💡
من الطبيعي الانجذاب للمناظر الخلابة و المشاهد الجميلة و الظواهر الرائعة و المخلوقات البديعة لكن عن طريق ما ننجذب إليه تتسرب إلينا غايات ماكرة و أهداف سيئة تربط الطبيعي بغير الطبيعي و معرفة ذلك حماية لعقولنا و نفوسنا و قلوبنا.
🔦
كيف تسحر عقولنا بما يعرض على حواسنا!؟
إكساب ما لا تراه عين المجاهر و التلسكوبات و البشر أشكالا و ألوانا مما يسحر العين لتصدق ما تراه و إكساب ما لا تسمعه الأذن صوتا مما يسحر الأذن لتصدق ما تسمعه و إكساب ما لم يثبته العلم بالعلم مما يسحر العقل بمعطيات و معلومات هي في الأصل فرضيات غير واقعية مثل ما نشاهده في الأفلام الوثائقية الكونية فأشكال و ألوان الكواركات و الجسيمات و الذرات و الثقوب السوداء و ما لم تصل إليه عين التلسكوب و عين المجهر أشكالا و ألوانا و أحجاما تخيلية غير حقيقية فكل ما نراه هو من خيال المخرج و معاونيه.
ربط ما تم البرهنة على وجوده بمصطلح يجعل لما نجهل ماهيته اسم مخلوق معروف بشكله و حجمه و لونه يخدع العقل فالكوارك هو جسيم أولي ماهيته مجهولة لكن اسمه مشتق من جنس غير مجهول هو صوت البط هذا الربط يسحر الذهن و يتلاعب بالمخيلة فهو يربط غير الثابت علميا بالثابت علميا و هذا من التلاعب بالعقل.
تغطية الكون الحقيقي بما يجذب الأبصار إليه كالمشاهد المصممة سينمائيا التي تمكن الوعي من الولوج في عالم الذرات و الجسيمات و الجزيئات الخفية عن عين التلسكوب و القمر الاصطناعي و المركبات الفضائية و المجهر توهم المتابع بأن ما ينعكس على الأدمغة و حواسها حقيقي فينبهر بما وصلوا إليه من عرضوا عليه هذه المشاهد فيصدق كل ما يقدم له بلا اعتراض و هذا غزو ذهني يبدل الحقيقة الكونية بكون مصنوع سينمائيا فالوصول لما لم تصل إليه التقنيات و الآلات و الأدوات خدع فنية بصرية.
عرض ما يمنعك من التخيل و التصور يمنعك من التصور و التخيل فعندما تعرض عليك أشكال و ألوان و أحجام مكونات تعلم مسبقا أنها غير قابلة للرؤية مشاهدتك لها تدل على أنها قابلة للرؤية و هذه الإحاطة ستجعلك تصدق بأن ما شاهدته يجسمها و يجسدها و يحدد لعينك أبعادها و هذا غزو ذهني لمخيلتك يمنعك من الإضافة لأن المعلومة الصحيحة ربطت بأشكال و ألوان و أحجام افتراضية فأصبحت هذه الأشكال و الأحجام و الألوان من الحقائق التي تمنعك من إضافة ما قد يكون أدق و أعمق و أفضل من التصور و التخيل الذي تم طرحه و عرضه و عكسه عليك بشكل و لون و وصف و هيئة تعبر عن مخيلة المخرج و معاونيه فالمخيلة تعجز عن الإبداع إذا تم الإحاطة بها بمشهد افتراضي أو تفاصيل محيطة بالحاسة البصرية.
أخطر ما تتبرمج عليه العقول و تسحر به الأدمغة هو ربط العلم الطبيعي بأمة و لغة و فئة ليصدق المتابع بأن جديد العلم لن يصدر إلا بهذه اللغة و لن يخرج إلا من هذه الأمة و لن يبدعه إلا عالم من هذه الفئة فيخرج المتابع نفسه من دائرة التنافس العلمي و لا يفكر في حل قضايا و معضلات و ألغاز العلم بل ينتظر من يحلها له لذلك سيستمر بمتابعة الوثائقيات التي ستصبح هي نافذة الكون و الخدعة البصرية المرتبطة بالمعلومات تنجح إن صدقت بأن العلم لا يتجدد إلا بمن تتحدث عنهم الوثائقيات.
نسب الظواهر و القوى و القوانين لما آمن بصحته المخرج و معاونيه من الحيل العقلية التي تربط الاكتشافات بالصدف أو تربط المخلوقات بنظرية محاطة بمعضلات عجزت عن حلها فيصبح الكون منعزل عن مكونه الذي لا يتعارض معه العلم و هذه الطريقة تنحاز للادين ضد الدين و تنحاز للإلحاد ضد الإيمان و هي مما يسحر الأدمغة بربط المعلومات القابلة للقياس بما لا يمكن قياسه كأن يكون الأصل هو اللاشيء.
مما يخدع العقول إدارة الكون بواسطة التأويلات الذهنية و المعطيات الفلسفية و الاعتقادات الباطنية و الفرضيات الفكرية التي تبنى على النظريات العلمية و ما يحدث ليس إدارة الكون بل هو برمجة الدماغ على كون افتراضي بديل للكون الحقيقي.
إخراجك من المنافسة العلمية أبرز ما يقدم لك في الأفلام الوثائقية التعليمية فالتاريخ يبدأ من فئة لا تمثلك و يقف عند فئة لا تمثلك.
🔬
ما الخدعة الثقافية في الأفلام الوثائقية!؟
التحكم الثلاثي المزدوج خدعة مصممة لتحقيق ما ذكرناه قبل قليل و هذه الخدعة تعتمد على التحكم بالمخيلة بواسطة النماذج و التصاميم و الأشكال الخاضعة لمخيلة فارض ما استحسنته نفسه عليك إضافة للتحكم بالتصور عن طريق رؤية ما ليس له شكل و لون حقيقي كالجسيمات الأولية مع التحكم بالعلم بالربط بين المثبت و غير المثبت و التحكم باللغة عن طريق الربط بين ما لا تعرف ماهيته بما تعرف ماهيته.
✍🏻
ما الذي يجب على متابع الوثائقيات فعله!؟
الربط بين لغة المتابع و المعضلات التي لم تحل ليحلها و يحتوي تفاصيلها و يحيط بها بلغته ليغزو بلغته جديد العلم.
كشف ثغرة لم يحاط بها للتحرك إليها بعقلك فتخرج مما تابعته بما لم يفرض عليك فتصبح جزء من البحث العلمي.
إحداث نقلة بعد معرفة أين وقف العلم و أين وصل و ما الذي حدد منه فالجديد هو ما سيغير أحوال الأمم و المناطق و اللغات و الأفراد.
التحرك نحو كشف ما يغطي الفكر لمعرفة ما يكمن في الشيء و ما يمكن أن يكون عليه الشيء.
ربط الطبيعة بالعوامل الأولية و عدم إهمال ذلك من أجل أن لا يقع المتابع بخدعة الربط بين العلم الطبيعي و الفلسفة الإلحادية.
التحرر من المصطنع كالشكل و اللون و الحجم و الاسم و الرسم و التأثير الصوتي و المرئي لتبقى المعلومة الثابتة المجردة من التصورات العقلية و الميول النفسية و الحيل الذهنية و الخدع البصرية.
إن
لم
تجعلك
الأفلام
الوثائقية
منافس
للكشف عن العلم الجديد الذي يتأسس على حل معضلة كونية و إبداع نظرية علمية ستكون الغاية منها سحر حواسك و برمجة دماغك و تأهيلك للدخول لما يعتقد المخرج و معاونيه صحته.
التعليقات