كوكب المريخ

كوكب المريخ هو الكوكب الرَّابع من حيث البعد عن الشَّمس في المجموعة الشَّمسيَّة، وهو من الكواكب الشَّبيهة بالأرض الَّتي تُعرف بالكواكب الأرضيَّة، وهو كوكب صخريّ. يُعدّ كوكب المريخ ثاني أصغر كواكب المجموعة الشَّمسيَّة بعد عُطارد، ويُعرف بالكوكب الأحمر؛ بسبب لونه المائل إلى الحُمرة لوجود نسبة أكسيد الحديد الثُّلاثي الأحمر المرتفعة في جوِّه وعلى سطحه. لكوكب المريخ قمران: ديموس، وفوبوس، تمَّ اكتشافهما من قبل فلكيّ أمريكيّ اسمه هول أساف عام 1877م.

سطح كوكب

المريخ يُشبه سطح المريخ سطح كوكب الأرض إلى درجةٍ كبيرةٍ، ويحتوي سطحه على العديد من الفوَّهات؛ نتيجة ارتطام النَّيازك والشُّهب بالسَّطح، والأخاديد، بالإضافة إلى البراكين الكبيرة جدَّاً. توجد على المريخ أكبر جبالٍ في المجموعة الشَّمسيَّة، وتُعرف باسم جبال أوليمبوس مونس البركانيَّة، ويبلغ ارتفاعها ثلاثة أضعاف ارتفاع جبل إيفيرست، ويقدَّر بحوالي 27 كيلومتراً. يحتوي كوكب المريخ كذلك على وادٍ ضخم اسمه وادي فاليز مارينيريس، ويبلغ عمقه حوالي سبعة كيلومترات. يتكوَّن مركز كوكب المرّيخ أساساً من الحديد والنيكل مع نسبةٍ قليلة من الكبريت، ويبلغ سمك قشرته الخارجيَّة حوالي 50 كيلومتراً.

الغلاف الجوِّي والمياه في المريخ

لكوكب المريخ غلاف جويٌّ رقيق وبارد، يتكوَّن في مُعظمه من غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعتقد العلماء أنَّ هذا الغلاف كان أكثر سُمكاً في الماضي. تبلغ درجة حرارة كوكب المريخ العليا حوالي 20 درجة مئوية، ودرجة حرارته الصُّغرى -133 درجة مئوية. توجد ثلاثة أنواع من السُّحب في الغلاف الجوِّي المريخيِّ: الأولى قُرُنفلية اللَّون من الأتربة، تغطِّي مساحات واسعة، والثَّانية زرقاء اللَّون رقيقة، والثَّالثة بيضاء اللَّون سميكة يُعتقد أنَّها من بخار الماء.

مقارنة بين كوكب المريخ وكوكب الأرض

تبلغ جاذبيَّة المريخ 62 بالمئة من جاذبيَّة الأرض، وتعادل السَّنة على المريخ 687 يوماً أرضيَّاً، واليوم في المرّيخ أطول من اليوم على الأرض بأربعين دقيقة. يبلغ قطر كوكب المريخ نصف قطر كوكب الأرض، إلَّا أنَّ مساحة اليابسة على المريخ مساوية لمساحة اليابسة على الأرض؛ لأنَّ ثلثي سطح الأرض مغطَّىً بالماء، بينما المريخ كوكبٌ جاف لا وجود للماء السَّائل على سطحه، وتبلغ كتلة المريخ عُشر كتلة الأرض، ويبلغ الضغط الجويّ على سطح المريخ 0.75 بالمئة من معدّل الضغط الجوي على الأرض.

تأثير رياح المريخ أقل قوَّة من تأثير الرِّياح على الأرض؛ بسبب غلافه الجويِّ الرَّقيق، وأغلب الرِّياح على سطح كوكب المريخ رياح خفيفة لا تتجاوز سرعتها 4 كيلومترات في السَّاعة، وهي بذلك أقلّ بكثير من سرعة الرِّيح على كوكب الأرض، كما أنَّ شدَّة سطوع قمري المريخ فوبوس وديموس أقلُّ بكثير من سطوع قمرنا كما نراه على الأرض. تتشابه فصول كوكب المريخ مع فصول كوكب الأرض؛ بسبب تشابه نسبة ميلان محور كوكب المريخ مع ميلان محور كوكب الأرض، إلَّا أنَّ طول فصول المريخ يبلغ ضعف طول فصول الأرض

أثار إعلان وكالة الفضاء الأميركية "#ناسا" عن وجود مياه متدفقة على سطح كوكب #المريخ فضول كثيرين إلى معرفة ماهية هذا الاكتشاف العلمي، وهل هو مؤشر لمزيد من الإنجازات العلمية قد تفاجئ العلماء وروّاد الفضاء؟

من وجهة نظرة علمية، تحدّث رئيس تحرير مجلة "علم وعالم" مجدي سعد الى "النهار" عن أهميّة اكتشاف المياه على سطح كوكب المريخ من وجهة النظر اللبنانية، قائلاً: "هذا الاكتشاف إنجاز تمّ أثناء ترؤس الدكتور اللبناني شارل عشي لمختبر "الدفع النفاث" والمسؤول عن إرسال المركبات لاستكشاف "الروبوت" للنظام الشمسي، ويتضمن احد هذه البرامج، مركبة استكشاف المريخ المدارية (MRO) التي صوّرت المناطق التي تدفقت على سطحها المياه. واستطاعت هذه المركبة أن تقوم بمسح فوتوغرافي دائم لسطح المريخ".

وفي الأدلة العلمية، يشير سعد إلى أن "العلماء لاحظوا وجود مناطق على المريخ تضمّ خطوطاً داكنة أثناء الفصول الحارة، لتعود وتختفي أثناء الفصول الباردة. فتمّ الاستنتاج بعد تحديد هذه المواد الداكنة، أنها أملاح تحملها المياه المتدفقة من تحت سطح المريخ".

وكان مختبر "الدفع النفّاث" قد حقق أيضاً اكتشافاً مهماً عبر مركبة "طائر الفينيق" قبل ذلك ببضع سنوات، وفق سعد، "وهو اكتشاف الماء بشكله الجليدي في #القطب_الشمالي للمريخ تحت التربة بقليل، أي ببضعة سنتيمترات".

ويعتقد ان أهمية هذه الاكتشافات تكمن في "وجود غاز الميثان في الغلاف الجوي المريخي وتجدّد هذا الغاز، وكأن ثمة مصدراً يضخّ هذا الغاز بشكل متواصل إلى الغلاف الجوي، مما يُوحي بوجود بكتيريا. فمع وجود غاز الميثان والماء، تأكد العلماء من وجود حياة على المريخ أنشط بكثير من قبل".

ويلفت سعد الى ان العلماء يتداولون في مسألتين، الاولى "إرسال مركبة استكشاف أو "روبوت" إلى المناطق التي تتوافر فيها المياه الجارية، على أن تكون هذه المركبات معقّمة بالكامل، بحيث لا تحمل معها بكتيريا من الأرض. والثانية اكتشاف مياه تجري على سطح المريخ، مما يُسرّع في اعداد رحلات مأهولة إلى هذا الكوكب، اذ يستطيع الرواد الاستفادة من هذه المياه وتكريرها من أجل إقامة طويلة الأمد، خصوصاً أنهم سيحتاجون إلى الإقامة في بيوت بلاستيك زراعية".

وماذا عن اكتشاف المياه على كوكب المريخ بشكلها المتدفق أو الجاري؟ يقول سعد "يأتي هذا الامر بعد الاكتشافات السابقة التي أكّدت وجود محيطات على سطح المريخ في ماضيه السحيق"، متسائلاً، هل سنعلم مع الوقت أين ذهبت كل هذه المياه وأين اتجه الغلاف الجوي، لأن الغلاف الموجود حالياً رقيق جداً قياساً بالغلاف الجوي للأرض؟"

يضيف "هذه أسئلة كبرى يطرحها العلماء، وهي من ضمن البرامج المستقبلية التي يدعو أحدها إلى تأهيل المريخ (Terra Forming)، أي تحويله كوكباً شبيهاً بالأرض لكي يصبح صالحاً للحياة".

ويذكّر برسالة العملاق إيلون ماسك المعروف بإنتاجه سيارة (Tesla) الكهربائية الشهيرة، "الذي دعا إلى تفجير قنابل نووية على المريخ لرفع الحرارة وإذابة الجليد وتبخير المياه بحيث يصبح كوكباً قادراً على محاكاة الأرض حيال الطبيعة".

وعما اذا كانت المياه على المريخ حالة معزولة في النظام الشمسي؟ يقول "كلا، لأن المياه على القمر هي على شكل تجمّعات جليدية في فجوات لا تتعرّض لأشعة الشمس. وكذلك هي متوافرة في قمر المشتري يوروبا وفي المذنبات وفي السحب السديمية العملاقة".

وختم سعد قائلاً: "سيتخلّد اسم شارل عشي لأنه شارك في استكشاف الفضاء، ولا سيما انه حقّق إنجازات غير مسبوقة حين تولى ادارة مختبر "الدفع النفاث"