حرب الابادة ام سلام الانسانية!

يطرح قرار مجلس الامن الدولي اول من امس والذي دعا إلى" وقف اطلاق نار انساني في غزة وتبادل المحتجزين الفوري وبلا شروط وازلة إلعوائق لوصول المساعدات للمنكوبين".. صفة التاريخي،  على ما اقدم عليه اهم مجلس من محالس هيئة الامم المتحدة، وقد يكون الاول من نوعه لكون التصويت هذه المرة خلا من استعمال حق الفيتو من قبل كبار مجلس الامم والذي صاغه الأعضاء غير إلدائمين .

وانسكبت تداعيات في صحن التسوية والصراع الدموي وعمره زاد عن ستة اشهر مواقف سياسية نختصرها كما جاء في العنوان اعلاه.

الابادة واقع امر من المر، وقد لاتكون مشاهدها لها جذر في تاريخ الصراعات الدولية الاقليمية، وسلام الانسانية امل فقد وخطف عنوة لكن ليس قرار المجلس اياه مثار الجدل ولفته للانتباه في كل جهات الارض الاربعة..  هو الذي اعاد للانسانية بعض من امل وسلام بل سلسلة خطوات نافذه و كان لها تغير واضح مدروس ومكان في خطاب غزة العسكري الدموي الابادي،  من حق الدفاع عن النفس نحو احدا الاطراف، والاخر كراهية وارهاب وقد عهر الوصف الاول وجرى التراجع عنه وقد يكون له صفة الرهبة.

فحين عرت الدبلوماسية الاردنية، في أعلى مستوياتها( عبدالله الثاني ورانيا العبدالله) بجولاتهما وحواراتهما واختراق أجواء غزة الملتهبة المحاصرة بسياسية الانزالات الانسانية، التي كانت ليبل اردني فيما بعد اقليمي دولي عالمي، وضعت على حروف انسانية داعمة للموقف الاردني، الذي كان بمثابة حك على جرب السياسات العربية والعالمية، وبالطبع جرب الكيان الاحتلالي الاستيطاني .

ولم يسلم الاردن من تسخيف وتهبيط العزيمة، وصولا لمحاولة القفز عنها وعن الدور الاردني وصولا لقرار اممي وضع نقاط على حروف الازمة الشرق اوسطية المزمنة واعاد للحق والعدل والحرية والسيادة والقرار المستقل بريقهم، وانصف او قد ينصف المقهورين المظلومين المطرودين المنكوبين من اهلنا في القطاع والضفة الثائرة ونبضها المقاوم في جنوب لبنان وليس من قبيل تفتيت الهوية المقاومة هناك.

 فالحقيقة المدركة والملموسة والمشاهدة لا تغطى بغربال التسويات والمبادرات والحوارات والمكوكيات العربية الاقليمية والدولية والهدف دستوري لبناني في الصميم اولا وانساني" كمان اولا"، وحتى لا ينفلت الصراع على اوسع نطاق.

قرارمجلس الامن الجدلي الإشكالي وعزوف احد الكبار في مجلس الامن عن استعمال حق الفيتو وتوسع البعد الانساني بهويته الاردنية النقية الخالية، من هوى واغراض ضيقة مصلحية وشوارع العالم ضجت خلف الدبلوماسية الاردنية والسماء عجت بالانزالات الانسانية على غزة تطرح" غصبا عن الكل" .. الحقيقةالسياسية الصادمة الموؤدة من زمن انشاء الكيان وهي الان ممثلة "برفع الغطاء عن اي تمكين دولي يحمي الغطرسة الصهيونية"   فتقول بالفم الملان، انا لا مهزوم ولا منتصر بحرب الستة اشهر، وبعيدا عن منطق الربح والخسارة، وان فرضت هذه المعادلة فيتجنب المتابع ويلوذ نحو.. ما هو ثمن ازيد من ٣٢ الف شهيد وانقاض واصابات وهجرة معاكسة وتهجير اضطراري لاتحصى من اطراف الصراع،؟

و قد تمخض الجمل فولد هز ثوابت عدة "ان كانت هذه الصفة تليق بالغاصبين"، من الواحة الأولى للديموقراطية بالعالم وقبلها جيش لا يقهر وجيش الدفاع والدفاع عن النفس ووصولا إلى تهيئة سقوط نظرية شعب الله المختار.!

ان كانت نيويورك قد انتفضت انتفاضة مثيرة للجدل والحساسية ووضعت اخر مسمار في نعش زواج لا طلاق فيه بين تل ابيب وواشنطن فعمان السباقة على مدى الدهر،  اعادت التوازن باضعف ايماناته للقرار الدولي ولسياسة الانصاف والعدل والمحاسبة دون محاباة واصطفاف أعمى البصيرة والاحساس بالغبن وقطع شريان الحياة لدى شعب وارض تنزلت عليهم رسالات الايمان والمحبة والسلام!