الحزن شعور نتج من أثر لا ينبع من فطرة الكائن الحي فهو نتيجة ما انعكس على الإنسان من الخارج و إبداع ما يولد من النفس الحزن طريقة ذكية لتحويله من شعور مؤلم لموضوع يدرسه الوعي بهدف الإحاطة به و من الخطأ الاعتقاد بأن هناك إنسان حزين فطريا و غريزيا فالصحيح هو الإيمان بأن هناك حدث سيطر على الإنسان فجعله حزينا و أهم من التركيز على الأثر السلبي الذي يتلبس الإنسان دراسة العوامل الأولية التي كونته و لأنك جزء مما يحدث من حولك ستتأثر بأحداث لا علاقة لها بك فالأشياء التي تحيط بك تذوب فيك و تذوب فيها و لو تحول الإنسان لصفة واحدة تعبر عن إنسانيته لأصبح إحساس فبدونه يتبلد و لن تفهم ما يحيرك إلا إن جسدت غرابته بفنك لتدرس هذه الظاهرة بعقلك و انعكاس عقلك على عقلك هو ولوج نفسك في نفسك و قد تدفن بها للأبد إن لم تتحرر من وهمك و لا يتحقق التحرر من الأشباه إلا بإبداع غير مسبوق يخرجك من تصورات الأشباه التقليدية.
استثمار المشاعر
الحزن طريقة ذكية لتحويله من شعور مؤلم لموضوع يدرسه الوعي
من الأوجه التي أراها في استثمار مشاعر الحزن هي أنه قد يكون فرصة لتقوية الأواصر الاجتماعية مع من حولنا. الحزن يذكّرنا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم لأننا كبشر نتشارك في هذه الصفة، وحين تكون حزينًا فإنك تستحضر التعاطف مع كل شخص حزين، ويجلب لك التعاطف أيضًا من الآخرين. إلى جانب ذلك، فإننا حين نشارك حزننا مع الآخرين نشعر بالارتياح ونبتعد عن العزلة.
أنا عن نفسي مررت بفترات حزن كثيرة، ولكن حين أتخطاها كنت أتذكر بخروجي بمكاسب منها علاقات اجتماعية زادت قوة.
أتفق معك جزئياً ولكن بجزء آخر من رأيي أميل إلى تصديق الفرضية التي تقول أن الحزن فطري، حين أراقب الكون وكل هذا الهدوء الذي فيه، كل هذه الموسيقى الهادئة التي تصدر من أصوات الماء والشجر والبساتين والبيوت، عند الهدوء وفي الأصل أشعر بأن كل شيء يميل إلى الحزن، حتى أرقى موسيقى بالعالم دائماً ما تكون حزينة، حتى الأدب نجحوا الروس فيه أكثر ليس لأنهم الأكثر قدرة على الكتابة والأنجح فيها، بل لإنهم كانوا الأقدر على نقل الحزن والعمق الإنساني الحقيقي، كل هذه الأمور بالحياة أشعر بأنها تقول أن الإنسان بطبعه وحيد هنا في العالم وهذه الوحدة وأي وحدة لا يمكن أن تترافق إلا مع حزن.
التعليقات