مهلا! هل لاحظ أحدكم أن كل من يرسل إليه رسائل بريد إلكتروني يبدو متحمسًا جدًا طوال الوقت لاستخدام علامة التعجب (!)؟

ربما يكون ذلك، لأنه عبر الإنترنت ، لا يمكننا نقل بشكل دقيق مشاعرنا وما نعنيه حقًا عبر نقرات الأصابع على لوحة المفاتيح.

أو ربما نكون جميعًا قد اصبحنا أكثر إزعاجًا في هذه الأيام! كما لو أن حمى «دونالد ترامب» قد اجتاحت العالم، فهو يكثر من استخدام علامة التعجب في تغريداته بداعي وبدون داعي في أغلب الأحيان.

ومهما كان السبب، فإن علامة التعجب تتسلل إلى كل تفاعل عبر الإنترنت تقريبًا. لا أحد يعرف على وجه التحديد تاريخ علامة التعجب حقًا، لكن الثابت أنها جاءت من اللاتينية.

الطريف أن لعلامة التعجبّ (!) تاريخ طويل من المفارقات في استخدامها، وهذا بعضًا منها:

أقصر مراسلة في التاريخ:

في بعض الأحيان، تؤدي علامة التعجبّ هذه وظيفتها. فيقال أن أقصر مراسلة تمت بين الروائي الفرنسي «Victor Hugo - فيكتور هوغو»، صاحب روايتي «أحدب نوتردام» و«البؤساء» وناشر كتبه. فلم يكتفي «هوغر» بكتابة أطول رواية في التاريخ وهي «البؤساء»، بل حاز على لقب صاحب أقصر مراسلة في التاريخ أيضًا.

فقد أرسل «هوغر» برقية إليه كتب فيها ببساطة علامة الأستفهام: «؟» فرد الناشر عليه بعلامة التعجب: «!». لقد أراد هوغو أن يستفسر فيها عن مدى نجاح رواية الجديدة، وجاء رد الناشر ليدلل على نجاحها. وهنا، جاءت علامة التعجب لتخدم غرضها.

مُدن لديها علامة تعجب خاصة:

حتى أن هناك بضعة الأماكن في بها علامة تعجب في أسمائها، مثل: Westward Ho! وهي مدينة في إنجلترا، تحمل اسم رواية تشارلز كينجسلي. وهناك أيضًا Saint-Louis-du-Ha! هي مدينة حقيقية في كيبيك بكندا. كما أن مدينة هاملتون بأوهايو، غيرّت اسمها في عام 1986 إلى Hamilton!

وللشركات نصيب من التعجب:

واستخدمتها شركات في علاماتها التجارية، وأشهرهم Yahoo! ولهذا قصة طريفة جدًا، فعند قيام مُؤسسيها «Jerry Yang - جيرى يانج» و«David Filo - ديفيد فايلو» بتسجيل العلامة التجارية Yahoo وجدو أنها مُسجلة بالفعل لصالح صلصة شواء وماركة سكاكين مملوكة لشركة إبيسكو، ولحل تلك المُعضلة، قاما بإضافة (!) لـ Yahoo، فأصبحت Yahoo!

وإلى هُنا، نستطيع القول، أن ما الدنيا إلا علامة تعجّب كبيرة!