في هذا المقال سأمدك بثلاثين نصيحة ستنفعك في حياتك وستقنعك أن تترك فكرة القراءة جانبا.
اسمع حتى لو أردت القراءة انطلاقا من إرادة صادقة ورغبة مؤجلة، وحدثتك نفسك بالذنب لأنك مقصر فالقراءة ليست عبادة لذلك تخلى عن هذه الفكرة الغبية أبدا.
القراءة ليست شريعة لتطبق وليست عقيدة لنؤمن بها أو دينا منزلا نتبعه، لذلك ارتاح يا صديقي ودعنا من الحوار الطائفي والصراع الديني والقيل والقال الديني.
أتعلم، معظم الذين قرؤوا لم يشتغلوا في مجال تخصصهم، لذلك لا تضيع وقتك الثمين في قراءة تخصصك واستفد منه في عمل أشياء أكثر أهمية ناهيك عن أن كتب التخصص غالية الثمن.
نسبة كبيرة من الأمية منتشرة بسبب هيمنة الاعلام الذي يضلنا، ومن جهة أخرى مواقع التواصل الاجتماعي. الكل يسخر الكتب كوسيلة لاستهداف عقولنا. لا تتبعها.
لا تحاول أن تنشر فكرة القراءة لأنه لا أحد سينصت لك... ربما سيظنونك مجنونا إذا حاولت نشر كتاب أو عمل قراءة فيه، فالكل يستثقل قراءة سطور "فيسبوكية" ناهيك عن مئات الصفحات!
لا تتبرع بكتبك القديمة التي قرأتها في غيبوبتك الثقافية. اغلق عليها، دعها في الرف، وإن شئت أحرقها فلا طائل من تركها عندك.
تفكيرك في أن تشتري كل كتاب يعجبك دليل على أنك مصاب بفوبيا من نوع ما.
دعك من الاستجابة لكل من قرأ كتابا وكتبا ونادى بأن نقرأها. نحن نفعل ما يحلو لنا ولا ننتظر من يقول لنا "اقرأ هذا فهو مفيد لك" و "لا تقرأ الكتاب الفلاني" دون ذكر أسباب ذلك أو تحيزا خفيا. هنا أتوجه بالنداء لهؤلاء بأن يكفوا عن ذلك بما في ذلك الحجر والتعميم. فالكتب لم تخلق للمصادرة أو المحاربة بل خلقت لتقرأ ويرد عليها.
اخرج من مجموعات الأدب فأغلبها يقرؤون بضع سطور وبمحض وقت قصير يطلقون على أنفسهم مسميات "المفكر، الأديب، الكاتب،" لا داعي أن تكون منهم. كن أنت فقط.
أنصحك ألا تتجاوز عددا كبيرا من الكتب إذا كنت قارئا متوسطا، فهذا سيؤثر على محيطك الاجتماعي وستحدثهم بكل كتاب، مؤلف، قولة، أو حكمة، ستصبح مصدر إزعاج وسيتجنبك الناس كلما صادفوك، لذلك حافظ على اجتماعيتك وإلا سيعتزلك الناس.
ألا تلاحظ معي أنه في الآونة الأخيرة كثرت الفرق السياسية والطائفية كل واحدة على حدى تصرخ وتنادي وتقول أنا أنا ..بل إنها تجند مؤلفين وتابعين للولاء الوهمي والشعارات البراقة. يكفينا ضجيج الأخبار وتريد أن تقرأ الكتب السياسية؟ فكر مرتين يكفينا ضجيج العالم.
إذا حاولت أن تقنعني أن القراءة شكل من أشكال سد الفراغ والتسلية أقول لك هناك ألعاب فيديو، تطبيقات ألعاب ذهنية، رياضات...
كونك تقرأ بدهشة نصائحي حول ترك القراءة ينبغي أن أذكرك أنني لم أستخلصها من كتاب معين أو قرأتها في سطور ما بل هي نصائح قيمة ستنفعك حتما كلما حاولت أن ترهق عقلك. لذلك تتبعها تجنبا لأخف الأضرار.
يأتي شخص ما فيريد أن ينقذ العالم فيؤلف كتابا، تأتي واحدة أرهقها حس الظلم فتشارك تجربتها في ميدان حقوق الانسان وتجد كتابها في الشرق وأعمالها في الغرب... تجد شخصا يدعي أنه أديب فيبدأ في تدوير ما قرأه في الماضي ليؤلف رواية مستهلكة ثم تأتي أنت لقراءتها لسببين، أولهما أنه جعل الكتابة مادة تفريغ دون وجهة محددة أو هدف سامي، والسبب الثاني هو أنه كان من صنف من تحدثت عنهم في النصيحة التاسعة.
الروايات الحقيقية ماتت والروايات الحديثة لا تطرح تحديا نقديا وأدبيا، لكن لا تنجرف مع كلامي بأي حال، فقد تنشر بهدف الربح ليس إلا.
إياك أن تنخدع بشيء يسمى بسهولة القراءة. القراءة متعبة.. مستعصية.. و مرهقة جدا.
لست من النوع الذي يؤمن بأغلب ما يقع في المجتمعات هو مكائد صهيونية أو مؤامرات سياسية تحبكها قوى العالم أو حتى حوادث مفبركة. لا تصدق كل ما يقال لك. فأغلب الجرائد تكتب لتجعلك مشدودا لها. وهو ما يسمى أسلوب الحصر أو التأطير في علم النفس.
لذلك كما قلت لك في النصيحة السابقة أنت بعيد عن صداع التحليلات ما دمت بعيدا عن القراءة وللمعرفة ثمن غال ونفيس؛ فهل أنت مستعد لتحمل تبعاته؟
حقيقة أردت أن أصارحك بهذا الأمر ...في الأصل المقال كان يتلخص في خمسين نصيحة، لكن بعد التفكير مليا وبعدما بدأت أكتب أفضى بي الأمر الى قراءة المزيد من المقالات وذلك أزعجني فعلا إذ لا أحب أن أكون ممن يتوجه بالنصح لغيري دون أن يتمثل ذلك في شخصي أولا... ذكرت الأمر لكي أزيح عني ثقل تأنيب الضمير والاعتراف وأساهم في التبليغ بما ينفعك.
ضميري طاوعني أن أخبرك أمرا مهما، وهو ألا تقرأ السائد والمستهلك في عصر الاستهلاك المادي من روايات رخيصة معنويا وفارغة من المغزى الأخلاقي! اقرأ ما يفتح عقلك أمام دهشة التساؤلات المفتوحة على كم وكيف يجعلك تفكر وتسأل وتساءل. سأنتهي هنا. يكفي! افعل ما يحلو لك. أنت حر.
أغلب كتب التنمية الذاتية لا جديد فيها سوى إعادة تقديم القديم بصيغة أخرى. متى ستستيقظ من كبوتك.
لكي تخطط جيدا لمستقبلك وتعيش حاضرك وتستفيد منه أقصى استفادة ممكنة يجب أن تقرأ كتب التاريخ، لكن للأسف كل كتب التاريخ لا تسلم من التزوير والكذب. كيف تستفعل ذلك ان كنت تقرأ بعيون مغبرة وعقليات آبائية دون جديد يذكر. فكر في حل ما لأنني لست خبيرا في هذا المجال. مهمتي فقط أن أذكرك بألا تقرأ.
لا تذهب للمكتبة ولا تصحب أهلك أو أصدقائك لها.
لديك متسع من الوقت.
صفي ذهنك وأرح عقلك.
توقف عن الاحتفاظ بالروابط والبوكماركات لأغلب الكتب التي لن تقرأها بأي حال.
غادر فورا المجموعات المليئة بالكتب والكاتبين.
امسح بيانات حاسوبك وهاتفك من الكتب المكدسة والتي تنتظر كل يوم أن تنهي واحدا منها. كفاية! أنت تخدع نفسك.
وفر فلوسك.
وأنت تقرأ نصائحي الثلاثون قد تشعر بالاستفزاز من بعض الكلمات والمفردات التي وظفتها. لا تنخدع مادام لديك دماغ تفكر به وعقل تعي به وقلب تؤمن به. لذا أتحداك أن تقرأ ... لا أنت بالفعل قرأت المقال وتصر على إعادته أكثر من مرة لتفهم رسالتي بين السطور. المرجو أن تطبق النصائح الثلاثون قولا وفعلا وتذكر، مهما تقدم بك العمر أرجو أن تكون استفدت من نصائحي التي أشعر أنك ستأخذها على محمل الجد إذا كنت مهتما.
التعليقات