قبل الاجابة على السؤال, يجب اولا ان نفهم كيف تنشر الابحاث العلمية. الاجابة ستكون طويلة نوعا ما, لكن اظن ان الشرح مفيد نظرا لوجود ثغرة كبيرة في هذا المفهوم في العالم العربي و يتم خلط العاطفة والوطنية من اجل تبرير نجاحات او نفي نظريات.

هناك ثلاثة اطراف تتدخل اثناء مراحل نشر البحث العلمي: الفريق البحثي(او الباحث) , محرر المجلة العلمية و المراجعون البحثيون

من جانب الباحث:

• لما يتحصل الباحثون على بعض النتائج ويضنون انها جيدة, يقومون اولا بكاتبة مقال علمي, هذا المقال يتظمن شرحا للطريقة التي قاموا بها وللنتائج ويقدمون دليلا على كل نتيجة تم كتابتها في المقال. يتم ايضا تجميع كل البيانات المتحصل عليها خلال التجربة (صور, حسابات, البينانات الخام, البيانات المعالجة,... الخ) و شرح معنى هذه البيانات وكيف تم تحليلها ( اي برنامج تم استعماله, المعادلات الرياضية المستعملة, نوع المكروسكوب المستعمل, الشركة التي تم اشتراء الخلايا منها, الـ Paramters,... الخ) لكي يتمكن الآخرون مع اعادة التجربة.

• بعد اعداد المقال العلمي, يقوم الباحثون بالختيار المجلة العلمية التي تلائم مجال بحثهم (مثلا باحث في البيولوجيا لا يرسل بحثه لمجلة مختصة في علوم الفيزياء مثلا). ويقومون بكتابة رسالة لمحرر المجلة يلخصون فيها علمهم ويشرحون اهميته ولماذا يتناسب بحثهم مع تخصص هذه المجلة.

من جانب محرر المجلة العلمية:

• لما يتحصل المحرر على الورقة البحثية يقوم اولا بقراءة الرسالة لمعرفة مدى تناسب البحث مع المجلة وهل هذا البحث جدير بالنشر ام لا؟ 

• اذا راى المحرر ان نتائج هذا البحث تبدوا واعدة, يقوم باختيار مراجعين علمين (علماء معروفون في المجال) ويرسل لهم المقال العلمي في حالت موافقتهم على مراجعة الورقة. 

• اذا كانت الورقة خارج مجال اهتمام المجلة او لديها بعض المشاكل في المحتوى او في الشكل او مستواها لايرقى الى المستوى المطلوب من المجلة يتم رفضها.

جانب المراجعون العلميون

• في العادة يكون المراجعون علماء معروفين في المجال ولديهم باع كبير في البحث العلمي.

• يقوم المراجعون بقراءة كل الورقة البحثية ودراسة كل خباياها ومحاولة التاكد من ان هذه النتائج صحيحة. تتم مراجعة الورقة البحثية من عدة جوانب. الجانب العام كاهمية الموضوع ومدى اهمية النتائج المتحصل عليها. الجانب العلمي, كصحة الفرضيات و صحة طريقة برهنتها و صحة الطرق الرياضية والاحصائية المستعملة ومدى تمثيل البيانات المستعملة للغاية المنشودة و تطابق الرسومات والصور مع الخلاصات المستنتجة,... الخ. وايضا من الجانب الاخلاقي: هل هناك تلاعب بالبيانات ؟ هل هناك تضارب للمصالح بين فريق البحث والنتائج (مثلا اذا كانوا ممولين من شركات تنفعها هذه النتائج... الخ)

• يرسل الباحثون تعاليقهم وملاحضاتهم لمحرر المجلة.

• استنادا الى هذه التعاليق, يقوم المحرر برفض او قبول البحث او في العادة يطلب من الباحث ارسال المرزيد من البيانات والقيام ببعض التغيرات اضافة بعض الشروح.

• تعاد هذه الدورة الى غاية رفض او قبول البحث.

لهذا يستغرق الباحثون في بعض الاحيان اكثر من سنة من اجل فقط نشر نتائجهم. يمكنك الاطلاع اكثرا هنا:

اذن اين يكمن المشكل ؟ لماذا هناك بعض الابحاث الغير موثوقة؟

رغم هذا التوخي الحذر و المراجعة الدقيقة للبحوث لكن مازلنا نرى بعض البحوث الخاطئة او المغشوشة وبحوث رديئة جدا. لماذا؟

حتى مع اتّباع المنهج العلمي وتصميم التجارب بشكلٍ جيد، ستخرج بنتائج كاذبة نسبيا في بعض الابحاث العلمية المنشورة .فكيف يمكننا ان نعتمد عليها دائما

هناك عدة نواحي لهذا المشكل:

• نوعية المجلات العلمية : ما يحب فهمه اولا انه ليست كل المجلات العلمية بنفس الدرجة. هناك مجلات علمية راقية, تقبل فقط الاعمال العلمية ذات النوعية الجيدة. مثلا مجلة Nature فقط 30% الى 35% من البحوث المستقبلة ينم ارسالها الى المراجعة و حوالى 7% من البحوث يتم قبولها من اجل النشر. لكن من الجانب الآخر هناك مجلات تسمى predatory journals حيث تقبل اي نوع من البحوث مقابل مبلغ ولديها محررون ومراجعون مزيفون, في عادة يكون ضحاياها الباحثون الجدد. وهناك مجلات مستواها مقبول نوعا ما, لكن لايملكون محررين او مراجعين في المستوى المطلوب مما يؤدي الى في بعض الاحيان الى قبول بعض الابحاث التي لا تكون دقيقة جدا, لكن ربما تحمل فكرة جيدة. اذن في العادة لا يجب الاخذ من اي مجلة, بل فقط المجلات ذات المستوى الجيد.

• الغش من طرف الباحثين: في بعض الاحيان يقوم بعض الباحثين بتغير البيانات والتلاعب بالصور (ليس كل البيانات) فيقومون بادخال بعض البيانات السيئة مع الجيدة مما يصعب عملية معرفة هذا التلاعب ويقومون في بعض الاحيان بالنشر في ارقى المجلات. لكن هذه الحالات من السهل التعرف عليها حيث في العادة يفشل الباحثون الآخرون من اعادة التجربة ويقومون بمراسلة المجلة وطلب توضيحات من الباحث الذي يفشل في العادة.

هناك عدة مواقع تقوم برصد هذه المخالفات والتحذير من الـ Fake science. مثلا كوقع Retraction watch.

• الصحافة الغير متختصصة وهي من اكبر المشاكل, حيث يقوم الصحفيون (او المدونون) الغير مختصين بتلخيض خاطئ لنتائج البحث ويقومون بتضليل الرأي العام نظرا لعدهم فهم للبحث فيكبرون الحدث من اجل السبق الصحفي او جلب المتتبعين.

ما العمل اذن:

لهذا في الكثير نسمع عن ابحاث تعارض الاخرى. كنصيحة اي مقال لايذكر المصدر ولا يعطي اسم الورقة البحثية او اي مجلة ليس معروفة لايجب الاخذ بها بدون تدقيق.

كما يجب الاخذ في الحسبان مبدا التكرارية (Reproducibility) اي بحث لا يمكن تكرار نتائجة فهو ربما خاطىء. لهذا لايكتفي العلماء بقراءة البحوث فقط بل يقومون بتكرارها ومعرفة الشروط الملائمة لعملها.

يمكنك الاطلاع هنا على شرح اكثر:

و هذا الفيدوا الذي يشرح هذا المشكل بالذات:

المصدر ساسة بوست

بالمناسبة ,قوقل طورت كثيرا في خوارزمياتها ولم تعد تكفي اعادة الصياغة , بل يعاقب المواقع التي تعتمد على ذلك

حاولي في المرة القادمة اعادة صياغة الجمل وليس الفقرات

((في النهاية قد يكون العلم بعيدًا عن الكمال، لكنه يظل أفضل من كل طرق المعرفة التي نمتلكها :)-))

تحصيل العلم هو المعرفه والعلم هو كل معرفه والعلمي هو ما ثبت صحته بالتجريب والحساب والاختبار والدراسه ، فلا يوجد طريق للمعرفه بدون العلم لان المعرفه هي العلم.. وهناك نقطه صغيره اود ان اربطها بها ان هناك معرفه ايمانيه بلا علم كيقين المسلم بربه بان في صيام رمضان خير لنا وفاوائد كثيره واخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بان قال ( صوموا تصحوا ) فامنا بها وفي عصرنا الحديث اهال علينا ما توصل له العلماء والباحثين بفضل الصيام، كذالك الزكاة وهي نظام اجتماعي يتكفل لو طبقناه بان يصلح تخبط طبقاتنا الاجتماعيه اللامنطقيه كان تجد مواطنون يشحدون في دول تعتبر غنيه.. فبالعلم طبقه الغرب ونجح.

ولاعود لصلب الموضوع الأصلي والتعليق عليه هو ان الابحاث العلمية هي نتائج لم تكتمل بعد ومن هذه الاخطاء والتصحيحات تتشكل النتيجه العلميه النهائيه الصحيحه كاكتشاف او اختراع.. ارى انه شيئ جميل مشاركة الابحاث والتجارب لينقل لنا عبر هذه التكنولوجيا الحديثه ما يفكر به المفكرون وما اخر ما توصل اليه العلم.

وهذا كان متواجد منذ القدم فكان الفلاسفه ينتقدو نظريات بعضهم. وعلماء الفيزياء والفلك ولحد الان ولا يزتل الى الان من يؤمن بنظرية داروين وهناك كثير يؤمنو بالارض المسطحه الى الان والبعض يؤمن بوجود كائنات جوف الارض واخرون لا يزالون يتقصون المركبات الفضائيه وناسا الان تبحث عن كوكب شبيه في الارض وعن حياة خارج كوكبنا..