أول عشرين سنة من حياتي سيطرت علي نظرية السبب و النتيجة فقد كنت اظن أنني إذا فعلت x سبب

فإنني أحصل على y نتيجة فكنت أظن أنني إذا درست بجد سأحصل على علامات ممتازة في الثانوية و أدخل كلية جيدة و أرتاح

و لا بد أن اتزوج x لكي أكمل نصف ديني و أأشعر بلإستقرار

هذه العقلية جعلتني بدون قصد أفهم سير الأمور بطريقة غير متوقعة و غير عقلانية

وكلما إحتككت أكثر بالواقع و مارست هذه الحياة وجدت أن هناك قوانين مختلفة تماما و أن هناك ظلما كثيرا كما أن x لا يعني بالضرورة y فقد يكون z أو w و أن هناك عدة متغيرات أخرى تحكم هذه الحياة و تتدخل فيها.

ونتيجة لهذه الصدمة فكرت بأن المشكل في أنا فقد كانت توقعاتي مفعمة بالإيجابية أكثر من اللازم فبدأت بتبني الجانب السلبي للحياة و أنها thug life و لا خير فيها

و تحولت لللإكتئاب و رفض هذه الحياة و التمرد عليها

في النهاية هذا ما خرجت به في نهاية هذه المرحلة:

الأفضل في كل الأحوال أن لا تتوقع نهائيا

إعمل ما تراه صوابا على قدر سعيك في معرفة الصواب من الخطأ

إهتم بأدائك فقط

عندها ستعامل الناس بالحسنى دون إنتظار نتائج أو توقع ردهم للمعروف أو المعاملة بالمثل

عندها ستتعامل مع شغفك بإتقان و إهتمام لأنك لا تنتظر نتائج

و ستتعامل بطريقة صحيحة مع صفعات الحياة و سقطاتها من غدر و خذلان و رفض...

كما ستعتبرها جزءا من الخبرة اللازمة في الحياة و ليس فضائحها و سوف تتخذ قرارات و أنت لست متأكدا من نتائجها فلا يحبطك فشلها .

أهم شيء هو تقبلك لأي نتيجة مع إعتقاد داخلي بأنك تستطيع التعامل مع كل الأوضاع سواء أجبرت عليها أو إخترته بطريق الخطأ.