قبل سنة أو سنتين شاهدت فيديو لصحفي لقناة جزائرية يسأل عددا من البريطانيين عن الجزائر، ففوجئت بمعظم الإجابات السطحية على غرار تلك الفارغة حرفيا.
تسائلت حينها كيف يمكن أن يصف أحدهم (يقطن بواحدة من أكثر الدول تقدما في العالم) أكبر دولة إفريقية وعربية مساحة بـ"قناة تلفزيونية جديدة"؟ معظم الإجابات كانت إما أنها دولة ولا أعرف غير ذلك وعرفت ذلك كون فريق كرة القدم فريق جيد، يعني ثقافة مبنية على "كرة القدم"، هناك من ذكر أنها في أوروبا وهناك من قال أنها في أمريكا وغير ذلك.
لكن ذلك لم يعد مفاجئا إلى حد بعيد بعدما شاهدت اليوم فيديو بعنوان" هل يعرف الأمريكيون فرنسا؟" نشره يوتيوبر فرنسي العام الماضي، كان صادما حرفيا.
في الفيديو يظهر أمريكيون لم يعرف واحد منهم أين تقع فرنسا في خريطة اوربا، ولا رئيس فرنسا، حتى أن بعضهم أشار إلى ألمانيا باعتبارها فرنسا في الخريطة، وأحدهم اعتبر أن لندن فرنسية، يعني الأمر لا يتعلق بفرنسا فقط، المشكلة أن فتاة قالت له أنني لا أعرف في هذه الخريطة إلا تكساس، والخريطة التي عرضها هي خريطة أوربا فقط، ما يجعلنا نتسائل عن مستواهم الثقافي، و"ماذا كانوا يفعلون في المدرسة"؟
سأنقل لكم تعليقات بعض الفرنسيين التي حازت على أكبر عدد من الإعجابات :
قد يبدو هذا مضحكا لكن في الحقيقة لا يمكن وصفه إلا بالمأساة.
أن تجيب إحداهم عن سؤال "أذكر مدينة فرنسية" : إسبانيا، وأن يعتبر أحدهم أن باريس دولة أمر مخيب.
يوما ما سينسون أن هناك قارات أخرى، وحين ينزلون أوربا سيقولون: تبا اكتشفنا قارة جديدة.
لا أريد بعد هذا الفيديو الذهاب إلى أمريكا.
أعرف الآن لماذا ربح ترمب في الانتخابات.
أما نحن فيجب علينا دراسة تاريخ الولايات المتحدة من أجل امتحان البكالوريا.
شخصيا لا أستبعد إجابات صادمة كهذه لو طرحت على فرنسيين بالرغم أن تعليقات كثير منهم تميل إلى القول بأن الأمريكيين حمقى عكس الأوروبيين.
شاهدت فيديو سابقا يشبه هذا إن لم أنسى أنه كان يسأل مجموعة من الأمريكيين في الشاطئ أسئلة ثقافية والإجابة كانت كارثية، عدد من المعلقين اعتبروا أن العينة مجموعة من العاهرات فليس مفاجئا أن تجبن هكذا.
فهل تظن أن المشكلة في العينات، و أن هؤلاء قليلو الثقافة أقلية في المجتمع الأمريكي؟
أم أنه حقا، المثقفون في الولايات المتحدة "نادرون"، وبالرغم من تفوقهم العلمي والتعليمي، هل النظام التعليمي في الولايات المتحدة فاشل لهذه الدرجة؟ لأنني لا أظن أنها لا تدرس مثلا الحربين العالميتين دون خريطة أوربا متضمنة ألمانيا وفرنسا، ، نسبة الأمية بهذه الدولة تكاد تكون صفرا ونسبة التمدرس 100%، أن نجد إجابات كهذه في بلداننا العربية ليس غريبا لكن في الولايات المتحدة؟
بعيدا عن النظام التعليمي، هل هم قليلو الإطلاع أم أن اهتماماتهم بعيدة عن التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والعالم؟
التعليقات