القوة هي ما نسعى إليه جميعًا، نظرا لكونها من بين أكثر السمات جاذبية التي عرفها البشر على الإطلاق.

لذلك سنخوض في التفاصيل حول كيفية اكتساب هذه السمة بمختلف أصنافها.

لكن أولاء! ماهي أصناف القوة؟ 

#القوة البدنية!

هي نعمة مستمدة من اللياقة البدنية و البراعة الجسمانية.

إن قوة هذه النعمة لا تكمن في كونها قوة فحسب، بل في تأثيرها أيضًا. 

مالذي تجلبه لك عندما تكون معروفًا بامتلاكها. 

*الاحترام والإعجاب والخوف!

انظر لهذه الصورة لمايك تايسون وهو يواجه أربعة ضباط يحاولون إيقافه في لحظة فقدانه للسيطرة، ولاحظ الرعب على وجوههم عند اقترابه منهم، أربعة ضباط مسلحين ضد ملاكم، ومع ذلك يرتجفون من الرعب. 

هذا هو التأثير العميق للقوة الجسمانية عندما تكون معروفًا بها.

سيحترمك الناس ويعجبون بالجهد الذي تبذله من أجل امتلاكها، لكن ذلك لن يمنعهم من توخي الحذر من شرك، عند وعيهم بالدمار الذي يمكن ان تسببه.

إن نعمة القوة البدنية لا تكمن فقط في التمار الجسدية، بل في تأثيرها النفسي على الآخر- حيث أنها تشكل طريقة تصرف الناس من حولك. قد يرغب الناس في التودد اليك و مصادقتك، لكنهم لن يستخفوا بك على الإطلاق.

هذا هو التأثير الذي يتمتع به القادة و المحاربين الذين يمكنهم إما فرض الهيمنة او توفير الحماية.

بالتالي فإن هذا الصنف، يمهد الأساس لامتلاك صنف آخر.

#القوة الاجتماعية!

عندما تتحدث، يستمعون إليك!

القوة الاجتماعية هي القدرة على التأثير على الآخرين، وترك علامة على سلوكهم.

وكما ذكرنا...

كونك معروفًا بالقوة يعزز حضورك.

ويمكنك استخدام هذا التأثير لإحداث تغييرات، بناء تحالفات، والسيطرة و توجيه مجموعات.

بالعودة إلى مثال تايسون، نعم هو كان مرعبًا، ولكن هنالك أجيال بدأت التدريب بسببه.

و الأمر سيان للعديد من الرياضيين دوي الشهرة.

ستنشأ قوتك الاجتماعية عندما تمتلك صفة أو ميزة لا يمتلكها أي شخص آخر، وعندما تتصرف وتتحدث. فبالنسبة لهم، ميزتك هي من يتحدث. 

و يمكنك استخدام هذا لصالحك! 

تخيل عدد المؤثرين الذين بدأوا اعمالهم بالاعتماد فقط على مهاراتهم الجسدية.

إنس أمر اللياقة! مهما كانت الميزة التي تتمتع بها، ستخدمك اجتماعيًا عندما تكون معروفًا بامتلاكها.

ستمكنك من توجيه الآخرين، و إحداث تغييرات بناء على أسس الاحترام والإعجاب الناتج عن القوة، أو أيًا كانت الصفة الفريدة التي تمتلكها، أو تنتجها، والذي بدوره يشكل شكلًا آخر من أصناف القوة.

#القوة الإبداعية!

القوة الجسدية والاجتماعية تمثل هويتك، بينما القوة الإبداعية تمثل إنتاجيتك وما يمكنك تقديمه للعامة.

إنها القدرة على استخدام خيالك ورؤيتك الفريدة لإنتاج شيء ذي معنى.

وهي إحدى الأشكال المؤثرة التي يمكن أن تجعلك تصل إلى الناس من خلال إبداعاتك.

فهنالك نوعان من الناس، المنتجون والمستهلكون.

في عالمنا الحديث، هنالك ما يكفي من عوامل التشتيت لتبقى مستهلكا، لكن هنالك موارد وفرص كافية لم تكن متوفرة من قبل، من شأنها أن تمكنك من الإبداع والنشر والتأثير، و تمهد لك الطريق لبدئ مسيرة مهنية.

فمنذ القدم الى يومنا هذا، دائمًا ما ارتبط الإبداع بالأعمال و التجارة، الناس يصنعون بضائعهم.

الآن لدينا منصات مثل YouTube تمكننا من مشاركة إبداعنا و إنتاجاتنا مع الزوار، وكلما قدمت شيئًا جديدًا، زادت احتمالية نجاحك.

ومع ذلك يمكن تعزيز الإبداع من خلال شكل آخر من أشكال القوة...

#القوة الفكرية (المعرفة والحكمة)

القوة التي تمثل سعة قدراتك العقلية، أفكارك وخبرتك.

كلما زادت معرفتك، زادت قوة أفعالك، و زادت معها معرفتك بكيفية التعامل مع الأشياء.

لا يتعلق الأمر فقط بامتلاك المعرفة، بل يتعلق بمعرفة كيفية تطبيقها.

إذا تمكنت من توسيع مجال معرفتك، فستجد نفسك مسلحًا بترسانة من الأسلحة تمكنك من خوض معارك مختلفة في الحياة.

وإذا كانت لديك قوة معرفية أكثر من الآخرين في مجال محدد، فدائمًا ماستكون لك اليد العليا في ذلك المجال.

حيث أن إتقان مجال معين يمنحك القوة والتأثير، و يمكنك من التفوق على المنافسين، في حين تزودك المعرفة الشاملة و الدقيقة باللوازم للتكيف والازدهار في مجالات متعددة. 

فالقوة الفكرية تمهد لحل المشاكل عبر التفكير الاستراتيجي، و تجعلك قادرًا على رؤية الفرص حيث يرى الآخرون العقبات.

كما أن هذه القوة ليست محدودة، بل يمكنها ان تنمو مع التعلم المستمر و خوض التجارب.

لتصبح قوة لا يستهان بها، تفرض الاحترام و التقدير.

يزعم الكثيرون أن القوة هي المال، 'فقط أعطني المال'

لكن افهم الفرق هنا.

أن يمنحك شخص المال، هي ليس سمة من سمات القوة، 

لكن أن تكون لديك المعرفة بكيفية جني المال، فتلك من أكبر سمات القوة.

إذا كنت ماهرًا وذكيًا بما يكفي، فلن يشكل ذلك عائقا بالنسبة لك.

وعلى ذكر المال، للنتقل الى الصنف التالي... 

#القوة المادية (الثروة والموارد)

النوع الأكثر وضوحا و تأثيرا، و الناتج عادة عن القدرة على تحصيل الموارد والسيطرة عليها وتوزيعها بذكاء.

المال يمنحك قوة التأثير على الآخرين. 

ويمنحك قوة السيادة التي تجلب الاحترام من أولئك الذين يحترمون المادة. 

وبالتالي فإن تأثيره أكبر بكثير.

إنه يضعك في مكانة حيث يستمع إليك الجميع بمجرد أن تتحدث.

كما تكمن قوته في الحرية التي يمنحك إياها.

فالثروة توفر الموارد و التعزيزات لتقوية الاصناف الأخرى، حرفيا تمكنك من شراء و الاستثمار في القوة بمختلف أصنافها، اذا تم التعامل معها بحكمة. 

هذا الصنف قوي للغاية لدرجة أنه قادر على كشف ذاتك الحقيقية للعالم، سواء كانت جيدة أم سيئة، بمجرد اكتساب النفوذ، ستكتسب معه حرية التعبير عن ذاتك.

_القوة الجسدية تبني الاحترام والحضور، وتشكل الأساس للتأثير الاجتماعي.

_القوة الاجتماعية تضخم صوتك، وتعطي وزنًا لجهودك الإبداعية.

_القوة الإبداعية تعكس قواك الفكرية.

_القوة الفكرية تمهد لك النجاح في مختلف السبل و المجالات.

_و القوة المادية تزيد من وزن مكانتك الإجتماعية، وتوفر الموارد لتقوية الاصناف الأخرة.

تخيل أنك تمتلك جميع هذه الأصناف على حد سواء، قوي، ذكي، مؤثر وثري.

مع ذلك، فهذا ليس حلمًا بعيد المنال، بل هو واقع يمكن تحقيقه إذا كنت تحظى بالعقلية الصحيحة وتتمتع بالشجاعة للتصرف.

أولاً! 

الوصول إلى القوة يستوفي الكفاح و التحرك بقوة. 

أن تقوم بعزل نفسك والانفصال عن الضوضاء و الموارد التي لا تعود بفائدة تذكر.

إذا أردت تحصيل القوة الجسمانية، فينبغي عليك تشكيل حياة يومية مخصصة تمامًا لتحقيق ذلك،

أن تتدرب بقوة و ذكاء. 

أن تركز على ما هو فعال وتتخلص مما هو ليس كذلك.

وأن تستمر في التدريب بالتزام، فلا شيء يأتي بين عشية و ضحاها.

لدي سلسلة كاملة عن أكثر أساليب التدريب البدني قوة وفعالية، أنصحك بإلقاء نظرة عليها.

إذا كان تدريبك فعالًا بما يكفي، فلن يكتفي بتحويل شكل جسمك فحسب، بل سيحول شخصيتك بالكامل.

سيمنحك صورة المحارب المعروف بقوته وتفانيه.

و سيعزز حياتك الاجتماعية تلقائيًا، ويمنحك القدرة على التأثير على الآخرين وإلهامهم.

_إذا أردت أن تتمتع بقوة الإبداع.

فتجنب أن تكون مجرد مستهلك؛ اجتهد في المساهمة والابتكار.

تعلم كيفية استخدام خيالك وتشكيل أنماط تفكيرك لصالحك، و في حال كنت جيدًا في شيء ما، فاعمل على ترسيخه في عقلك، وإذا لم تكن كذلك، فإن شغفك لا يزال موجودًا ليُكتشف.

فكر خارج الصندوق و ستتمكن من اكتشافه.

وعندما تفعل، شاركه مع الناس لتترك أثرًا!

تريد تحصيل القوة فكرية! ركز على المعرفة الحقيقية التي لا يمكنك العثور عليها في المدارس،

تعلم باستمرار ووسع قاعدة افكارك.

لا تنتظر حتى تقع في الخطأ لتتعلم منه، بل راقب و تعلم من أخطاء الآخرين. 

و إذا كنت تريد اكتساب الخبرة في مجال محدد، فراقب عباقرته وتعلم منهم .

تعلم من الناجحين وخاصة أولئك الذين بدأوا من نقطة الصفر.

عندها ستجد نفسك مسلحًا بالقدرة على التفكير الاستراتيجي والإبداعي، وخبيرا في مجالات مختلفة. 

وعندما تتسلح بالقوة الفكرية والإبداعية، ستجد نفسك قادرًا على بناء اعمال و بدئ مسارات مهنية.

فكما ترى، هذه الاصناف مترابطة. 

بمجرد إتقان صنف واحد، سيمهدد لك الأساس لتحقيق الصنف التالي، وهذا ما سيشكل دائرة مبنية على النمو و الإزدهار. 

الطريق ليس سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً.

فابدأ ببناء أساسك! سواء من خلال الانضباط البدني، أو توسيع شبكتك الاجتماعية، تنمية الإبداع، أو اكتساب المعرفة و الفطنة المالية. كل خطوة تخطوها ستدفعك نحو المستوى التالي من الإتقان و القوة. 

و مع الوقت ستجد نفسك قادرا على بناء امبراطوريتك الخاصة.