كيف يحمي قادة التغيير أنفسهم من بيئتهم – الجزء الثاني
مقال قيم جدا، خاصة الفقرة رقم 9
و لدي بعض التساؤلات:
يذكر المقال أن من أسباب نشوء البيئة المعادية صراع الرؤى و الإردات، ثم تقول: و هذا شيء محمود، سؤالي: أليس من المفروض أن الأهداف الاستراتيجية للمنظمة توحد أو على الأقل تقرب بين الرؤى المختلفة؟ و أما الإردات هل يُقصد بها رغبة أولئك المتنفذين في فرض رأيهم و إثبات سلطتهم بغض النظر عن نتائجه؟ و كيف يكون ذلك الصراع محمودا؟
لدي اقتراح لم لا تنشئ مجتمعا مختصا بالموضوعات الإدارية؟
سأجيب عن سؤالك من منظور مؤسساتي في العالم العربي، و لكن قبل ذلك دعيني أوضح أمرا، بأن الشخص قائد عملية التغيير، هو شخص غير عادي، فهو سابق للمؤسسة التي يعمل بها بما لا يقل عن 20 سنة، في الرؤى و الاستراتيجيات و التكنولوجيا الحديثة و توجهات العالم و بالأخص ما يعرف بـ (Know How) و كل هذه الخبرات يكون قد حصل عليها من الخارج (الغرب) بأن يكون عمل طويلا هناك في مجالات عملية وبحثية، وليس فقط دراسة أو تدريس. و بالتالي فان هذا الشخص (ان نجح في استغلال الفرص) سيكون دوره الاساسي اعادة قراءة الاهداف الاستراتيجية للمؤسسة
أما بخصوص وظيفة الاأهداف الاستراتيجية و دورها في تقريب وجهات النظر و توحيد الجهود في اتجاه معين فهذا صحيح و لكن من الناحية النظرية فقط، أما على الأرض فهذا لا يحدث، ابتداءا من عدم وجود أهداف استراتيجية حقيقية في مؤسساتنا (الموجود حاليا مجموعة أحلام مكتوبة على الورق) ولم يتم تعريف أي آليات لتحقيق هذه الأهداف أو على الأقل متابعة تحقيقها، ناهيك عن بقاء هذه الأهداف و الاستراتيجيات ضمن أسرار المؤسسة. طبعا هذا يفتح الباب على مصراعيه للاجتهادات الفردية داخل المؤسسة تمهيدا لصراع الأفكار و الرؤى و الارادات سواء كانت لتحقيق غايات سامية أو غايات شخصية.
أما المقصود بصراع الارادات فما ذكرته انت صحيح فقد يكون الأمر مجرد فرض رأي أو اثبات سلطة أو حب تملك، أو قد يكون الأمر ايجابي أيضا، و اذا تناولت الجانب الايجابي من الصراع، فلا أحد يريد أن يتفرد قائد التغيير بكامل القرارات في المؤسسة ففي النهاية يبقى هذا الشخص من بني البشر،
أما بالنسبة لاقتراحك في انشاء مجتمع مختص في الادارة، فقريبا جدا بإذن الله سأذهب لأبعد من ذلك بكثير، و يبقى لدي سؤال الان، اذا كان بامكانك الترجمة و لديك خبرات في الادارة لما لا تحاولي أن ترسلي لي بعض من كتاباتك لاضافتها في المدونة بإسمك ...
أقدر الوقت و الجهد المبذولين في إجابتك الوافية، و لدي سؤال آخر لو تفضلت:
هل يفهم من الفقرة الأولى في الإجابة، أنه لا يمكن أن يبزغ قائد تغيير من مؤسسة عربية؟
أشكر لك دعوتك للكتابة، و يشرفني ذلك، و لكن الإدارة ليست مجالي و لم أكتب فيها قط.
أن يكون متخرج من جامعات عربية عادية و قد عمل في مؤسسات عربية دون أي اختلاط بالحضارة الغربية و التقدم العلمي و التكنولوجي هناك، فالامر من وجهة نظري الشخصية نادر الحدوث، وهذا الأمر ليس جديدا فأي دولة تريد أن تتقدم تبدأ في ارسال بعثات للخارج لطلابها من أجل الدراسة أو العمل و من ثم الرجوع بالخبرات مثلما فعلت مصر في الماضي و العراق و حتى اليابان و الصين، فهذا الأمر ليس اعتباطا
التعليقات