بينما كنت أعايد على صديقتي بمناسبة حلول شهر رمضان، تفاجأت بأن زوجها مسجون على ذمة مالية، والأمر الذي أثار استغرابي أنه كان زفافها منذ ثلاثة أشهر فقط ، وبطبع خجلت من سؤالها ما الذي فعله ليسجن، ولكن لم يطل استغرابي كثيرًا فبدأت من تلقاء نفسها سرد ما حصل معهم قبيل الزواج حيث أنه لم يكن يملك المبلغ الكافي لإقامة الحفل والتجهيزات الأخيرة اللازمة، ولجأ لمؤسسة من مؤسسات تيسير الزواج، في حال لم تسمع عنها من قبل تعد مؤسسات تيسير الزواج هي مؤسسات بمسماها الخارجي خيرية ولكن فعليًا هي مؤسسات ربحية بحتة تسعى لاستغلال حاجات الشباب المادية لإكمال تفاصيل الزواج، وأشبه بأن نقول مؤسسات إقراض بنسبة فوائد عالية، وكون العنوان بهذا الشكل يبدو مخيفًا فقد تم تسمية مؤسسات تيسير الزواج ليبدو الأمر لصالح الشخص.

وبعد طول حديث مع صديقتي اكتشفت أن زوجها قام بطلب مساهمة بقيمة 2000$ على أن يكون السداد خلال ثلاث سنوات بقيمة 3000$، ويكون عن طريق اكتتاب كمبيلات شهرية، وبطبع يبدو الأمر مغري لشخص لا يمكن دولارًا، ولكن بشرط المؤسسة هي من تقوم شراء المواد والتحضيرات اللازمة بالقيمة مع توصيل فواتير لكل أمر، الأمر يبدو قانونيًا بشكل كبير ومقنعًا، ولكن أين الخطأ؟!

لأشرح لكم الفكرة

  • الفكرة قائمة على التيسير كما هو بالظاهر ولكن فرض نسبة فائدة كبيرة هذا نوع من الاستغلال.
  • في بداية الاشتراك يعطينا مرونة بالتعامل وأنه لن يتم الاختلاف على أية حال ولا يوجد عقد رسمي يوضح البيانات بدقة ولكن بعد استلام المواد مجرد تأخير شهر واحد يتم المقاضة عن طريق المحكمة وممكن التعرض للسجن.
  • خدعة توفير المواد للهروب من معضلة الحرام والحلال، يتم توفير مواد بجودة متدنية فيصبح الربح مضاعف من قيمة المواد ومن هامش زيادة الفائدة.

بالطبع يتبادر لأذهننا وما الذي يجبر الشخص لأمر كهذا ؟ بطبع الحاجة المُلحة لحل أزمة الزفاف، إضافة لحملات التسويق التي يتم إنفاق مبالغ هائلة عليها بجميع وسائل التسويق ستجد الشركة تظهر بأنبل الصور وهذا مغري لغير مطّلع على التفاصيل.

والآن أصدقائي في حال كنتم مقبلين على الزواج والحال المادي متدهور جدًا هل يمكن أن تستفيدوا من مؤسسات تيسير الزواج؟ وما هو الحل الأمثل للحد من للاستغلال الجائر لحاجات الأفراد؟