في كانون الثاني (يناير) 1995م، اكتشفت روسيا صاروخًا نوويًا في طريقها، ذهب الإنذار إلى الرئيس، الذي كان يقرر ما إذا كان سيرد الضربة، ما اعتقدوا أنه أول صاروخ في هجوم مكثف كان في الواقع صاروخًا بحثيًا يدرس الشفق القطبي، حدثت هذه الحادثة بعد نهاية الحرب الباردة، لكنها كانت مع ذلك واحدة من أقرب الدعوات التي كانت قريبة من إشعال حرب نووية عالمية.

مع اختراع القنبلة الذرية اكتسبت البشرية القدرة على تدمير نفسها لأول مرة في تاريخنا، منذ ذلك الحين، ازدادت المخاطر الوجودية لدينا - خطر الانقراض أو الانهيار غير القابل للاسترداد للحضارة البشرية - بشكل مطرد، إن قدرتنا على تقليل هذا الخطر أمر جيد، ولكن من أجل القيام بذلك، علينا أن نفهم أي من أنشطتنا يشكل تهديدات وجودية الآن وأيها قد يشكل تهديدًا في المستقبل.

حتى الآن نجا جنسنا البشري من 2000 قرن، ولكل منها بعض مخاطر الانقراض من أسباب طبيعية؛ تأثيرات الكويكبات، والبراكين العملاقة، وما شابه ذلك. يعد تقييم المخاطر الوجودية عملاً غير مؤكد بطبيعته؛ لأنه عادةً عندما نحاول معرفة مدى احتمالية حدوث شيء ما.

فإننا نتحقق من عدد مرات حدوثه من قبل، لكن التدمير الكامل للبشرية لم يحدث من قبل، على الرغم من عدم وجود طريقة مثالية لتحديد مخاطرنا من التهديدات الطبيعية، يقدر الخبراء أنها 1 من كل 10000 لكل قرن.

الحرب النووية

كانت الأسلحة النووية أول إضافة لنا إلى خط الأساس هذا، في حين أن هناك العديد من المخاطر المرتبطة بالأسلحة النووية، فإن الخطر الوجودي يأتي من احتمال اندلاع حرب نووية عالمية تؤدي إلى شتاء نووي، حيث يحجب السخام الناتج عن احتراق المدن الشمس لسنوات.

مما يتسبب في فشل المحاصيل التي تعتمد عليها البشرية.. لم نشهد حربًا نووية حتى الآن، لكن سجلنا قصير جدًا بحيث لا يمكننا معرفة ما إذا كانت غير محتملة بطبيعتها أم أننا ببساطة محظوظون، لا يمكننا أيضًا أن نقول على وجه اليقين ما إذا كانت الحرب النووية العالمية ستؤدي إلى شتاء نووي شديد القسوة بحيث يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية.

ستجد أيضاً على منصة جوك سلسة فساد | اليورانيوم

التغير المناخي

الإضافة الرئيسة التالية لمخاطرنا الوجودية كانت تغير المناخ، مثل الحرب النووية، يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى الكثير من السيناريوهات الرهيبة التي يجب أن نعمل بجد لتجنبها، لكن هذا لن يؤدي إلى الانقراض أو الانهيار غير القابل للاسترداد، نتوقع ارتفاع درجات الحرارة ببضع درجات مئوية.

لكن لا يمكننا بعد استبعاد 6 أو حتى 10 درجات تمامًا، مما قد يتسبب في كارثة ذات أبعاد غير مسبوقة، حتى في هذا السيناريو الأسوأ، ليس من الواضح ما إذا كان الاحترار سيشكل خطرًا وجوديًا مباشرًا، لكن الاضطراب الذي قد يسببه من المرجح أن يجعلنا أكثر عرضة لمخاطر وجودية أخرى.

الأوبئة

قد تأتي أكبر المخاطر من التقنيات التي لا تزال تظهر، خذ على سبيل المثال الأوبئة المهندسة، كانت أكبر الكوارث في تاريخ البشرية من الأوبئة، وتمكننا التكنولوجيا الحيوية من تعديل وإنشاء جراثيم يمكن أن تكون أكثر فتكًا من الجراثيم التي تحدث بشكل طبيعي,

يمكن أن تسبب هذه الجراثيم الأوبئة من خلال الحرب البيولوجية وحوادث البحث، انخفاض تكاليف تسلسل الجينوم وتعديله، إلى جانب زيادة توافر المعلومات التي يحتمل أن تكون خطرة مثل الجينوم المنشور للفيروسات القاتلة، يزيد أيضًا من عدد الأشخاص والمجموعات التي يمكن أن تخلق مثل هذه العوامل الممرضة.

الذّكاء الاصطناعيّ

مصدر قلق آخر هو الذّكاء الاصطناعيّ غير المحاذي، يعتقد معظم الباحثين في مجال الذّكاء الاصطناعيّ أنّ هذا سيكون القرن الّذي نطوّر فيه ذكاءً اصطناعيًا يفوق القدرات البشريّة في جميع المجالات.

إذا تنازلنا عن هذه الميزة، فإننا نضع مستقبلنا في أيدي الأنظمة التي نصنعها، حتى لو تم إنشاؤه مع مراعاة المصالح الإنسانيّة الفضلى فقط، يمكن أن يشكل الذّكاء الاصطناعيّ الفائق خطرًا وجوديًا إذا لم يتماشى تمامًا مع القيم الإنسانيّة، وهي مهمة يجدها العلماء صعبة للغاية.

بناءً على ما نعرفه في هذه المرحلة، يقدر بعض الخبراء أنّ الخطر الوجودي البشري المنشأ أعلى بأكثر من 100 مرة من المعدل الأساسي للمخاطر الطبيعيّة، لكن هذه الاحتمالات تعتمد بشكل كبير على الخيارات البشريّة؛ لأن معظم المخاطر ناتجة عن أفعال بشرية، وهي في نطاق سيطرة الإنسان، إذا تعاملنا مع حماية مستقبل البشريّة على أنّه القضيّة الحاسمة في عصرنا، فيمكننا تقليل هذا الخطر.