أقول لنفسي و قد استلقيت على السرير أني سأنام مدة ساعة واحدة و من ثم أقوم لأكمل تنفيذ المهام المتراكمة، و لكن يا للمفاجأة يرن المنبه، أتجاهله لأكمل النوم لمدة 6 ساعات. ثم أستيقظ لأجد نفسي قد فعلت الشيء ذاته الذي أفعله منذ سنة و أتسائل كيف أتغير! ... حتى هذا التساؤل تردد لدرجة أنه لم يعد له أي وقع في نفسي.

بطريقة فعالة جدا أستطيع أن أقنع نفسي أن هذه المرة ستكون مختلفة و لسبب ما أنا أحب نفسي المستقبلية و أتوقع منها الكثير، و لا أحب نفسي في الماضي فهي قد ارتكبت الكثير و لا يجب أن أعاقب نفسي الآن على ما اقترفته سابقا. بدايات جديدة دائما تنتهي كسابقاتها، فشل أسطوري في التحكم.

لماذا في خيالي تعيش "أنا في الماضي" و " أنا الآن" و " أنا لاحقا" و كأنهم ذوات منفصلة، ف"أنا في الماضي" لا تعرف كيف تتصرف و هي محملة بتجارب كثيرة و لسبب ما لا تشعر "أنا الآن" بانتمائها إلى "أنا في الماضي" فهي تقرر و تتخذ القرارات بشأن الأحداث الآنية بالاعتماد على الذاكرة المنطقية لا الذاكرة الواقعية.

أنا متأكد أن شيئا من هذا القبيل قد حصل لك، ربما شعرت أنك الوحيد الذي لا يستطيع السيطرة على ذاته. أنا هنا فقط لأقول أني مثلك. ربما أنا لا أريد أن أشعر أني الوحيد.