اسعد الله أوقاتكم بكل الخير ياقوم ^^
من وجهة نظرك، هل تعتقد أن الإنسان مٌسير أم مُخير بمفاهيمه ومبادئه ومعتقداته؟
بطريقة أخرى:
هل منظوماتنا الفكرية تتشكل بصورة موضوعية؟
إذا كان السؤال عن المنظومة الفكرية فقط، فهو مسَّير.
بالطبع الإرادة الحرة ليست مرادف لعدم مواجهة المتاعب في سبيل تطبيقها، فالمجتمع والبيئة و الأهل رغم أنهم لا يملكوا إجبار أبنائهم مثلاً على اعتناق دين معين من الممكن أن يسببوا الكثير من الشدّ العصبي لأولادهم ولكن رغم هذه المشاكل لا تلغى الإرادة الحرة في الاعتقاد.
لست على يقين و تأكد تام بان افكاري صحيحة فانا صاحب علم قليل بخصوص علوم النفس و علوم الإنسانية لكني ارى اننا اقرب للتسيّر في كل شيء تقريبًا
لاني ارى اننا عبارة عن اجساد لا تتحرك مالم يكن لها شخص يحركها , كلما احاول تخيل فكرة "تخيّر الإنسان" اتخيل اني سأقوم بتشغيل برنامج MS word ثم سأمره بان يكتب لي شعر .
هذا السؤال فخ .. فنحن بمعتقداتنا وبأفكارنا مسيرون ومخيرون, هما طريقان متشابكان
من وجهة نظري نحن ننمو ونكبر في بيئة معينة لها عاداتها وتقاليدها ثقافتها تملي علينا وتلقننا أسلوب معين من التفكير الى ان نبدأ في التفكير ككائن مستقل وهنا يفتح امامنا مفهوم اننا مخيرون , تخيل نفسك ككائن بشري تقف امام بابين كل باب منها يمثل أسلوب حياة ومعرفة انت ستختاره.
اما ان تختار الباب الاسلم الذي اعتدت مشاهدته لتكون نسخة مطورة قليلا نتيجة اختلاف الجيل عمن سبقك . او ان تختار الطريق الأصعب بدافع الفضول وتنمي معرفتك وافكارك.
ولكن حتى هذا التخيل محكوم بالظروف, أي عدنا لكون اختياراتنا مسيرة بنسب ضئيلة من القدر و الظروف .
خلطة غريبة تجعل كل مننا على ما هو عليه مسيرون ومخيرون بتفاوت يجعلنا مختلفين
ان الافكار و المعتقدات التي ينطلق منها الانسان لبناء افكار جديدة و التي قد تهدم بعض الافكار القديمة يكون فيها الانسان مسيرا . و تأتي مرحلة يمر فيها البشر يهدي بها الله الانسان السبيل اما شاكرا و اما كفورا . اذ قال الله تعالى في قرآنه الحكيم ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا ) و قال تعالى ( و هديناه النجدين ) و قال تعالى ( فألهمها فجورها و تقواها ) . اي تعرض على الانسان من لحظة الى اخرى فكرة اما ان تكون حقا او باطلا . فإما ان يوافقها او ان يرفضها و بالتالي الانسان مخير في الموافقة او الرفض و لكنه مسير في ما يعرض عليه من الافكار و التي قد تكون حقا او باطلا . و هنا قد يجول في خاطر الانسان شبهة و هي ان اكثر يكونون على دين آباءهم و بالتالي فإن الناس مسيرين حسب ما يخيل الى من طرأت عليه تلك الشبهة . فكيف يحاسب الله الناس على ما هم مسيرون عليه ؟ و الجواب حسب علمي يتلخص بأمرين .
الامر الاول ان ليس كل من ورث دين الحق من الوسط الذي تربى عليه يكون بالضرورة من اتباع ذلك الدين و ان ظهر عليه ذلك . فهناك المنافقون و هناك الخارجون منه دون علم منهم . ففي دين الاسلام مثلا وصف الله تعالى في كتابه الحكيم الذين استهزءوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم كفروا بعد ايمانهم . اذ قال تعالى ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ) . و كم من انسان ظاهره الاسلام و يشتم الله تعالى في العلن . تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . و كم من انسان يبغض تعاليم الاسلام رغم ان ظاهره الاسلام . و غير ذلك من الاسباب . نسأل الله السلامة . و هنا احذر من تكفير الاعيان فقد يكون للانسان عذرا لا نعلمه كأن يكون خارجا عن الوعي في لحظتها او غير ذلك و تكفير الاعيان لا يكون الا عبر العلماء . و كذلك هناك من ظاهرهم انهم من دين مخالف لدين و لكنهم قد يكونوا من اهل الفترة الذين لم تصلهم الدعوة الى دين الحق فقد يعذرهم الله او قد يمتهحنهم في الآخرة و لبس في الدنيا .
الامر الثاني و هو الاصطفاء . اذ ان الله اصطفى الانبياء عليهم السلام و كذلك اصطفى من يتبع الانبياء عليهم السلام و اصطفى ابناءهم . ففي اصطفاء ابناء الاتباع سبب مهم لحفظ دين الحق . اذ لو كان ابناء اتباع الدين الحق من الكفرة بدين الحق و كان ابناء الكفرة من اتباع دين الحق لتعسر حفظ الدين نظرا لانقطاع سلسلة نقل الدين من الابناء الى الابناء و صعوبة تواصل الآباء مع الملتحقين الجدد بالدين نظرا نظرا لرفض الكفرة بدين الحق لذلك التواصل و بعد المسافة و املاء الكفرة بدين الحق لشروطهم بالتواصل . و لان الملتحقين الجدد لم يتربوا و ينشئوا على دين الحق مما يصعب عليهم الفهم و الالتزام و الاحاطة به . و الله تعالى اعلم . اعد قراءة التعليق نظرا لاحتمال ان تكون نسيت ما طرح فيه من الافكار بالبداية .
التعليقات