_ غراميات الروايات تضيف رونقًا ورومانسية وتلهم العواطف وتعزز العلاقة ولكنها ليست واقعية بما يكفي ليعيشها الفرد واقعيًا.

معظم الفتيات يحلمنَ بعالم وردي مليء بالسعادة والحُب مثل بطلات الروايات الرومنسية التي يقرأنها أو يُشاهدنها عبر الشاشات في السينما أو الدراما.

حيث أنه عندما يلتقي القلبان وتترسخ العلاقة بين الزوجين، يلبسان النظارات الشمسية ويعشيان حياة تنم عن الرفاهية والراحة، يسافران إلى أماكن مزادنة مكسوة بالخضرةِ،

حتمًا يرينها صورًا جميلة بلا شك، تعكس مدی الأمان والانسجام اللذان يتمناهما الجميع ❤️.

لكن ما لا يعلن هو أن هذه الصور الوردية هي في الحقيقة مجرد أرواح تهرب من واقع العلاقات تخفي عيوبها وتبرز فقط محاسنها.

فالروايات ما هي إلا خيالٍ يروج لنا الجانب المشرق من الحياة الزوجية المليئة بالأوقات الجميلة الماتعة، دون أن نعرف حقيقة الجزئية الأخرى.

فيجد بعض الأزواج أنفسهم في مفترق طرق بعد زواجهم، حيث نتفاجئ بالطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج.

يقولون بكل صراحة "لم نتفق!"،

وكأنهم لم يكونوا يتخيلوا بأن الحياة الزوجية يمكن أن تكون مختلفة تمامًا عن تصوراتهم وتوقعاتهم خططوا لحياة وردية، رسموا في خيالهم لوحة جميلة من السعادة والمحبة، لكنهم فوجئوا بأن الحياة الزوجية تكشف طِباعهم وتصرفاتهم وأفعالهم الحقيقية، وتُظهر الجوانب السلبية، وأن الحياة الزوجية تكتنفها صعوبات لم يكونوا يتوقعونها،

ينبغي علينا أن نُفرق بين الخيال والواقع الذي نعيشه، لكي لا ننصدم فيما بعد.

يجب أن نكون واقعيين وندرك أن الحياة الزوجية ليست مجرد رواية خيالية تجسد أحلامنا، بل هي تجربة حقيقية تحتاج إلى تفاهم وتسامح وجهد مشترك؛

يجب أن نقبل الشريك كما هو بسلبياته وإيجابياته، وأن نحاول التقليل من سلبياتنا التي لا تلقی قبولًا من الشريك، وأن نتعامل مع صعوبات الحياة بصبرٍ وحكمة، أن نوازن بين قراراتنا الحياتية وأحلامنا؛ لنعيش حياةً واقعية سعيدة قائمة علی الرضا نُحافظ فيها علی قيمنا وتطمئن بها قلوبنا.

فلنتفادى الانصياع لأرواح الخيال ولنبني حياتنا على أسس حقيقية، لنتعلم كيف نتعامل مع الصعوبات بشكل بناء وفعال، وأن نكون مستعدين للتضحية والتكيف مع التحولات التي تحدث في الحياة الزوجية، فالعلاقات ليست ثابتة، بل هي متغيرة وتتطور مع مرور الوقت. وقد تواجهنا صعوبات واختلافات في الرؤى والأهداف، ولكن يمكننا تجاوزها بالتفاهم.

علاوة على ذلك، يجب أن ندرك أن الحياة الزوجية ليست مكانًا للكمال، وإنما حياة تكاملية بين الزوجين، وفي الأخير نحن بشر ونمتلك عيوب واضحة، ومن الطبيعي أن تظهر هذه العيوب مع مرور الوقت، فالأهم هو كيفية التعامل معها والعمل على تطوير أنفسنا وعلاقتنا.

ويجب أن نتذكر أن الحب والرومنسية ليست أمورًا تحدث بشكل تلقائي ومستمر، إنها تحتاج إلى جهد من الطرفين لتستمر.

وفي النهاية، الحياة الزوجية مؤسسة إجتماعية تُبنى بالحب والود والتفاهم والعطاء وهي رحلة مشتركة تحتاج إلى تعاون وتفاهم؛ فيجب أن نتخلى عن الأحلام الوردية التي قرأناها في الروايات ولنبني علاقات على الواقع الذي نعيشه فالحب الحقيقي يبدأ عندما نتعلم كيف نتعايش مع الواقع ونقبل الشخص الآخر بكل ما فيه من عيوب ومحاسن.

_ فكري محمد الخالد