الماضي بعيون مئة عام أو أكثر، نجده حاملاً بين طياته حكايات رجال اشتدوا كالجبال، ونساء نابضات بالحياة، وأطفال براء كاللؤلؤ.
عاشوا وتنافسوا كما نفعل، منهم من صبر على قسوة الأيام، ومنهم من قسا وتجبر.
لهم أحلاماً ، أجبرتهم الحياة على التخلي عن كثير منها، وحقق بعضهم أكثر مما أراد، لتنتج له الحياة احلام اخرى سيغادرها مرغما.
فأين هم الآن؟ وهل يعي إنسان اليوم ، العبرة من رحلتهم؟
تباين الأمس بعبرته واليوم بحقيقته! فنرى في الأمس قلوباً حنت، وبالحب سامحت، وأخرى مع وقع الألم عفت وصفحت.
وكثير منهم، غرقوا في دوامة الشهوات، فغفلوا عن جوهر الحياة ومعناها، حتى وصل بهم الحال إلى حقيقة المآل، فرحلوا عن الحياة خالين الوفاض؟
هذه عبرة الماضي،جمعت أناس حملوا الخير، وآخرين غرقوا في الشر ، فتركوها جميعا،صاحب خير ينعم بمآله،قدوة للأجيال،وسيرة خير، وصاحب شر يلعنه تأريخه وماضيه.
ثم نرى حقيقة اليوم، في زمن يتباهى بشعارات الإنسانية وحقوق الإنسان، نرى أطفالًا تُقتل، وشعوبًا تُجوَّع، وبيوتًا تُهدم، وظلمًا يفتت الأكباد.
كل ذلك يجري دون أن يرتدع ظالم، أو يتحرك ضمير، أو يتدخل من يدعي الحضارة والإنسانية.
كثير من الخلق تحرم من حقوقها، أو حتى من الحقوق تلك التي يدعي العالم بها للحيوان؟
ولا يبدوا إلا أننا نختبر مصيراً مشابهاً للماضي ونحن غافلون؟
وفي خضم هذا التساؤل الأليم، ندرك أن الماضي معلم نبيل ، ومرآةٌ صافية تعكس حاضرنا وتنير مستقبلنا، إن أدركنا من خلاله أن هذه الدنيا ليست لنا بباقي، حينها نعرف كيف تروى الأخلاق، وتبنى المكارم، ويعز الإنسان.
شاركونا.. ما العبرة التي علمك إياها الماضي؟
التعليقات