الجزائر بلد كبير يحمل الكثير من الاحداث والوقائع، منها المرير ومنها الاكثر مرارة، كمثيلاتها من مناطق العالم دون استثناء، هي معرضة للإحتلال وللتخريب والاستغلال وكافة اشكال الطغيان البشري، سنسرد في هذا المقال الجانب السيء من تاريخ الجزائر، من حيث اهم الازمات التي تعرضت اليها، سواء كانت سياسية، دينية، او غيرها...
في البداية كانت الجزائر بغير هذا الإسم، لكننا سنتفق على انها الجزائر مهما كان الإسم، سأذكر انها الجزائر منذ العصر الحجري حتى يومنا هذا، بالرغم من ان الاختلافات كانت كثيرة الا ان اسم الجزائر كان قديما للغاية، منذ العهد الروماني تقريباً.
تاريخ هذه البلاد يعود لآلاف السنين، كونها كانت تتوسط العالم على الأغلب وانها تطل على اكبر البحار وتتسم بسمعة جيدة في ما يخص السياسة الحربية أو النزال بين المناطق والبلدان بشكل عام.
بداية بالعهد الروماني (العهد الروماني ليس كإحتلال بل كفترة زمنية تزامنت مع ما سنسرده)، أين كانت الجزائر كنوميديا، الحكم الامازيغي والتسيير الخاضع للرغبة الشديدة للحكم الاطول، الاوسع والاشد، الكثير من الحروب كانت داخلية، بسبب التهور والرغبة في السلطة، كذلك التصدي للحملات الرومانية يعتبر جزء من تاريخ الصراع الطويل، فقد كان الامر بمثابة حروب موسمية، فقد كانت المحاولات متواصلة للرومان للنيل من الشمال الافريقي كهدف تجاري وعسكري توسعي.
عرفت هذه الحروب بالدمورية الشديدة، فقد كان الاسرى بمثابة فئران التجارب للقتل الوحشي وللتدريب على القتال. وبسبب تمسك الامازيغ بأراضيهم بالتصدي -شديد اللهجة- قبل استعادتها.
الفتح الاسلامي لم يكن سيئا من منظور الهدف والغاية ولكن التضحيات التي قدمها كل من المسلمين من اجل الفتح ونشر الاسلام في سبيل الله ومحاولة الامازيغ التمسك بالارض ومعها هويتهم وتاريخهم وكل ما يملكون وللمحافظة على حكم واستقرار دائم. لكن بعد مدة زمنية من الفتح وانتشار القومية والفتن بين كلاهما، ومع ظهور الدويلات الاسلامية لإنقسام الدولة الاسلامية الاولى والثانية. فقد كانت النتائج سيئة ودموية بطبيعة الحال لكلاهما ولكون احدها يرغب في اشباع رغبته كمحاولة استعادة الارض او ايصال الدين او غير ذلك..
وصولاً بالجزائر إيالة عثمانية، الحكم العثماني اختلف المؤرخين في اعتباره احتلال للعثمانيين ام انظمام للجزائريين، الا انه في كلا الحالتين فإن التاريخ دون بموضوعية الاثار السلبية الناتجة عن الوجود العثماني في الجزائر.
فقدان الهوية الاصلية، تغير المناهج والسلوكات الاسلامية الاموية، ظهور الطبقية بشكل مريع بالرغم من كونها مرفوضة جدا في الاسلام، الطبقية صراحة كانت اشد ما خلفته الدولة العثمانية على كل الدول التي دخلتها.
رغم ذلك لا انكر دورها الديني والتعليمي خصوصا تلك الحقبة التي ظهرت فيها الدولة الاسلامية كدولة عظمى في العالم، الاولى عسكرياً وفكرياً وجغرافياً.
الوصول الى الاحتلال الفرنسي يحتاج الى مقال لوحده، ولكن سوف الخص ما حدث للجزائر ولابد من ذكر الجوهر من هذه الحرب والتي تعتبر الاكثر دموية على منطقة المغرب الاوسط خاصة وافريقيا عموماً.
ما يميز هذه الفترة ليس لأنها امتدت لأكثر من قرن ولا الطابع الوطني للشخصية الجزائرية والمقاومات المستمرة، بل القدرة الرهيبة على المحافظة على الهوية الوطنية من الاغلبية، لا بل من الاغلبية -العظمى-
الحفاظ على قدسية شرائعك وموطنك وكتبك ومساجدك رغم محاولة تدنيسها ومحوها ليس بالامر السهل خصوصا اذا توارث ذلك الفعل الشنيع على مر اجيال، من المفترض ان الجزائريين كانوا سيتعودون على احراق المساجد وتحويلها الى كنائس مثلاً، لكن ذلك لم يحدث فعلاً. الحملات التبشيرية كذلك لم تؤتى ثمارها كما لو انك تحرق اموالك من اجل استثمارها من جديد، دون جدوى.
في الفترة المعاصرة الجزائر ذاقت ويلات الصراع الداخلي، الحرب الاهلية والازمات الاقتصادية والسلطة الفاسدة، لا شيء يجعلك تشعر بالاسى سوى الاحداث الاخيرة، الاحداث الجارية والتي لا يسعني ذكرها لكي لا اخالف بالدخول لعالم السياسة في هذا الموقع.
اتمنى منكم اخوتي نقد المقال، انا مبتدئة في عالم التدوين. هل يمكن فتح مدونة بهذا المستوى من الكتابة؟ هل هناك افكار خاطئة؟ اخرى إملائية؟ نحوية؟ هل يفتقد مقالي لاي قيمة مفيدة؟
والشكر لكم جميعاً.
التعليقات