لا نعلم أين سَتُفتح أوراقنا الجديدة، وفي أي بقعة؟ هل من شرفة المنزل؟ أم في الحافلة الجامعة، أم علىٰ شاطئ البَحر؟

 كلّ ما ندركهُ أنها ستنكشف يومًا علىٰ جسر الحياة، وما سنشعر به وقتها هو اللهفة للأشياء الفجائية حُدوثها...

فاللهفة وما خلفها من حروفٍ لها أصناف، هُناك لهفة رؤية شيء مُفضل، أو صَديق مغترب، أو سماع نبأ خبر مفرح، أو لهفة الحُب والشوق وأعتقد أنّها أَشَدّ لهفة!

عِند اللهفة الأولىٰ من رؤية الشيء تتجمع كُل الحَواس والأحاسيس نحو الطّرف الآخر، وتستقر في عَينيك.

حينها ستتنازع في دواخلنا عزيمان إمّا الجذب والاقتراب، أو التّراخي والابتعاد.

فعليٰ عتبات اللهفة والحماس غالبًا ما نجدُ أن الطيش والجُنون وقتها هو ما يحدث، وتتغلب علينا العاطفة، والكثير مِن

الأشخاص سرعان ما يفرزون هرمونات الجنون بغض النّظر عن هرمونات السّعادة.

سنختصر في السّرد علىٰ اللهفة أشدّها انتشارًا وخطرًا، لهفة الإعجاب والحُب، فالأكثر وقوعًا بها هُنّ فتيات اليوم.

من مُجرد كلمتين مدح، ونظرة إعجاب، ترفرف عصَافير الحُب حولها وَتَعْمَىٰ عن الحقيقة، وتركض خلف لهفتها، وبالأصح غالب ما تكون فخ.

من منّا لا يُحب المدح والإعجاب، ولكن ليس لدرجة قتل أنفسنا تلهف، ولا نستطيع التّفريق بين المدح، والاستدراج.

مثل هذه اللهفة يا فتاة إيّاكِ أن تخضعي لكلّ كلمة مَدح دُون سبب أو معرفة، بحجة الإعجاب بشخصيتك وما شابه.  

ضعي حرية التّصرف لعقلك لا لقلبك، وكوني علىٰ حذر شديد، وأكثر حذرًا.  

من أجل لا تكوني سهلة المنال وتردد سيرتك بأنكِ فتاة سهلة الوصول، وأنتِ لستِ كذلك إطلاقا. وبعد كلّ هذا تصرفي بعقلية من أجل لا تفسحي للندم مجالًا في حياتك.

_فكري محمد الخالد.