كيف انحرفت الأمَّة عن هويَّتها؟

يرجع انحراف الأمَّة إلى سببين:

خلل في التَّوجيه العلمي الشَّرعي: من أهل الجدل واللسان أدى إلى ضعف قوة الالتزام والافتراق الديني عند المسلمين، فغاب دور العلماء الربانيين العاملين الذين يحملون هم الدين، وابتعد أهل العلم عن ساحة جهادهم بالعلم والعمل والجهاد وتوعية الناس والأخذ بأيديهم، وأصبح الكثير من المنتسبين للعلم أدوات تُستخدم لتثبيت ملك الحُكَّام –إلا من رحم الله- وشغلوا الأُمَّة بقضايا فرعية، وتركوا القضايا الأصلية.

خلل في التَّوجيه السياسي: عند أهل الأيدي والقتال أدى إلى ضعف قوة الاجتماع والافتراق الدنيوي عند المسلمين، كما قال شيخ الإسلام “وهذا موجود في سيرة كثير من ملوك الأعاجم وغيرهم وكثير من أهل البدع وأهل الفجور فحال أهل الأيدي والقتال يشبه حال أهل الألسنة والجدال”

               وهل أفسد الدين إلا الملوك .... وأحبار سوء ورهبانها.

ولا أمل في إصلاح حال المسلمين إلا بالخروج من شرعيات الضرورة التي استمرت عشرة قرون في سياسات الملك وأوضاع السلطة وأنظمة الحكم إلى شرعية الاستقرار

ماذا كانت نتيجة غياب الهويَّة الإسلاميَّة عن الأُمَّة ؟

نتج عن ذلك حدوث اغتراب -فراغ سياسي وفقدان انتماء- وأدَّى ذلك إلى:

1- حكم الأراذل:

لأن المجتمع يُصبح همجًا رعاعًا أتباع كل ناعق يميلون مع كل صائح نتيجة تعدد محاور الاستقطاب في الأُمَّة، فلا تجتمع الأُمَّة حول أهل الشرف والرأي الراجح، بل قد تجتمع حول بعض المضللين والدجالين وأراذل الناس أو يتبعثر الناس حولهم.

2-التبعية للخارج:

لقيام دول أو دويلات صغيرة نتيجة التفتيت، ولانفصالها عن مشروعها الحضاري الإسلامي الكبير وهذا يؤدي إلى الدخول في التبعية للكيانات الكبيرة لملء الفراغ السياسي وحمايتها داخليًا وخارجيًا.

3- الفساد:

ويتولد بالضرورة مع وجود التبعية وحكم الأراذل، كما أن انتشار الفساد يدعم حكم الأراذل ويمهد للتبعية، وهذا يفسر الدائرة الخبيثة النكدة التي تحياها الأُمَّة الإسلامية والتي تجمع بين النواتج الثلاث.

إنَّ مشكلة التبعية التي نحن فيها والفساد، إنما أتت من وجود الفراغ السياسي، والفراغ السياسي آتٍ من الاغتراب، والاغتراب آتٍ من فراغ عقيدي، أو من خلل في المفاهيم، مع ضعف في المشاركة، مع فقد الهويَّة، مع وجود تشيُّع وافتراق.

-إنَّ ضعف المشاركة ووجود التَّشيُّع إنما يُحدِثَان اغتراب، حتَّى مع وجود الهويَّة، فإذا فُقِدَت الهويَّة مع ضعف المشاركة ومع وجود روح التَّشيُّع والافتراق، فإنَّ الاغتراب سيكون عميقًا جدًا.

ولكي تخرج الأمَّة من الاغتراب إذن: فلابد من إيجاد الهويَّة وإيجاد الهويَّة مرتبط بتصحيح المفاهيم، إذن فلابد من: تصحيح المفاهيم وإيجاد الهويَّة، وتحقيق المشاركة ونفي التَّشيُّع، نفي الشِّيَع.

اما كيف اخراج الامه العربيه والاسلاميه من هذا فااتركه لكم ؟