كلّ يغني على ليلاه "

وتعزم بأن تغير كل تصرفاتك والاقلاع عن المحرمات صغائرها وكبارئها عياذاً بالله منها ..ولكنك تعجز عن تنفيذ قرارك في اليوم التالي مباشرة

الذي تصفه هنا هو من طبيعة البشر في العموم وبالأخص الشباب الذين يمكن وصفهم في كثير من الأحيان والاندفاع وعدم التفكير قبل اتخاذ القرارات، فكما قال النبي ﷺ: "كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون"، فالعبرة ليست بالخطأ نفسه لكن فيما يفعله كل منا بعده فالبعض يحاول أن يبرر لنفسه أو يقلل من حجم الذنب وما إلى ذلك لكن التوبة الدائمة بعد كل خطأ بشروطها المعروفة من الندم والعزم على عدم العودة وما إلى ذلك هو رد الفعل المطلوب منا مهما كثرت أخطائنا وتكررت فالله لا يمل من قبول توبة عبده حتى يمل العبد.

ومع ذلك نريد لمن حولنا ان يعيشوا ويتصرفوا وفق مناهجنا وقوانينا التي لم نطبقها حتى على انفسنا

البحث والعمل على تطوير أنفسنا يمكنني أن أقول كل يغني على ليلاه فعلا، أما أن نريد أن يتصرف الناس كيفما نريد فالأمر تعدي على الخصوصية، فكل شخص يعيش كما يريد وكل ما علينا هو أن نأمل ونتمنى لغيرنا أن يسلكوا سلوك أفضل منا وليس مشابه لنا حتى.

فلو ثبتنا على ما بداخلنا من رؤى صادقة لعشنا بحب وعطاء وسخاء

بالتأكيد هذا من المستحيل حدوثه، لأنه في حالة حدوثه ستتحول حياتنا إلى حياة مثالية تماماً لا ينقصها أي شيء! والمثالية ليست صفة من صفات الحياة لأن الفرد منا خُلق من أجل أن يسعى لإرضاء الله سبحانه وتعالى ويثبت أنه جدير بالجنة.

هناك عبارة جميلة لما يتأمل الشخص نفسه، ويقول: ياااه .. أيام، كم كنت غبيا وساذجا حينذاك. مع أنه عاجز على تصور أنه ربما لا زال غبيا في العديد من الأمور، لأنه يعيد الكرة فحسب، ولن يدرك أخطائه إلا متأخرا (مرة أخرى)!. وهكذا في ساقية.