علمت قصة عن شاب مجتهد ناجح حصل من وقت قريب على شهادة الثانوية العامة وتفوق فيها وشاءت الظروف أن حدث خلاف بينه وبين واحد من جيرانه وصاح الجار في الشاب لكن دون أن يشتمه ورد الشاب على جاره "أنا مش هرد عليك عشان أنت راجل حمار" ومشى وتركه. اتصل هذا الجار بالأب صارخاً غاضباً ووضع شرط أن يذهب إليه الابن ويعتذر له، ووافق الأب لكن لم يوافق الابن لكن الأب أرغم ابنه على الذهاب. ذهب الشاب مرغماً وخرج إليه الجار بالشتائم والإهانات ولم يعطه فرصة ليعتذر ولم يتحمل الشاب وتوفي بعدها بأيام قليلة من جرح الكرامة. نعرف أن من أساليب التربية المعروفة تعليم أولادنا أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم، ونعلمهم السلوكيات التي لها قيمة خلقية كثقافة الاعتذار عند الخطأ ونرى تأييد هذه الثقافة مدعوم من أساليب التربية الحديثة، ونرى كل أم وكل أب يعلمون أولادهم: "اعتذر لعمو عيب كدا"...قول لعمو: "أنا آسف". لكن في نفس الوقت تعليم ثقافة الاعتذار قد ينقلب للضد، وقد يكون من غير الضروري أن نلقن أطفالنا مقدار كبير من التهذيب والأدب ومقدار كبير من ثقافة تحمل المسؤولية عن الخطأ.

برأيك إلى أي مدى يجب أن ندعم أولادنا أمام الغرباء؟