السلام عليكم :

جاءني أحدهم يشتكي من الفساد المنتشر ، فقلت الفساد بدأ مني و منك وأنطلق ، فقال وكيف ذاك ؟

قلت كلنا مشاركون فيه ، قال وكيف ؟

قلت له أنا لما أتكلم عني و عنك ، ليس معناه بالضرورة أننا حقا من أفسدنا المجتمع ولكن لنا مساهمات في ذلك ، ليس كأعيان ولكن كأصغر نواةٍ في المجتمع و إليك ما يلي :

- كلنا يعتقد أن مدير الشركة رجل شرير يأكل أموال العمال وعرقهم ، ولكن لو رجعت إلى العمال لرأيت الفساد بعينه ، دخول في غير الوقت وخروج قبل الوقت والتكاسل في العمل ناهيك عن الإضرار بالسلع والأجهزة ، واللامبالاة في الحرص على الممتلكات ، و ليس الكل طبعًا ، فكيف يكون المسؤول جيدا و رعيته فاسدين .

- في المجمعات السكنية والعمارات تجده يرمي كيس القمامة من النافذة على إرتفاع كبير و يغلق نافذته وكأن شيئا لم يحدث .

- وأكبر فسادٍ هو الغش ، بعض باعة المرطبات بدل شرائح الفستق يضعون شرائح البازلاء و لن تلاحظ الفرق ، حلويات البسكويت المطحون المغلفة بالشيكولاطة ليست بالسكويت أصلا فتجده خبزًا مطحوناً مع السكر . حتى البسكويت المزين بالحلوى الملونة ، مرات تجدها خرزات من البلاستيك وليست حلوى .

أيضًا تجدهم يضعون ملونات ونكهات صناعية رخيصة والأدهى أن تكون المواد المستعملة ممنوعة ، فمثلا حلوى بذوق الفراولة طبعا ليست مصنوعة من الفراولة ولكن على الاقل تكون بمركبات صحية .

* نعم كنا نعتقد الفساد في بعض أصحاب الشركات و المدراء و أرباب الاموال و لكن الفساد قد يكون في أي شخص

ثم تجد بعضهم يبرر فساده بأمورٍ تافهة ، و يتكلم عن غيره وكأنه هو إنسان نزيه ، الفساد يسمى فسادًا مهما كان حجمه ،

- رجل طلبوا منه قطعًا من الرخام فصنع لهم قطعاً من الإسمنت الأبيض و قام بتمليسها وكانها هي ، و العامل الذي قام بتثبيتها يعلم وصانعها يعلم و صاحب البيت هو الضحية أليس هذا غِشًا و فسادًا ، ثم يقول لقد أجبرنا الواقع على الغش كي نعيش .

و هذه أمثلة قليلة من جملة أمثلةٍ لا حصر لها عن الفساد ، وخلاصة القول أن الفساد قد يكون في أي شخصٍ كان .