احتقار الفن في العالم العربي

عند الحديث عن العلاقة بين مجتمع معين والفن فيه، أتذكر رأي مخرج مغربي يدعى عبد الاه الحوهري، حيث يعتبر أن العلاقة بين الفن والمجتمع طردية، فالفن يعكس المجتمع ثم يساهم في صناعته. وثقافة مجتمع معين يمكن أن نستدل عليها من نوع الفنون التي تثير اهتمام الفئة الأكبر من شعبه. فهل الشعب يقدر الفن الراقي أم يميل أكثر نحو أعمال فنية لا تحمل أي رسالة أو عراقة؟

ولا علاقة للدين أبدا بالانحطاط الحاصل في الفن، بل كون المجتمع أصبح أكثر سطحية من السابق، أصبحت القضايا التي تطرح في الأعمال الفنية أكثر سطحية، ولكن لا يزال يوجد فن عريق، على العكس، فترة الثمانينات والتسعينيات فترة ذهبية فيما يخص الأعمال الفنية على مستوى العالم.

أفضل أن لا أتطرق إلى موضوع الفن من منطلق الدين، ولكن فلنأخذها من منطلق أن لب الدين هو الحفاظ على القيم الحقيقية وتعزيز الإنسانية وتنمية الفكر بدلا من الأهواء والشهوات، ويوجد الكثير من الأعمال الفنية التي تتطابق المواصفات بل وتترك تأثيرات إيجابية على مجتمع بأكمله وتسلط الضوء على قضايا اجتماعية.

رسالة الفن الحقيقي سامية، لأنه يعالج قضايا ومشكلات المجتمع، بعيدا عن الابتذال والإسفاف، لكن قيم المستوى الفني المُقدم على مدار السنوات الماضية وستدرك أن الاحتكار ليس للفن، بل للأعمال البذيئة، والتي تصنع محتوى مرئي من أجل جلب المال وليس من أجل تحقيق رسالة أو إصلاح مشكلة أو حل قضية ما.

الصحوة الاسلامية التي غزت المجتمع وما تبعه من هوس بالدين اصبح ينظر للفن كمنكر والفنانين فجرة ينشرون الفسق والفجور.

أرجعت التغير للصحوة الإسلامية رغم أن هذا ليس نقدا، لأنه من الطبيعي أن الأعمال التي تنشر لمجتمع مسلم عربي تختلف عن ما يقدم بهوليود وبوليود، إلا أن بعد الفن عن المجتمع بالفترة الأخيرة بجانب الترويج السلبي للمشكلات والقضايا هو ما أدى لهذا الاحتكار، قديما كنا نتعلم من الفن مثل ضمير أبلة حكمت والآن يتعلموا البلطجة من البرنس وغيره

الصحوة الاسلامية التي غزت المجتمع وما تبعه من هوس بالدين اصبح ينظر للفن كمنكر والفنانين فجرة ينشرون الفسق والفجور. والطبيعي حينما تحتقر مهن او وسط ما وتوصف بالانحطاط فانها ستجذب المنحطين ويزداد الوضع سوء اكثر فاكثر ويقدموا اعمال تافهة غير هادفة هدفها المتعة والضحك.

لماذا لا نقول بأن هنالك تسيس للرسالة الفنية مثلا؟ أو أن المخرجين والمنتجين أصبحت لديهم أذواق مختلفة؟

الوضع كان يختلف مع الفنانين السوريين كانوا يقدموا دراما هادفة وتمس الواقع وكانوا يحظون بالاحترام اكثر من نظرائهم المصريين ولكن للأسف تدمر ذلك بفعل السياسة والحرب في سوريا.

لفتت انتباهي هذه الجملة تحديدًا، كوني من الأشخاص التي تعشق المسلسلات السورية القديمة وخاصة المسلسلات الاجتماعية، شاهدت الفصول الأربعة، يوميات مدير عام ، ويوميات جميل وهناء و غيره من المسلسلات الهادفة والتي كانت تحمل رسالة. اليوم لو اطلعنا على المسلسلات السورية تجد الامر مغاير ومختلف تمامًا، ربما لفت انتباهي مسلسل واحد (كسر عظم) الكل أشاد به لكنني لم أشاهده لكن يقال بأنه جيد. المهم هنا استبشرنا بعودة المسلسلات السورية الهادفة من خلال هذا المسلسل.

رأيي المتواضع أنك تتكلم من منطلق فني غير واع .

فالفن والفكر تأتي مع تطور الأمة وليست هي سبب التطور والتطوير فلا تخلط بين الاثنين.

وكما رصد ابن خلدون فإن الزندقة والاهتمام بالفنون واللهو كثيرًا هو السبب في هبوط الأمة وشبهها بالإنسان الذي يولد ضعيفًا ثم يقوى ويعود ضعيفًا ثم يموت بسبب كثرة الزندقة واللهو كما ذكرت.

وعلى عكس كلامك أيضًا ، الدين لا يمنع الفن _ ولكن مصطلح الفن تلطخ وأصبح الفنانون فسقة كما نرى في نانسي عجرم كأشهر مثال! خالعة كاشفة عارية وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

أما المسلسلات ففيها من الفجور ما يكفي أن نقول أنه فن فاسق يبعد عن الدين.

وهناك من الفن ما هو منتشر بفضل الإسلام كالشعر ! إذ نرى في كلمات أبي العتاهية وشعر الفرزدق المتأخر وشعر الشافعي فنونًا راقية وتدعم الدين . نسأل الله لك الهداية عندما تنتقد الدين وتقدم الفن!