-يمّنُ الخيباتّ.

"علىَ هذهِ الارضُ ما يستحِقُ الحياة..!"

-محمود درويش.

-مُقدمِة:

اليَمن في بُرهة، وحفنةٍ مِن الكلماتِ..!

اُحدثكُم مِن بين الدمارِ، والخرابِ..!

حيثُ لم يتبقىَ في هذا البلدِ شيء،

أرواحٌ ممزوجةٌ بعبقِ الدماءِ العطِرة،

وبضعةُ آمالٍ، وبقايا حُطام، وأرضٌ

تحصدُ الخيّباتِ بكل ودٍ وحبّ..!

كحائِر حُلمةِ، أتعسهُن حقاً،

-هلّ تعرِفُ ماذا يُوجدُ هُنا في وطنّي؟!

-لا، لا تعرِف حقاً، تباً، سُحقاً هه..!

ماذا تعرِفُ عن عائلةٍ تخاف أن يفضَح الفقرُ

هدوءها، تُغلِق أبوابها كلّ يومٍ في وجهِ الجوعِ

ويسكنون..! لكنّه في كلّ مرّةٍ يجدُ مكانهُ بينهم

علىَ الطاولة..!

ماذا تعرف عن أسماءَ الرِفاق الذين ضيّعتُهم

في الحرب وذبحهُم الجنود، أكتبُ كأنّي أناديهم

تعالوا وأعضُّ علىَ أصابعي، أكتُب أكتبُ

ثمّ مِثلهم سأموت..!

ماذا تعرِفُ عن طفلٍ عُمره عشر سنوات،

يمسحُ دموعه وهو عائدٌ مِن المدرسة،

وبّخَه أستاذه.. لأنّه لم يجد في دفترهِ

الوحيد ورقاً ليكتُب عليهِ واجبه..!

ماذا تعرف عن وطنٍ أضيقَ مِن تابوتٍ،

كلّما استنجد بهِ أبناؤه مشىَ بهم

حافياً إلىَ المقابِر..!

ماذا تعرف عن بلدٍ يحكمهُ الخُبز والبنزين؟!

عن طفلٍ قتلتة رصاصةٌ طائشةٌ قبل أن

يعرف معنىَ أن يكون طفلاً..!

عن فتاةٍ زُفّت إلىَ الجهل طمعاً في..!

العادات والتقاليد، عن مُحاربٍ ذهب لعبثية

الحربِ ولم يعُد إلا في مناماتِ زوجتهِ..!

عن صديقي المُجاهِدُ حينَ كتب رسالتهُ

الأخيرة علىَ رصاصةٍ تائهة..! عن شُعور

رغيف الخبز حين بللتهُ دموع طفلةٍ جاعت

لهُ كثيراً..! عن شاعرٍ رثا كلُ الناسِ حتَىَ أصابهُ

حزنُ كل الناس؟!!

ماذا تعِرفُ عنيّ، وأنا تائِهٌ ومنفيٌّ في وطنيّ؟!.

| يمّنُ الخيباتّ.