لم تسنح لي الفرصة لتجربتها فوددت ان اعرف المتعة في تعاطيها؟
طعم حلو؟ ام شعور يشبه نشوة الجماع؟ ام ماذا بالضبط؟
لا اعرف لماذا تم تسليب موضوعك فالسؤال مشروع سواء من باب الفضول او العلم !! و وجبت الاجابة عليه ليس لنشر المعرفة فقط بل لوعظ الاخرين ممن يفكرون في السير في هذا الطريق او ممن تساورهم الاسئلة حول الموضوع لايصال حقيقة هذه السموم اليهم او للحديث بشكل علمي موضوعي على اقل تقدير !
لابد ان احذرك في البدء ان هذا الطريق اسود حتى النهاية فلا يؤدي الى خير ، و صعب الخروج منه لانه يسبب التعود السريع و هذا التعود عقلي ( اي ان عقلك سيجبرك على معاودة الكرة ) و جسدي ( اي ان جسمك سيتعرض لما يعرف باعراض الانسحاب لو حاولت تركه ) و بهذا يجبرك على العودة كارها او راغبا و تصبح عبدا لهذه المخدرات بشكل او باخر ، اي انك قد تخسر عائلتك ، وظيفتك ، زوجتك و اطفالك ، اصدقائك ، قدراتك العقلية و البدنية اذا سرت فيه بل و في كثير من الاحيان يؤدي الى الموت و بهذا يخسر المرء الدنيا و الاخرة فضلا عن انه
باجماع كل فرق الاسلام و مذاهبه . لهذا فكر جيدا قبل ان تخسر دينك و دنياك بسبب نزوة عابرة انت في غنى عنها . فوسائل الراحة في عصرنا الحالي كثيرة و متنوعة و يمكن للكثير الحصول عليها لذلك لا تمشي في طريق لا يمكن العودة منه بسهولة.
فهو مظلم و يكفي ان تتطلع على اية مستشفى لعلاج المدمنين لترى وضعهم فهم اقرب الى الحيوانات منهم الى البشر او ان تقرا اعترافاتهم و قصصهم على الانترنت من اي موقع و اعتقد ان 99% منها ستضم نفس النتيجة ( ليس القصد التقليل من قيمتهم بهذا الوصف ، فهم مرضى و يحتاجون الى العلاج ، ولربما ادت بهم ظروف الحياة او اصدقاء السوء الى ما هم عليه و لكن فعلا حالهم اقرب الى الحيوانات خصوصا في الايام الاولى من تركهم للسموم اي في ما يعرف باعراض الانسحاب او عند وصولهم لحالة الادمان التام فهم لا يعون ما يحدث حولهم و لا يستطيعون مساعدة انفسهم و كل همهم هو الحصول على المزيد باي ثمن )
اما بالنسبة للاضرار الطبية لها فحدث و لا حرج : الانهاك ، الشعور بالتعب و عدم الاهتمام ، انعدام النظافة الشخصية ، انخفاض المستوى الدراسي و الاجتماعي للشخص ، تكسر الاسنان و تسوسها و الضعف العام في الجسم ، انتقال الامراض بسبب المخدرات غير النظيفة و الابر الملوثة ، تشوش التفكير و عدم القدرة على اتخاذ القرارات ، العنف ، الامراض الرئوية ، انخفاض القدر الجنسية و القدرة على الانجاب ، انجاب طفل مريض او معاق لاسمح الله ( في حال اخذ الحامل لهذه المواد او تعرضها لها ) و غيرها الكثير .
الان بما انني اوضحت وجهة نظري و وجهة نظر الدين و الطب في الموضوع لننتقل الى اجابة سؤالك و اعذرني عن المقدمة الطويلة و لكن وجب التنبيه ليستفد من يقرا الموضوع و عسى الله ان يكفينا شرها .
عزيزي مما اقرا في المواقع الاجنبية و التي يوجد الكثير منها و التي تتناول هذه المواضيع بالتفصيل فهنالك عدة انواع من المخدرات و لكن على وجه التبسيط لنقل ثلاثة انواع اساسية
الاولى : مثبطات / مهدئات : مثل : الافيونيات و مشتقاتها ، القنب ( الحشيشة ) ، و غيرها
الثانية : منشطات / محفزات : مثل : الميثافيتامين و غيره
الثالثة : مهلوسات / الامثلة كثيرة لكن اشهرها فطر الميسكالين و مقترباته
كل واحدة من هذه الثلاثة تعطي تاثيرا مختلفا
فالاولى : المثبطات / المهدئات : تعمل على تثبيط نشاط الجهاز العصبي المركزي ( على ما اذكر ) و تعطي نشوة عقلية و جسمية و شعور ( مؤقت ) بالهدوء اضافة الى انها تجعل المرء لا يفكر سوى باللحظة الحالية و بهذا يزداد شعوره بالراحة و كذلك تجعل الدماغ يطلق موادا تجعله خدرانا ً اي في حالة قوية من الاسترخاء في حالة تعرف باليوفوريا euphoria فمثلا يشعر و كانه يطير و قد يصبح كل شيء مضحكا بالنسبة له و ممتعا و يشعر بصوت الموسيقى اقوى و كانها تعزف بالقرب منه و يصبح اي موضوع حتى و لو كان سخيفا بالنسبة له موضوعا فلسفيا و غيرها من المشاعر التي تنتابهم عند وصول المخدر الى دماغهم ، بعدها يشعر بالانهاك و الجوع و لا يستطيع سوى النوم لعدة ساعات .
الثانية : المنشطات / المحفزات : تعطي نشوة مثل سابقتها و لكن تجعلك انشط و اكثر حركة و انتباها فيكون مستخدمها غالبا اكثر حركة و ربما عدائي اكثر فهو قد يرغب بالرقص او الحركة او ممارسة نشاطات " اخرى " و يصبح مستمتعا اكثر بالحياة ، اشهر الامثلة هي مخدر الكريستال ميث المشهور في الافلام و المسلسلات و على ارض الواقع و اكثرهم ضررا للجسم بنفس الوقت
الثالثة : المهلوسات : واضحة من اسمها تعطي نشوة كالاخريات و لكن اضافة الى ذلك تجعل الشخص يهلوس باشياء غير موجودة الا في عقله و يعتقدها موجودة ، حسب نوع المخدر فقد يرى اشياءا يعتقد انها موجودة فعلا او حصلت امامه و بذلك لا يستطيع التفريق بين الواقع و الخيال و قد يرتكب العديد من الاعمال و هو في هذه الحالة ، فهنالك عدد من الحالات ليست بالقليلة لاشخاص ركضوا عراة في الشارع او حاولوا القفز من الطابق العاشر ( للطيران ) او محاولتهم قتل شخص قريب عليهم ( لانه ظهر بالنسبة اليهم كشيء اخر )
بسبب هذه التخيلات فهم لا يعون ما يروه و هم في حالة ما بين الصحو و الحلم بل و اسوا
ملاحظة اخيرة : بكل تاكيد هنالك فوائد لهذه المخدرات و لكن في مكانها المناسب اي انها تستخدم طبيا و تحت اشراف طبي دقيق و كثيف مثلا او في حالات معينة بحد ذاتها ، فلا ننسى ان الافيونيات من اهم مسكنات الالم التي تعطى بعد العمليات و لولا وجودها لتحولت حياة الكثير من الناس بعد العمليات الى كابوس او جحيم ، و لذلك فهي تساهم في تخفيف الالم و الشعور بالراحة ليتسنى للجسم التشافي و العودة الى وضعه الطبيعي ، كذلك ( القنب الهندي ) فهو يستخدم في كثير من حالات ( الشلل العصبي النصفي ) و ( الشلل الرعاشي ) لتخفيف الرعشة و جعل حياة المريض اسهل و قابلة للعيش و كذلك يعطى في حالات قليلة جدا لمن لديهم حالات نفسية خطيرة مثل الخوف المرضي من الناس الذي قد يشلهم عن الخروج او الحركة بسبب الخوف ، لذلك فهي لها فوائدها و الله سبحانه و تعالى جعل لكل شيء قدرا ، و لكن ان نستخدمها بشكل سيء و ان نسيء استخدامها فهذا هو الاجحاف بحق ذاته و كما قلت لك فهي محرمة قطعا و بذلك فان من يلجا الى هذه الامور بعد ان انعم الله عليه بالعقل و الدين فهو كمن يرغب بغضب الله عليه و ربما الاوجب عليه ان يتجه الى الله لنيل رضاته و ان يتسخدم الوسائل الصحيحة لحل مشاكله ، اي ان لا يستخدم هذه الامور كمهرب من الحياة و مشاكلها او كمهرب من الملل و غيرها فهي طريق لا يؤدي الى الخير كما اخبرتك
تحياتي لك
التعليقات