حكم إحتجام الصائم
حكم إحتجام الصائم :-
اختلف العلماء في ذلك وكل منهم يستدل بدلیل ولكل دليل وجاهته ولذلك فقد ذهبوا إلى مذاهب.
فمنهم من يري أن الحجامه لا تفطر وعنده أدلة .
ومنهم من يري أنها لا تفطر وعندهم أيضا أدلة .
المذهب الأول: القول بأن الحجامة لا تفطر:-
وقد ذهب إليه بعض أهل العلم من الصحابة والتابعين وبعض أصحاب المذاهب الأربعة :-
قال الترمذي : ” قد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي وغيرهم إلى هذا الحديث ولم يرو بالحجامة للصائم بأسا وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي “.
وقد استدل القائلون بهذا القول بعدة أحاديث منها:
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي” احتجم وهو صائم “.
وفي لفظ : ” احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم”.
وعند الترمذي: ” احتجم بين مكة والمدينة وهو محرم صائم” .
وفي لفظ : ” احتجم وهو صائم محرم “.
(( وهو صائم )) في الحديث قد شكك فيها العلماء وعن معاذ بن جبل له أن النبي احتجم وهو صائم ” .
وقد شكك بعض العلماء في وجود الصائم في حديث ابن عباس ويرون أنه محرم فقط وقد سبق كلام الإمام أحمد خطة وعلي بن المديني والخطيب – رحمهما الله – .
وقال أبو حاتم: ” هذان خبران قد وهم عالم من الناس أنهما متضادان اليسا كذلك لأنه لا أحتجم وهو صائم محرم ، ولم يرد عنه في خبر صحيح وهو صائم دون الإحرام ولم يكن محرماقط ، إلا وهو مسافر، والمسافر قد أبيح له الإفطار إن شاء بالحجامة وإن شاء بالشربة من الماء وإن شاء بالشربة من اللبن، أو بما شاء من الأشياء”.
قلت: وفي كلام أبي حاتم هذا نظر، فقد ثبت احتجامه كما أسلفنا وهو صحيح، وهو صائم أما الجمع بين الإحرام، والصيام فإنه ض عيف وفيه قلب كما سلف بل ورد ما بين ذلك أنه لا أحتجم وهو ص ائم، واحتجم وهو محرم. .
المذهب الثاني : القول بأن الحجامة تفطر:-
ذهب بعض العلماء إلى القول بأن الحجامة من مفطرات الصوم ومنهم الإمام أحمد، وابن خزيمة وغيرهما.
وهذا الرأي هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن قيم الجوزية، وقد استدلوا على ذلك بعدد من الأحاديث :-
عن ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه خرج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لثماني عشرة خلت من شهر رمضان إلى البقيع، فنظر رسول الله صل الله عليه وسلم إلى رجل يحتجم فقال: ” أفطر الحاجم والمحجوم “.
عن شداد بن أوس عنه قال: بينما أنا أمشي مع النبي صل الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من رمضان إذ حانت منه التفاتة ، فأبصر رجلا يحتجم فقال : ” أفطر الحاجم والمحجوم ” .