✍ ثمة كتب عديدة تُطبع هنا وهناك في شتى العلوم والإختصاصات؛ مِنها ما تحوي فوائد كثيرة، ومنها ما قد تعثر بين سطوره على بعض الفوائد، ومنها يكاد يخلوا من أي فائدة تقريباً!

كان في السابق يُكتب الكتاب بهدف تقيد العلم وحفظه ونقله للبشرية اجيالاً بعد أجيال، أما الآن فأصبح الكاتب يكتبُ كتابهُ ليَكسب الشهرة أو المال أو كلاهما معاً، فالكثير من الكتب أصبحت تعاني من "سرطان الحشو" وقلة المعنى وعدم الفائدة على الأقل!

ومع الأسف أصبح هذا النوع من الكتابة يطغى كثيراً على الكُتّاب!، ومع وجودنا في "عصر السرعة" أصبح مستقبل القراءة مهدداً بهذا السرطان القاتل!، والإنسان اليوم يطلب المعلومة بأقل وقتٍ وجهد، وهذه الكتب الموبوءة بهذا السرطان ستجبر القارئ حتماً على العزوف عن القراءة وخصوصاً القراء الجدد.

ومن آخر ما قرأت من هذه الكتب الموبوءة بهذا السرطان كتاب: ( لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة )

كتب "أحدهم (1)" عنه:

يشرح مؤلف الكتاب ما اكتشَفَه العلم بشأن القواعد التي تحكم عمليةَ صُنْع القرار الجيدة، وعملية صُنْع القرار غير الجيدة. إن هذا الكتاب، المليء بالأفكار المثيرة عن علم النفس والسلوك البشري، سيجعلك تضحك ملء شدقَيْك، حتى وأنت تتعلَّم.

صدقني، قراءة هذا الكتاب الذي يقارب عدد صفحاته 500 صفحة لن يفيدك في اتخاذ القرارات الصائبة سوى قرار صائب واحد وهو إتلاف الكتاب ورميه في أقرب مكب للنفايات!، فالفوائد القليلة التي تتواجد ضائعة في متاهات الحشو، ولو أردت أن تبحث عنها فحالك كحال من يبحث عن إبرةٍ في كومة قش! هذا الكتاب ليس الوحيد، بل كان آخر ما أضعت وقتي لقراءته، والأمثلة كثيرة.

  • "برأيك" ما هي خطوات التصدي لسرطان الحشو؟

  • ما هي الكتب التي قرأتها ووجدت أنها مصابة بهذا السرطان؟


(1)- "أحدهم" هو أحد القراء والمراجعين المتميزين للكتب، لا أعرفه كثيراً؛ ولم أعهد عنه الترويج للكتب السيئة وإظهارها بمظهر حسن، سوى كتاب ( لم تعتمد على الحظ ).