موطننا الارض في خطر ,وبغض النظر عن الاديان و الاعراق والاختلافات الثقافية و الاجتماعية و بعيدا عن ما يسمى بالسياسة ,يجب علينا ان نساند بعضنا البعض بالنسبة إالينا كامسلمين غير حاقدين لا يبالون بالماضي الشنيع,
بينما تنشغل جارتنا بتحضير طعام عائلتها المؤلّف من أربعة أرطال من اللحم وتقديمه بأواني بلاستيكية ثم تغليفه بأكياس أخرى ورمي ما تبقّى منه في القمامة، يذوب القطبان الشمالي والجنوبي إثر تكرّر هذه الأفعال الروتينيّة اليوميّة من قبلنا، نحن البشر دون إدراك مساوئها ومخاطرها على البيئة.
- يحيط الكرة الأرضية غلاف جويّ يسمى ”طبقة الأوزون“ ( O3) وهو مسؤول عن عكس بعض إشعاعات الشمس القصيرة، حماية الأرض من الأشعة الكونية الخطيرة كالأشعة الحمراء والفوق البنفسجية وتخزين الحرارة على كوكب الأرض حتى يبقى مناسب لعيش وتكاثر الكائنات الحية التي تعيش على سطحه.
تسمح طبقة الأوزون بدخول بعض إشعاعات الشمس القصيرة لتلامس قشرة الأرض الخارجية. تمتص الأرض أشعة الشمس القصيرة إذا ما تلاقت بالقسم المظلم من الأرض وفي الناحية الأخرى تُعكس هذه الأشعة عند التقائها بالأسطح المشمسة (المنيرة). رحلة الأشعة المعكوسة لن تنتهي طبعاً عند هذا الحد، فهنالك غازات عديدة في الجو تعيق طريقها كغازات ثنائي أكسيد الكربون، غاز الميتان والغبار حتى.
أن تبقى أشعة الشمس عالقة عند هذه الغازات والمواد هو أمر سيء حتماً إذا ما تجاوز حدّه، فهذا يعني أن حرارة سطح الأرض تحتها سترتفع! وكلّما زادت هذه الغازات، أعيق طريق أشعة الشمس المعكوسة وبقيت عالقة في الجو المحيط حول سطح الأرض.
دورنا
لطالما حلم البشر بعصر متطور، تسهل فيه أداء الواجبات الصعبة، كحمل الأثقال الثقيلة ومشو مسافات طويلة وإلى أخره. وعبر مرور الزمن ومن خلال الثورات الصناعية حول العالم، بدأ البشر بابتكار العديد من الوسائط الجديدة التي تسّهل عليه العيش على الأرض، كالسيارات مثلاً.
السيارات تحتاج للحديد بشكل أساسي وهذا معدٌن صلب يحتاج الإذابة حتى ينصهر ثم يسكب على قالب خاص يتناسب مع بناء السيارة المحددة.
عند الصهر مثلاً، يتصاعد غاز ثنائي أكسيد الكربون الى الجو ويتمركز هناك حتى ينهي فترة إقامته، كثرت المعامل، كثرت كمّية الغاز في الجو وبالتالي حبست كمية أكبر من أشعة الشمس وارتفعت حرارة هذه المناطق ناهيك عن آلية عمل السيّارات، فهي تعمل على حرق الغاز والبانزين مما يطرح بالجو يوميّاً أطناناً من غاز ثنائي أكسيد الكربون الضار.
بلغ شهر شباط الماضي أحرّ درجاته منذ عام 1880!
سوف تؤدي الى
عند ارتفاع درجة حرارة الجو ، لمدّة وفترات طويلة ، ترتفع درجة حرارة الأرض الباطنيّة نسبياً. قد يكون هذا رائع للبعض ، فالصيف جميل !ولكن ليس لمّدة طويلة أعزائي القراء..
المفروض من القطبين، الشمالي والجنوبي، تعديل درجة حرارة الارض حين إرتفاعها.. وذلك بانصهار جزء بسيط من كتلتهما الضخمة، ولكن ما يحدث الآن على القطبين شيء سيجعلنا نغّير خارطة العالم قريباً.
القطبان ينصهران بكميات ضخمة، بشكل يهدد العديد من المدن بالغرق.. بشكل قد يهدد الملايين من البشر باختفاء أوطانهم ومنازلهم بشكل سريع جداً، حيث تؤكد الأقمار الصناعية اختفاء ٣٠٪ من كمية الجليد جغرافيّاً. وقد طرحت منظمة الIPCC في عام ٢٠١٣ أنّه من المحتمل جدّاً أن يؤثر الإحتباس الحراري في حياة ٥٠٪ من سكّان سطح الأرض.
لنتخيّل معاً ذوبان ما تبقى من الثليج، ارتفاع منسوب مياه المحيطات من حوله ومن ثمّ غرق بعض المدن—أو أطرافها—جرّاء هذه العملية. لنتخيّل معاً هجرة ساكني المناطق إلى أقرب المراكز الآمنة والأزمة التي ستقع بها تلك البلاد. الإحتباس الحراري يهدد حياتنا، بيئياً، أمنياً، روتينياً، إنّه يطبع بصمة عميقة في تاريخ البشريّة برّمتها.
ماذا سنفعل
إذا ما نظرنا إلى كيفيّة عيشنا كلّ يوم، سنستخلص أننا جميعنا سبب في الإحتباس الحراري. كلّ شيء نرتديه ونستخدمه من أحذية، عطورات، ملابس، أقلام، أجهزة ألكترونية، طعام معلب إلخ.. دخل البلاستيك، العنصر الأضر للبيئة في مجال صنعه.
إذا ما نظرنا للطعام الذي نأكله، سنجد عنصر اللحم من العناصر الرئيسية فيه، اللحم لذيذ ولكن ليس للبيئة. فحتى يصل اللحم إلينا، يكون قد طرح أطناناً من غاز الميثان السّام في الجو عبر الحراثة والتطعيم وتبذير الأرضي وخلق البيئة المناسبة لهذه الحيوانات.
إذا ما ألقينا نظرة على الشارع، فنجد زحمة سير خانقة، سيارات في كل مكان، موتورات هنا وهنالك، والقليل القليل يحبذون المشي من دافع بيئي.
ماذا لو اقتصدنا في تبضّع الملابس، ماذا لو فضّلنا ليوم في الأسبوع المشي أو ركوب الحافلة بدلاً من سيارتنا الخاصة، ماذا لو امتنعنا ليومين في الأسبوع عن اللحم وتناولنا الخضار عوضاً عنه، ماذا لو أوقفنا كارثة غرقنا وتهجرنا من بيوتنا وأنقذنا الأرض؟
أنصحكم أعزائي بالتفكير بما تأكلون وتشترون، أن تجربوا السير بد ًلا من القيادة، أن تعيشوا بشكل صحيّ وأن تتخلوا عن اللحوم ليومين على الأقل في الأسبوع.. إذا أجمعنا على هذا سنغيير شيئاً! سنحمي موطننا الأصلي، الأرض، كوكب النعيم الذي يحتضننا ونحن نسيء إليه كل يوم .
التعليقات