لدي سؤال من وقتٍ لآخر يطرأ على عقلي وهو هل في الجنة -إن شاء الله أن نكون من أهلها- ستكون لنا نفس الإرادة الحرة في الاختيار مثل الحياة الدنيا وإذا كان ذلك فبالتالي سنكون معرضين لارتكاب الاخطاء مرة أخرى من جديد حتى لو بصورة أقل أو حتى بشكل نادر ولكن سيظل الاحتمال قائم لأن الإرادة الحرة دائما مرتبطة باحتمال وقوع الخطأ.

وإن لم يكن ذلك فالاحتمال الثاني هو أن نكون كالملائكة مسيرين للتسبيح والحمد والطاعة ولكن ما يميزنا هو استمرار اللذات الحسية التي وعدنا الله بها ولكن غير قادرين على أخذا قرارات تُمليها علينا أفكارنا وبالتالي تُنزع الإرادة الحرة منا.

الاحتمال الثالث والأخير هو وجود إرادة حرة مع نزع كل دوافع الشر بداخلنا كالحقد والحسد والبغضاء كما ورد في الآيات "ونزعنا ما في صدورهم من غل" أو في حديث الرجل الذي يتمنى ان يزرع فيستأذن الله فيأذن له وهذا يعني استمرار وجود الاختيار لكن لوفرة النعم وانتهاء الصراعات تصبح ارادتنا موجهة للخير فقط وتختفي كل دوافع الشر وهذا الاحتمال أقرب لما افهمه من النصوص الصحيحة؛ ولكن يظل الإشكال قائم في عقلي إذا كان الحال سيصر على هذا الوجه إذا لماذا لم يخلقنا الله على هذا الحال من البداية (سؤال تأمل وليس استنكار) وكنا تجنبنا كل تلك الآلام والصراعات والمظالم وسفك الدماء وجوع الفقراء ومرض الأطفال الصغار وغيرها من آلام الحياة التي تلاحق كل البشر!!؟