لو حكم عليك بالسجن المؤبد كيف ستقضي حياتك داخل السجن ؟

أعتقد أنني سأبدأ بتثقيف نفسي وتعلم اللغات كبداية فقط، وبعد أن أنتهي من تثقيف نفسي كفايةً سأبدأ بتثقيف السجناء من حولي وتعريفهم قدر ما أريدهم أن يعرفوا وأصنع لي حاشية قوية أسيطر بها على السجن، ثم أحاول السيطرة على عقول السجانين ومن أعلى منهم مرتبة في السجن، ومن السجن أخطط لثورة (سمها إنقلاب إن شئت) على نظام الحكم الحالي وأجعل أتباعي يروجون لي في سجني ولأعمالي البطولية الخيالية وبعدها يقتحم الشعب السجن ويحررني فأبدأ بالخطب فيهم وأضغط على مناطق الجروح لديهم وأخبرهم أنني لدي الخطط لحلها (أعتقد 20 أو 30 سنة سجن كافية لأكون خطط لدولة بحالها أو أكتسب مهارة الإقناع لأقنعهم بأن لدي هذه الخطط)، ثم أبدأ أحرضهم (الشعب وليس أتباعي) على أعدائي ومنافسي وأرأس الثورة وأعين نفسي رئيسًا وأعمل بالنظام الجمهوري حيث الإنتخاب كل أربع سنوات فآخذ فترتين ثم قرب إنتهاء الفترة الثانية أطلق كلاب الإعلام وأتباعي المندسين بين الشعب ليذكروا الناس بإنجازاتي (وكأنني أعمل وحدي في البلد) وإيهامهم بوجود عدو يتبرص بي ويريد أن أستقيل حتى ينهش في لحمهم فيخرج الشعب ليمنعني من الإستقالة فأذهب وأعتذر للشعب وأخطب فيهم خطبة عن مبادئ الديمقراطية وخطورة الديكتاتورية التي قد يزرعوها في، وأن تغيير القانون من أجل شخص هو أمر لا أقبله، وأوعدهم أنني سأستمر في السلك السياسي بالترشح كرئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب، أو أضع نصًا في الدستور ينص على أن يستمر الرئيس السابق بأن يكون ناصحًا للرئيس الذي يليه في فترته الأولى وبعدها يمكن للشعب إختيار هذا "الناصح"، وإن لم يرغب الشعب في بعد مدة في، سأصنع لهم بطلًا شابًا قوميًا آخر مثلي وأجعلهم يحبوه وأوفر له كل الإمكانيات ليصبح الرئيس أو حتى نائب الرئيس وأقوم بالأمر كل مرة (هذه الخطة اسمها "كل نفسك قبل ما أحد يأكلك") وهكذا تستمر هذه الحلقة حتى وفاتي وأظل متحكمًا بالدولة أمام الناس ومن خلف الأستار.

في البداية سأقرأ كل شخصيات من حولي،

سأذهب للحمقى ومحبي المغامرات وأبدأ بتجريب خططي فيهم كأن أجعلهم في علاقة مع السجانين والمساجين، إضافة إلى جعل بعضهم يخوض مغامرات الهرب ومعرفة الكمائن .

فيما بعد سأعرف كل شيء عن العاملين في المركز ، من المدير إلى آخر فرد هناك مع عائلاتهم، وابدأ بجمع المعلومات والبيانات كلها.

أعمل مفاوضات وعقود لإنقلاب في المركز وأجعله يفشل ، وبطريقة ما أصبح أنا نائب المدير أو السكرتير.

لا يهمني أن أخرج من السجن فالحياة كلها سجن فسيح كما قال أحدهم.

ولكن سيكون ذلك متوفرا متى ما رغبت.

في النهاية يصبح ذلك السجن هو منطقتي ومكان لبدء رحلة للمغامرة مع العالم والاستيلاء على أي شيء.

وأضم السجن إلى ممتلكاتي الخاصة ^_^

ما تتكلم عنه ليس رواية بل قصة قصيرة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، و للعلم هو إختار السجن بإرادته مقابل مبلغ مالي ضخم لا أذكره..على العموم القصة تبدأ بعرض كيف كان المحامي الشاب بدايةً مستهتراً بوقته يحاول أن يهدره في أبسط المهام ثم يبدأ يحس بقيمة وقته و يقنن من جميع المهام التي كان يصرف بها ساعات في البداية، فيقرأ كمية هائلة من الكتب و يتعلم العزف و خِلافه.

مقابل هذا التطور الشخصي المذهل الذي مرّ به كان ضمن شروط قاسية جداً أن لا يرى أحداً من عائلته.

المغزى الذى استشفيّتُه من القصة هو أن لكل شيء ثمن مهما كان باهظاً ، جد طريقك، كذلك، من ضمن القصة تبدأ بتغيير نظرتك نحو العزلة و الإختلاط مع المجتمع، بحيث تعرض الكاتب إلى أن أساس التطور الصحيح أن تعرف كيف و متى تعزل نفسك و إن كان هذا متطرفاً قليلاً في قصته..

ملاحظة أخيرة...المحامي هو من كسب الرهان برأيي ، رغم أنه تنازل طوعاً عن جائزة استحقها فهو أكتسب معرفة و حكمة لا يمكن قياسها بالمال..

و شخصياً، لو سُجنت لا أعتقد أني كنت لآبه كثيراً للأمر بالطبع سيعزُ علي أن أرى عائلتي، و لكن أنا أصلاً لا أُحب الأختلاط مع الناس لذلك لن يشكل هذا فرقاً كبيراً لديً، على الأغلب سأقرأ كثيراً و أرسم، أتعلم العزف على البيانو و الكمان و أتعلم الطهي الأيطالي..