كثيرا ما اقابل مهندسين يعملون في المكاتب او يكونوا حديثي التخرج و تجدهم خبرتهم العملية ضعيفة بدرجة كبيرة

فقبل ايام تعطلت لوحة الكهرباء في المنشأة التي اعمل فيها, حاولت اصلاحها و لكن كانت معقدة(كهرباء ثلاثي الطور و قواطع و ارضي..ألخ)

فذهبت الى احدهم(مهندس كهرباء) و طلبت منه مساعدتي, فقال انتظر فلان حتى ياتي, قلت اعلم هو مجاز و لهذا اتيت اليك, فرد انا مهندس كهرباء و لست فني! قلت هل انت ترفض العمل لانه من اختصاص الفني ام لانك لا تعرف كيف تصلح العطل؟ قال انا لا اعلم لم اعمل سابقا باعطال كهذه!

طبعا صدمت كيف بمهندس كهرباء لا يعرف ان يصلح عطل بسيط كهذا! المهم بعدها قمت بحاولة اصلاح العطل بنفسي و نجحت في نهاية المطاف

انا اعتبرها كارثة اذا كان المهندس لا يعلم التفاصيل الفنية في مجاله و يكتفي بالنظريات و العموميات, فكيف سيشرف على الفنيين ان كان غير ملم بتفاصيل عملهم! فانا مهندس اتصالات و لكن رغم ذلك اشارك الفنيين في العمل, كيف سيصمم انظمة او اجهزة و هو غير ملم بالتفاصيل العملية! كذلك الفنيين عندما يرون المهندس لا يشاركهم العمل(و لو بدرجة بسيطة) و يكتفي بالتنظير و اعطاء الاوامر ينفرون منه و يرون ان كل الجهد عليهم و بالتالي لن يؤدوا العمل بالشكل الصحيح

الهندسة هي تطبيق للعلوم في ارض الواقع من تصميم و ابتكار و حل المشاكل, و المهندس لن يتمكن من تحقيق ذلك بالاعتماد على الافكار و الدراسة النظرية فقط, المحك هو التطبيق العملي الذي يصقل الخبرة النظرية و يعلم المهندس كيف يستخدمها فعليا, لذلك نجد افضل المهندسين المخترعين كنيكولاي تسلا لم ياتي باختراعاته باعتماده فقط على المعادلات و الافكار بل بالقيام بمئات ان لم يكن الاف من التجارب

اما ابتعاد المهندس عن الجانب التطبيقي و العملي سيتحول الى مجرد شخص اداري يملك معرفة نظرية بمجال ما.

في المانيا(لست متأكد من المعلومة) لا يدخل الشخص بعد اجتيازه الدراسة الثانوية لكليات الهندسة بشكل مباشر, بل يجب بالبداية ان يذهب لاحد المعاهد الفنية لمدة عامين او ثلاثة و يتدرب كفني(ضمن فترة الدراسة) في احدى الشركات, و بعدها تبعا لمعدله و رغبته اما يكتفي بشهادة فني او يكمل في احدى كليات الهندسة من ثلاث الى اربع سنوات و يحصل على شهادة مهندس, اي لا يحصل المهندس على شهادته الا بعد ياخذ شهادة فنية.