السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يلاحظ -ولله الحمد- كثرة المشتغلين في الإنترنت في كافة المجالات؛ وهذا شيءٌ مبشرٌ ومفرحٌ، خصوصاً حين تعلم أن مثل هذه الأعمال يكتسب الناس منها سواءً المستقلين أو غيرهم مما يكفي معاشهم أو إيجار البيت والشقة أو شراء حاسوب جديد أو إعاطاه للوالدة -حفظها الله- وغير ذلك، ومن تلك المهام التي برع فيها بعضهم:

  • التصميم.

  • والبرمجة.

  • والترجمة.

  • والاستشارة.

  • والتجارة.

  • والتعليم.

  • والتسويق.

  • والإعلانات.

  • وكتابة المقالات.

  • والتدقيق اللغوي.

  • وعمل القوالب.

  • وبرمجة تطبيقات الجوال.

  • والمساعدة في أمور معينة.

  • وغير ذلك.

كلٌ له وجهته التي يحبها، وكلٌ له مجاله وتخصصه الذي يبدع فيه، لكن هناك مشكلةٌ (صغيرة) تحتاج إلى حل، يجب على الإنسان أن تكون مداركه متوسعةً لهذا الأمر حتى لا يخسر في النهاية، عليه أن يستثمر هذه المشكلة ويحلها حتى لا يتعب مستقبلاً.

المشكلة هي: التمحور والتخصر في مكان واحد في فيح عالم الشبكة المعلوماتية!

فترى بعضهم يربح مثلاً في خمسات ويعتمد عليه إعتماداً كلياً ويؤلف كتاباً في الربح فيه، لكن لحظة! ماذا لو توقف موقع خمسات بظروف خارج سيطرة الإدارة؟ أين سيذهب تعبك ومالك وكتابك؟ هذه هي المشكلة والحل عليك باستثماره!

وترى بعضهم يستفيد من موقع مستقل ويربح منه شهرياً ما يكفيه لسداد فاتورة الإنترنت! لكن ماذا لو أُغلق الموقع مثل صاحبيه [أشتريت-أسناد]؟ ماذا لو حصلت مشكلة مالية في الموقع؟ ماذا لو وماذا لو؟

هذه هي المشكلة التي أتحدث عنها.

ولكل مشكلةٍ حلٌ -كما نعلم-، لا توجد مشكلةٌ بدون حل!

الحل الأول: هو أن لا تعتمد على موقع واحد -عربي أو أجنبي- بشكل كامل.

لا تعتمد على أرباح هذا الموقع بشكل كامل، بل اجعل في بالك دائماً؛ وردد هذه العبارة: (ربما يأتي يومٌ ويحصل شيء)، ومن تلك الأشياء التي ربما تحصل -ونحن لا نتمنى أن تحصل-:

  • بيع الموقع.

  • حضر العضو.

  • إغلاق الموقع.

  • مشكلة مالية.

  • وغيرها

فلو كنت تعتمد عليها بشكل كلي لضاع عنك كل شيء، ثم لم تستطع تسديد فاتورة الإنترنت ثم بعدها مصيرك محتّم!

لذلك خذ احتياطك من الأن قبل فوات الأوان.

الحل الثاني: أن تتكسب خارج نطاق الإنترنت.

فلا مانع من أن تتكسب من مهنة تنظيف المطاعم وغسيل الصحون لتكسب شيئاً من المال -إحتياطاً- لتتعامل معه وتستثمره للمستقبل.

الحل الثالث: وسع أفقك.

بمعنى أن تكون مشاركاً بأكثر من موقع، لنقل مثلاً الحد الأدنى 5 إن أمكن ذلك، فهناك متابعين يعرفون هذا الموقع ولا يعرفون الموقع الثاني، وقد لا يعتمدون عليه، عليك أن تجعل جمهورك من كل مكان ولا تحصرهم في مكان واحد.

الحل الرابع: استثمر شيئاً من الربح.

مثلاً: أنت تربح من خمسات شهرياً 100$ عليك أن تضع بجانبك حصالةً صلبةً قوية تكتب خارجها: (حصالة الإحتياط)، أو (ممنوع الإقتراب)، أو (حصالة المستقبل)، وأن تكون من النوع الذي لا يفتح بسهولة حتى لا تطمع نفسك في فتحها وتخريبها، ضع فيها شهرياً مبلغ 5$ أو 10$ وهكذا، فـ10$ بـ10 أشهر = 100$ !! فكر فيها.

الحل الخامس: لا تستدين!

مهما فقرت ومهما احتجت لا تستدين المال من صديقك أو أخوك! ستندم مستقبلاً! لكن إن احتجت المال بالضرورة فهناك شروط منها؛

  • أن تأخذه من شخصٍ تثق به.

  • أن يكون المبلغ غير مكلف.

  • أن يسامحك عليه إن حصل شيء [وفاة-سفر-فقر].

  • أن تضمن رد المبلغ إليه.

وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلاَّ الدَّيْنَ) رواه مسلم.

فذلك الشهيد يُغفر له كل شيء إلا الدين! فماذا لو مت وأنت متدين؟ الأمر خطير لذلك لا ننصح بالاستدانة.

خلاصة هذا البحث: إن العمل عبر الإنترنت أمراً سهلاً ولا هو بالصعب أيضاً، هو وسط بين ذلك، لكنه يحتاج خبرة وذكاء، خبرة سنين وذكاء أيام قد تتحول لسنين، لذلك وجب على جميع من يعمل في هذا المجال أن يبني مستقبله بيده، وأن يجعله أمام عينيه إحتياطاً تحسباً من حدوث شيء في المستقبل قد يضر العامل عبر الإنترنت.