هل سيحدث مع رجال الاعمال مثلما حدث مع الريان في الفترة الحالية

-2

التعليقات

عندما نعرف من هو الريان وماذا حدث معه في الفترة الحالية ، ربما نحاول الإجابة ツ

ولمن لا يعرف جيداً من هو أحمد الريان هناك مقدمة لابد منها .. أحمد عبد

الفتاح توفيق الجبري الشهير بـ " أحمد الريان " .. اتهم في قضية توظيف

أموال عام 1989 وأفرج عنه في أغسطس 2010 بعد 21 سنة قضاها خلف القضبان ،

بدأ من الصفر حيث كان يبيع في صغره ميداليات خشبية ويدهن فوانيس السيارات

باللون الأزرق مقابل 10 قروش .. وفي المرحلة الإعدادية تاجر في المذكرات

الدراسية وطباعتها ثم تاجر في المواد الغذائية حيث كان يورد البيض لمحلات

السوبر ماركت درس في كلية الطب البيطري وقبل تأسيس شركة الريان بـ 3 سنوات

كان يعمل في المبادلات المالية التجارية العالمية عن طريق المضاربة وبعد

تأسيس الشركة كان يعمل لدي 200 ألف مودع وصلت قيمة ودائعهم إلي 5 مليارات

جنيه و 200 مليون .. وهي المرة الأولي في تاريخ مصر وبسبب قانون تم '

تفصيله ' علي مقاسه حكم عليه بالسجن 15 سنة .. وبعد انقضاء المدة اعتقل 6

سنوات بتهمة أنه ' خطر علي الأمن العام ' وفي النهاية تم عرضه علي 13 جهة

للكشف عليه قبل أن يتم اتخاذ قرارات الإفراج عنه سجن وعمره 33 سنة والآن

عمره 55 سنة .. ورغم ظهوره مرتين في برامج التوك شو بعد خروجه من السجن

لكنه بدا متحفظا في كلامه لأن ' الكبار ' كانوا في مواقعهم وهناك أسرار غير

مسموح له بمجرد التلميح بها .. لكن الآن الوضع اختلف ولأول مرة منذ قام

بتأسيس شركة الريان عام 1981 يمكن أن يتكلم بحرية وبالأسماء وبالأرقام عن

حكايات وقصص لو كان رواها قبل ثورة 25 يناير .. ربما كان الاعدام هو أقل

عقوبة يمكن أن ينالها !

قبل كل شيء نبدأ مع المسلسل الجديد

الذي سيرصد قصة حياتك ويقوم بأداء شخصيتك فيه الفنان خالد صالح ، ما رأيك

وهل صحيح أنك عارضت الفكرة ؟

طبعاً أنا رفضت من البداية ، أولا لأنه لم يعرض علي السيناريو ولم يؤخذ

رأيي في المبدأ نفسه وهو ما أزعجني بشدة خاصة ، كما إن المسلسلات والأفلام

التى تم تصويرها عني وأنا في السجن كانت كلها غير حقيقة وبها تزييف كبير

ووقتها اضطررت ألا أقاضي أصحابها ، أما اليوم فلن اسمح لأي مخرج أو منتج

بأن يستغل اسم الريان ، والعمل الجديد الذي سيصوره خالد صالح سيكون بعيداً

عن الحقيقة لأنهم لو يسعون فعلاً لإنتاج مسلسل متميز وواقعي فأقل شيء كانوا

أخذوا رأيي فيه ، وهناك دعوى قضائية توجه بها المحامي الخاص بي ضد محمد

بركه منتج العمل والمؤلف حازم الحديدي والمخرجة شيرين عادل ولن يظهر هذا

المسلسل للنور أبداً طالما أنا على قيد الحياة .

منذ خروجك من السجن والجميع يشعر

بأن هناك جبل أسرار تخفيه .. فكيف لرجل وصل حجم استثماراته لاكثر من 5

مليارات جنيه في الثمانينات أن تنهار مؤسسته في يوم وليلة؟

وقتما عملت في توظيف الاموال كانت هناك شركات كثيرة سبقتنا اشهرها '

الشريف ' وحققنا في منتصف الثمانينات شهرة كبيرة كان هناك حوالي 107 شركات

تعمل في توظيف الاموال والريان كانت تعادل استثماراتها كل الـ 106 شركات

الأخري لكن النظام وقتها كان يشن حملات كبيرة علي هذه الشركات وأول حملة

كانت سنة 1986 عن طريق بث الشائعات وترهيب المواطنين من خلال وسائل الاعلام

كانت توهمهم بأن اموالهم قد ضاعت وان هذه الشركات تنصب عليهم وطبعا مع

الترويج لتلك الشائعات والاكاذيب كان المودعون يطالبون بأموالهم المودعه

لدينا وطبعا مهما كانت حجم استثماراتنا وودعائنا فمستحيل لا نحن ولا اقوي

بنك في العالم أن نعيد لجميع المودعين أموالهم في نفس الوقت خاصة وان كثيرا

من أموالهم كان يتم استثمارها في مشروعات وشركات .. وإلا من اين كنا سنأتي

لهم بارباح 20 % ! طبعا الذين كانوا وراء تلك الحملات كانوا يقصدون إفلاس

الريان وأنهيار مؤسسته أول مرة اجتزنا الأزمة وسددنا للمودعين أموالهم ..

بعدها بعامين قررت الحكومة ضرب الريان في مقتل وفعلوا نفس الشيء .. شائعات

واكاذيب وحملات بشعة ضد شركات توظيف الاموال وقالوا للناس ' أموالكم ضاعت

والريان وغيره هربوها خارج البلد ولن تستطيعوا استردادها مرة اخري ' علي

الرغم من أنه كان لدي أكثر من ربع مليون مودع من الوزير للغفير .. كان

يستثمر معي كبار البلد والفنانون والسياسيون وشخصيات عامة وكنت اسدد للناس

أرباحهم وأموالهم بانتظام لم نتعسر مطلقا .. ولكن هذه المرة لم يكتفوا بهذه

الحملات الشرسة بل وقرروا حبسي والتحفظ علي أموالي وبالتالي لم أستطع أن

أسدد للناس أموالهم ووسط ضغط المودعين واحساسهم بأن اموالهم ضاعت أنهارت

المؤسسة .. كان مخططا شيطانيا للقضاء علي الريان ونجحوا فيه مع الأسف لدرجة

أنهم فصلوا قوانين علي مقاسي تماما وتجاوزوا قوانين موجودة بالفعل لمن في

مثل موقفي .. فالقانون يقول انهم يعطونني مهلة سنة لاعادة اموال المودعين

ثم سنتين قبل الحبس .. هم حبسوني في اليوم الثاني وهذا يعني انه ربطوا يدي

وقدمي ورموني في البحر وطلبوا مني أن أعوم ! وشركة الريان اسست في 1981

والقانون الذي حوكمت بسببه ويجرم جمع الاموال وتوظيفها لم يسن إلا عام 1988

.. فكيف لي ان احاسب بقانون تم وضعه بعد أن عملت 7 سنوات ولم يمهلوني

كباقي الشركات وقتا لتوفيق أوضاعي أو لتصفيه أعمالي لأرد للمودعين

مستحقاتهم .. هم كانوا يريدون القضاء علي الريان نهائيا .

من كان يحاربك تحديدا في النظام السابق؟

مبارك كان وراء كل شيء .. فهذا الرجل إن لم يكن يستفيد منك لن يتركك تعمل

وتكسب فأنا كان حجم استثماراتي يتجاوز الـ 5 مليارات وكان رقما ضخما جدا في

وقتها ولم يكن لدي البنوك ما يعادل هذه الاستثمارات وقدمت للمحاكمة بتهمة

وحيدة وهي تلقي أموال مخالفة للقانون رقم 246 لسنة 1988 والذي طبقته حكومة د

. عاطف صدقي والخاص بتوفيق أوضاع شركات توظيف الأموال بالرغم من عدم تطبيق

القانون قبلها .. وأعطت الحكومة لكل شركات توظيف الاموال مهلة لتوفيق

أوضاعها ورد أموال المودعين إلا الريان .. فهذا القانون تم تفصيله من أجلي .

وهل قابلت الرئيس السابق مبارك شخصيا أم كان هناك وسطاء وهل كانت هناك محاولات لابتزازك مثلا؟

لم أقابل مبارك شخصيا ولكن من كان يقايضني 3 من رموز النظام القديم من

رجال مبارك اثنان رحلا الآن وحسابهما عند الله .. والثالث هو زكريا عزمي

ولن يتصور احد مدي بشاعة المحاولات التي قاموا بها .. فقبل أن أسجن مباشرة

كنا نعمل في العملة ووقتها لم تكن هناك شركات صرافة وعملنا بالعملة جاء

بحكم ان لدينا مودعين يستثمرون أموالهم بالدولار ويحصلون علي فوائده بنفس

العملة فطلبوا منا تغيير مليار جنيه إلي دولارات سعر الدولار في البنك

وقتها كان جنيها .. أي الدولار بجنيه اما في السوق السوداء فكان الدولار بـ

70 قرشا هم كانوا يريدون المليار دولار بمليار جنيه .. طبعا هذه صفقه

تخسرني أنا كثيرا وتربحهم نحو 500 مليون جنيه وهذا الرقم حاليا يعادل 10

مليارات جنيه وفهمت أن هذه الصفقه أو ' الابتزاز ' بمعني أدق كان مقابل أن

يتركوني اشتغل ولكن أن اعطيهم 500 مليون جنيه مسألة كانت قاتلة بالنسبه لي

.. أولا خسارة كبيرة ستوثر علي استثماراتي وعلي المودعين الذين سنضطر لأن

نعطيهم اموالهم بالعملة المصرية بدلا من الدولار وهذا سيتسبب في أزمة كما

ان سعر الدولار كان يتغير كل يوم .. يعني كان من الممكن تكون خسائري أكبر

من كده ثم أنا كنت رجل أعمال ولدي أكبر شركة توظيف أموال في الوطن العربي

لكن هذه المليارات التي كانت معي هي فلوس الناس ومش فلوسي .. لا أنكر انني

كنت أكسب جيدا والحمد لله من حجم استثماراتي التي وصلت لكل قطاع تقريبا في

الدولة لكن هذا لا يعني أنه لدي كل هذه الملايين لكي أخرسها أيضا هم لو

أخذوا مني مرة سيطلبون مائة مرة بعد ذلك .. بصراحه رفضت أن اسمح لهم بأن

ينهبوني وينهبوا الناس ولم اكن اعرف انهم بهذا الفساد .. فقد هدموا المعبد

علي ولن انسي تحذيرات وتهديدات زكريا عزمي الذي كان يكرهني بشدة لدرجه أنه

في اي مناسبه كان يلتقي احد معارفي أو أقاربي يقول لهم ' عمره ما هيطلع من

السجن .. هيفضل كده '.

ولكن هل بعد ان دخلت السجن فجأة وبدأت المؤسسة تنهار .. ألم يعرض عليك أي عروض أخري مقابل خروجك؟

الأمر كان انتهي .. فقد وضعوني في السجن وتحفظوا علي كل اموالي وممتلكاتي

ولم يكونوا بحاجة للتفاوض معي كل شيء اصبح تحت تصرفهم وهدموا هذا الكيان

وجعلوني عبرة حتي لا يقول لهم أي رجل اعمال آخر ' لا ' وانتهت قصة توظيف

الاموال .

ولكن كان يقال وقتها أنك خطر علي الاقتصاد المصري؟ ما الخطورة في رجل أعمال يحقق هذه الارباح من خلال مشروعات واستثمارات كبيرة ويعمل آلاف الموظفين والعمال حيث قمنا بانشاء مصانع وشركات والناس كانت تستثمر اموالها وتتربح بنسبة خيالية وصلت لـ 20 % .. أي خطر مني وأنا رجل شريف أعمل بطرق نظيفة هل معني أنني أكسب أنني خطر .. ليتهم يفكرون هكذا وإلا ماذا نقول عن رجال الأعمال الذين سرقوا المليارات من البنوك وهربوا ورجال الأعمال الحرامية الذين ساندهم النظام ومبارك .. لماذا لم يقفوا أمامهم؟ ! والإعلام الأجنبي أيضا ساهم فيما حدث لي لأنهم كانوا مرعوبين من فكرة توظيف الاموال حسب الاقتصاد الاسلامي فقد تحولت لقصة خيالية كما في روايات ألف ليلة وليلة وتناولتني الصحف والدراما والسينما . وماذا عن صفقة الذرة الصفراء التي كانت بينك وبين وزارة الزراعة متمثلة في بنك الائتمان الزراعي وقيل وقتها انك تسببت في أزمة في المحصول الرئيسي للبلاد؟ هذه تهمة باطلة من ابتداعهم .. والدليل انهم لم يحاكموني عليها لأن الحقيقة عكس ذلك فالحكومة هي من كانت مديونة لي .. وزارة الزراعة تحديدا كانت مديونه للريان بـ 8 ملايين جنيه وهكذا عدد من المؤسسات الصحفية لأننا كنا نعمل في مجال الطباعة والورق وكان لنا عند دار الهلال 200 مليون دولار من أموال المودعين لم يعطونا أي شيء منها وكانت هناك أزمة في الذرة الصفراء لأن 60% من علف الدواجن يعتمد عليها وكان من الممكن أن تنهار المزارع .. فقمت بإرسال مفوض من شركتي لاستيراد الذرة دون التقيد بالأعراف المصرفية الدولية وتسليم الشحنات للحكومة المصرية والحصول علي حقها بعد ذلك بدون إرباك الحكومة لأن مصر في هذه الفترة كانت تسعي إلي الحصول علي قرض من صندوق النقد الدولي والذي رفض معللا ذلك بأن هناك من يعطي فوائد أعلي من البنوك فإما أن ترفع البنوك الفوائد أو يتساوي هو مع البنوك وهذا كان من أهم أسباب الحرب ضد الريان لأن صندوق النقد الدولي كان يخشي في وجودي ألا تضطر مصر للاقتراض ! ولماذا لم تطالب بأموالك أو تقل هذا الكلام بعد أن وضعوك في السجن؟ كنت تحت أيديهم من كان سيسمعني ويعطيني حقي ! وبعد أن حبسوا ابي وبعدها زوجاتي وأخواتي كانوا يبثون مئات الشائعات حول أن الريان حول أمواله للخارج وضارب بها في البورصة ولديه حسابات بالملايين في سويسرا وأن هذه الحسابات ببصمة الصوت والكثير مما كان يستحيل أن يصدقني معه أحد هذا غير التعذيب الذي شهده كل من له صلة بالريان لدرجة ان الكثير تنصل من معرفته بي وتخلي عني ولا أنكر انني كنت أحلم بأن أخرج وحاولت أن أقبل ما وضعوني فيه حتي أري النور من جديد بعد تهديدات صريحة وصلتني من زكريا عزمي من خلال البعض بانني لن اخرج من السجن مدي حياتي وسأموت فيه .. ولذلك خشيت أن اعاديهم اكثر من ذلك .

في الجزء الأول من حوارنا مع أحمد الريان تحدث عن رفضه للمسلسل الذى يصور حالياً ويتناول قصة حياته كأحد أشهر رجال الأعمال الذى برعوا في توظيف الأموال قبل دخوله السجن لمدة 23 عاماً .. كما تكلم عن علاقته بالرئيس السابق مبارك وأتهمه بأنه وراء كل المصايب التى حدثت له ..

أسرار أخرى نستمع إليها من الريان في الجزء الثاني من حواره مع بوابة الشباب ..

  • هل تعتقد إن الاطار الاسلامي الذي كانت تعمل من خلاله شركات توظيف الاموال هو سر محاربتك؟

لا محاربتي كانت لما شرحته من أسباب .. هم فاسدون ومرتشون وحرامية والبنوك

كانت شريكة فيما حدث لانها مستفيدة هم اتهموا شركات توظيف الاموال بالنصب

لكننا كنا نعمل بنظام وفكر اقتصادي وهذا لم يكن يروق للحكومة ولا للبنوك .

  • ولكن ما ترويه يوحي بأن هناك ثأرا بينك وبين النظام السابق .. لماذا فعلوا بك كل هذا؟

انتقام .. ولكن السبب المؤكد أن مبارك وأعوانه لم يكونوا مستفيدين من الريان ولم يقاسموني اموالي وهذا هو السبب .

  • معني كلامك ان كل رجال الاعمال الذين كانوا يعملون وقتها او بعدها كان مبارك واعوانه يشاركونهم في أرباحهم؟

بنسبه كبيرة نعم .. فهم لم يتركوا أحدا الا قاسموه في أمواله .

  • قيل انك اعتقلت كل هذه المدة لانهم كانوا يضغطون عليك لتعيد الاموال التي قمت بتحويلها إلي بنوك سويسرا وتعادل نحو 3 مليارات جنيه؟

لم أخف مليما واحدا عن الحكومة لأنه من اشتراطات قانون التعامل في توظيف

الأموال وهو القانون 146 رقم لسنة 1988 أن يتم إنشاء مركز مالي لوضع كل

الممتلكات والأموال فيه وكل شيء معلوم ولا نستطيع تهريب أي مال إلي الخارج

ولم نسع لفعل هذا لأن أجهزة الدولة قادرة علي معرفة كل شيء في الداخل

والخارج كما أنني قمت بإصدار توكيل إلي النائب العام للتعامل مع كل البنوك

والشركات التي كنا نتعامل معها لبيان ما إن كان هناك شيء تم اخفاؤه أم لا

.. فهذه كانت حججا واهية صنعوها لأظل في السجن مدي الحياة .

  • وماذا عن كشوف البركة التي

كنا نسمع عنها وقيل : إنك وضعت بها اسماء لمشاهير وفنانين وسياسين كانوا

يتقاضون نسبة فؤائد أعلي بكثير من غيرهم من المودعين؟

لا أساس لها من الصحة وكانت مجرد فبركة إعلامية .

  • هل ما حدث لهشام طلعت مصطفي علي اختلاف ظروفكما .. هو نفس ما حدث معك؟

سؤال صعب ... هشام طلعت مصطفي علي المستوي الانساني رجل محترم لأنه ساعدني

وأنا في السجن رغم انني لم التق به نهائيا في حياتي وساهم ببعض المال هو

وسمير الصفتي والدكتور احمد العزبي وياسين عجلان ولولا موقفهم هذا لبقيت في

السجن وأظن انه بصرف النظر عن موقف هشام طلعت مصطفي من قتل سوزان تميم وهي

مسألة يعلمها الله فهناك من كان يريد تصفيته والتخلص منه من الممكن ان

يكون أحمد عز او مبارك نفسه لأنه بالفعل يشبهني في جزء بسيط وهو اننا '

كبرنا زيادة عن اللزوم ' .

  • وماذا عن اشرف السعد صديقك وشريكك؟

عملنا معا في تجارة العملة وتجارات مختلفة وكنا نقوم بإصدار توكيل لبعضنا

في بعض البنوك للتعامل في الحسابات وكانت شراكتنا ناجحة وغطت المودعين .

  • ولكن لماذا لم يساعدك ماديا سواء لاسرتك وانت في السجن او عندما كنت تجمع الـ 700 ألف المطلوبة للافراج عنك؟

رد ضاحكا بسخرية : علي أي حال اشكر اشرف السعد علي كل شيء وما مررت به علمني الكثير .

  • وما اصعب اللحظات التي مرت عليك وانت في السجن؟

وفاة ابني عبد الرحمن .. فلم اتمكن من إلقاء نظرة الوداع عليه والدعاء له

كانت من أصعب الفترات التي مرت علي داخل السحن وأول ما فعلته بعدما خرجت هو

زيارة قبره .

  • هل شعرت بالندم ولو للحظة لانك لم تقبل عروضهم لعلك كنت تعمل وتكسب من جديد بدلا مما حدث لك ؟

كان ممكن أطاوعهم واخسر كل فلوسي وأعلن افلاسي مثلا .. أو أتحول لشخص فاسد

مثلهم رغم أن هذا الكلام جاء في ذهني لكنني كنت مدركا تماما انهم لن

يتركوني أنا بالذات إلا بعدما يتأكدون من نهاية قصة توظيف الأموال لانني

بمقاييس وقتها كنت حالة خاصة فلم يحقق أحد ما حققته .. وهم شعروا بخطورتي

عليهم لأنني كنت أسيطر علي البلد بحجم استثماراتي وشركاتي التي دخلت في كل

شيء في مصر هم لا يريدون ان يتجاوز احد الخطوط الحمراء التي يضعونها حتي

يظلوا هم أسياد هذا البلد .

  • بعيدا عن مشاكلك مع النظام

.. ألم تندم عندما كنت تسمع في سجنك عن حكايات مآساوية لمن ضاعت تحويشة

عمرهم في مشروعاتك لدرجة أن كثيرين منهم ماتوا من الصدمة؟

والله الحكومة هي السبب والناس عرفت ده وقتها ويمكن بمرور الوقت فهموه

أكثر والان وأنا اتحدث بصراحة شديدة لأول مرة أعتقد ان الناس التي دعت علي

ستعرف اني تعرضت للظلم كثيرا فقد قضيت 22 سنة في السجن منها 15 سنة في قضية

توظيف الاموال و 7 سنوات تم اعتقالي بتعليمات من حبيب العادلي تنفيذا

لرغبة زكريا عزمي والرئيس السابق لم أكن أعرف يعني إيه ' خطر علي الامن

العام ' .. حبيب العادلي كان يرحلني بين قنا والقاهرة علي الاقل مرتين في

الاسبوع بحجة أن المحكمة التي تنظر قضيتي في قنا وهم اختاروا هذه الدائرة

تعذيبا لي ولا انسي الأيام الصعبة التي عشتها في السجن ولا المرار الذي

تذوقته كلما قررت المحكمه الافراج عني بعد 3 احكام قضائية من دوائر مختلفة

.. ومع كل قرار افراج كان يصدر قرار اعتقال جديد .

  • وكيف خرجت إذا؟

بضغوط دولية علي مصر لانهاء قانون الطورايء وقصره علي المسجونين في قضايا

الإرهاب والمخدرات .. أما أنا فقضيتي اموال عامة ولان الدول الاجنبيه تمنح

مصر أموالا ضخمة كمعونات هم كانوا يسرقونها ايضا أفرجوا عن البعض وأنا منهم

.

  • بعد ثورة 25 يناير وتنحي مبارك ودخول حبيب العادلي و زكريا عزمي السجن .. ما شعورك الآن؟

ذهبت أنا وبناتي إلي ميدان التحرير في وقت الثورة لعدة أيام ويوم تنحي

مبارك بكيت كثيرا وانا جالس في الميدان لانني تذكرت كل ما حدث لي والمعاناه

التي عشتها في السجن وأنا شاب صغير وخرجت منه رجلا عجوزا ومريضا تذكرت

أموالي التي خسرتها وعائلتي التي عانت بعدي كثيرا ولم يجدوا قوت يومهم

والدي الذي مات في السجن وأبني الذي مات في حادث ولم استطع أن أراه مصيبتي

رغم كبرها إلا انها وسط الفساد البشع الذي نسمع عنه كل يوم الان لمبارك

واعوانه تهون ولكن حقي عند الله ومتأكد انه سيعوضني فأنا مؤمن بأن ماحدث لي

نصيب وراض به ويكفيني يوم ان رأيت الشعب يرفع علي مبارك وهو يخطب الأحذية

وأن حبيب العادلي الذي عذبني كثيرا اليوم هو في السجن .

Read more:

رجل اعمال مصري


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.9 ألف متابع