وفي المقابل يا آسيا، لا يمكننا طرح مسألة الوعي للنقاش دون أن نتطرّق إلى مسألة المعرفة. فالوعي والمعرفة وجهان متنافسان. يجب أن يتوافرا في المكان نفسه حتى يتسنّى للمرء التطوّر المنشود. وذلك لأن الوعي تصقله المعرفة، والمعرفة يفتح لها الوعي أبواب المصادر المناسبة. وعليه، يمكننا أن نقول بأن الوعي والمصادر المعرفيّة عمليتان تبادليّتان، يجب علينا توزيع الجهد عليهما بالقدر الكافي والمتوازن حتى نضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
نادرا ما تجد بسيطا مكتئبا أو حيوانا يحاول الانتحار. هل الوعي مخيف لهذا الحد؟
بالعكس .. البسيط هو الأكثر إكتئابا وميلا للتفكير بالإنتحار
لأنه لايستطيع التفكير في حلول وخيارات للخروج من حالته المزاجية البائسة
تكون خياراته محدودة .. بسبب جهله
إنما قد يعجز على التنفيذ لجهله أيضا ..
العنوان فيه عدة مغالطات، أولا ربط الوعي بالإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقبول على الانتحار، ثانيا فكرة أن الحيوانات لا تتأثر أو تصاب بمرض نفسي لأنها ليس لديها وعي.
أولا الاكتئاب مرض نفسي له أسباب عديدة منها المتعلق بأسباب وراثية والبعض بسبب ضغوطات الحياة والعمل والتي ثد تزيد لدرجة القلق والاكتئاب، الأزمات والصعوبات التي قد لا يقدر الإنسان على حلها، وأحيانا بسبب بعض الأمراض المستعصية مثل السرطان. يعني لم يذكر أي مصدر علمي أن الوعي قد يكون سببا للاكتئاب، لكن برأيي أن الوعي وإدراك ما هية الحياة يساعد ويقف حائلا دون الإصابة بالاكتئاب أو الميول الانتحارية.
بالنسبة للحيوانات فهي لديها عواطف وتتأثر وتصاب بالمرض النفسي نتيجة التغيرات السلوكية التي لاحظها المختصين عند مثلا الانتقال من حياتها الطبيعية وحبسها في مكان مغلق مثل الأسود والنمور، وكذلك التغير السلوكي الملحوظ في حال فقد أحد أفراد عائلته.
التبس الأمر علي فهناك أكثر من نقطة متداخلة بالأخرى ولكن لو أردنا الحديث هل الوعي فطرة ؟ لا أعلم ولكن أعتقد أن الوعي يكون مبين على العديد من التجارب والمواقف والاخفاقات، الوعي أن تصبح ناضجًا قاردًا على مواجهة وجابهة الحياة ، لا يمكن أن نصل لمرحلة الوعي إلاّ بالعديد من العقبات .. ففكرة أنه فكرة بطبع لا.
التعليقات