بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله القائل في كتابه العزيز:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي الصابر المحتسب، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأحبة، حديثنا اليوم ليس عن قضية بعيدة عنا، بل عن جرح نازف في قلب الأمة، عن غزة، تلك البقعة الصغيرة من الأرض، التي تحوّلت إلى رمز للمعاناة والصمود في وجه الظلم والعدوان.
غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في حصار خانق منذ سنوات،
يعانون من نقص الغذاء والدواء والكهرباء،
ويواجهون القصف والدمار، والخوف المستمر على الأرواح.
ورغم هذا، لم تنكسر غزة.
في كل بيت شهيد، وفي كل شارع قصة بطولة،
في كل طفل يتعلم تحت النار،
وفي كل أم تودّع أبناءها بدمع ونبض إيمان.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد أرقام في نشرات الأخبار،
بل هو نداء للضمير الإنساني،
هو اختبار لنا جميعًا:
هل سكتنا حتى اعتدنا الدم؟
هل نسينا أن صرخة المظلوم تهز السماء؟
غزة اليوم تقول لنا:
"لسنا بحاجة فقط إلى عواطفكم، بل إلى وقفتكم، إلى دعائكم، إلى دعمكم، إلى صوتكم."
فليكن لكل واحد منا دور، ولو بالكلمة، ولو بالدعاء،
ولنتذكر أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
اللهم انصر أهل غزة،
اللهم كن معهم ولا تكن عليهم،
اللهم اربط على قلوبهم، وانزل عليهم السكينة، وفرّج عنهم كربهم يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات