي كانتَ لي،

وبقعةً كنتُ أزرعها أنا وجميعُ أخواني،

ولم تتركْ لنا، سِوىَ هذي البذور..!

فهل ستأكلها حكومتكمْ.. كما تزعّم؟.

إذن سجِّل..!

بأعلىَ الوجهةِ الأولىَ،

أنا لا أحب الحكومة..!

ولا أسكتُ علىَ جُرمهم، ولكنّي

إذا ما ثُرت أسلخُ جِلد مَن ظلموا..!

حذارِ.. حذارِ..

مِن جوعيّ ومِن قهريّ.

| سجّل أنا يمنيّ.