ما هي عملية التماهي؟


التعليقات

من خلال تجاربكم، كم مرة وقعت في فخ التماهي؟

كثيرًا. والمشكلة في هذا الفخ أن الإنسان لا يعرف أو يستطيع فعلًا التأكد هل ما يمثله الآن هو ما يوجد في أعماقه فعلًا أم مجرد قشرة على السطح!

بالنسبة لي في طفولتي تقمصت العديد من الأشياء التي قيلت لي أو تم توقعها مني ولكن رفضت بعضها في نفس الوقت خاصة ما تعلقت بمجالي ووظيفتي. لذلك ألا تعتقد أن هذا الفلتر يكفي؟ أعني أنه في حالة عدم قبول كل شيء فهذا يعني أن بداخلنا ما يمكنه الاختيار وبالتالي لسنا متماهين بالكامل.

الهدف من عملية التماهي هو التفكيك لكل شئ من شخصيتك وإعادة تكوين شخصيتك من البداية، وقيام مرجعك الشخصي بدلًا من مرجع إى فرد آخر.

وقعت في تلك المأساة منذ صغري فأمي كانت تحب هبه ابنة جارتها جدًا، خاصة عندما كانت تأتي من الحضانة وتردد الجمل بالإنجليزية، وبالفعل أنجبتني وهي وجارتنا دائمًا يخبروني أني نسخة منها لدرجة اني صدقتهم، ولكن بعد فترة تزوجت وسافرت وتحررت، حينها تعاطفت مع والدتها التي كانت تتذكر ابنتها كلما رأتني، وبالنسبة لأمي فأصبحت تعاملني كهبه مستقلة عن هبه التي أعجبت بها بعدما نجحت بتفوق في الثانوية وأصبحت صحافية، هنا توقفت عن مقارنتي بها نهائيًا.

بيت القصيد هو أن الشخص قادر على خق هويته الخاصة حتى لو العالم أجمع وضعوه في قالب أو رسموا له طريق أو حتى شخصية غير شخصيته، ولكن هذا يعتمد على سيكولوجيته؛ فأنا كنت ولازلت أكره أن يشبهني أحد بشخص أخر أو يقارن حياتي بهذا أو ذاك، ولكن هناك من لا يفرق معه ذلك وربما يسعد بتلك المقارنة حتى؛ لذا لا يجب أن ننظر للتماهي وكأنه شيء سلبي فربما ينقذ أبناء كثر من أن يسلكوا طريق خاطئ وربما يجدون أنفسهم حقًا في الهوية التي خلقها لهم الآخرون، وليس شرطًا أن يكونوا غيورين على هويتهم ويتمردون مثلما فعلت.

ولكن هناك من لا يفرق معه ذلك وربما يسعد بتلك المقارنة حتى؛ لذا لا يجب أن ننظر للتماهي وكأنه شيء سلبي فربما ينقذ أبناء كثر من أن يسلكوا طريق خاطئ وربما يجدون أنفسهم حقًا في الهوية التي خلقها لهم الآخرون، وليس شرطًا أن يكونوا غيورين على هويتهم ويتمردون مثلما فعلت.

فهذا تصنعي شخصية عابده وليس شخصية مستقلة متحررة، التماهي سلوك نمطي غير واعي يقع في الأسر والمربين عندما نخلق لهم هويتهم الخاصة الناتجه من أفكار المربي أو الأب أو الأم، وليس المساعده الأبناء فى خلق فكرهم الخاص وهويتهم الخاصة، عندما نساعدهم فى خلق فكرهم الخاص يساعدهم إلي تجنب المصاعب وعدم الاعتماد على الغير بسبب انه اتربي على ثقافة تساعده على ذلك.

البشر لا ينصعون للغير مدى الحياة يا محمد هل تتذكر مساهمتي التي حدثتكم فيها عن الطبيب الذي عاش حياته بأكمله تحت ظل والده، هذا أكبر مثال على كلامي، هذا الطبيب كان يحب مهنة الطب، وأصبح طبيب برغبته، ولكنه استسلم لقرارات والده حينما ألغى شخصيته وجعل زميله الأكثر عبقرية منه يتولى كل العمليات ويقنع المرضى أن ابنه هو من فعلها.

وكما قلت في تعليقك أتى وقت على الابن ووقف أمام والده وتمرد وبالرغم من ذلك لم يتنازل عن مهنة الطب بالرغم من أن الأب كان دكتور إلا أن الابن كان يحب المهنة فعلًا.

وبالنسبة لمسلسل لن أعيش في جلباب ابي فالابن استاء من والده بسبب هذا التماهي وكره كل شيء يربطه بتجارة وفلوس والده، وجرب كل شيء إلا التجارة والانصياع لرغبات والده مع العلم أن جيناته كجينات والده ونجح أكثر من والده.

لا يوجد بشري يا محمد يستطيع إلغاء شخصيته وإقناعها بعكس ما تريد لأن عاجلًا أو أجلًا سنقول يا له من قدر عظيم هذا الذي جعلني أقابلك وأصبحك مثلك أو سنقول -كما قلت أنا- أنا لا أشبه أحد وأختلف عن الجميع، القرار ليس في أيدينا لنحكم على الشخص أن هويته أصبحت مشوهة لأنها دمغت بسبب ما فعله وقاله أبويه ولا يحق لنا ايضًا أن نقول أن هويته مثالية لأنه صنعها بنفسه فسواء هذا أو ذاك من يعيش الأيام ويتفاعل معها هو هذا الشخص وبإرادته الحرة أتخذ قرارات تجعله سعيدًا بحياته أيًّا كانت منبع أو مصدر تلك القرارات.

مين الأ قال كده "البشر لا ينصعون للغير مدى الحياة"!! وعندما نفك التماهي نحن كإفراد نتألم وندخل إلي معاناه واكتئاب إلي أن نلاقي شخصيتنا الجديدة، المسألة كلها متعلقة بالتربية هو "كيف اربي" لخلق فرد يقدر يفكر ومتحرر فكريًا، أساعده أنا لو أنا واعي بهذا الكلام، كلامك مبني على أحكام مسبقة وتعميم لنماذج الا غيرت من نفسها مثلي ومثلك وأن هي سنة الحياة كذلك وهكذا! ولم تكن مشكلة مجتمعية فى أساس

أولًا متى نقول عن شيء قاعدة ومتى نقول عنه استثناء؟ القاعدة هي ثوابت لا تتغير بينما الاستثناء فهذا هو ما نتحدث عنه في المساهمة أن يظل الطفل تحت مظلة والديه وأن ينصاع لكل شيء علموه له بما في ذلك السير نحو المستقبل المرسوم له بشكل مسبق، لاحظ يا محمد أن كلامي ليس نابع من تجربتي فقط؛ لأني صحافية تعاملت مع كل فئات البشر سواء في مصر أو خارجها، وأساس عملي هو المراقبة ناهيك عن دراستي لسيكولوجية الأطفال وتعاملي معهم باستمرار، الأطفال الآن لهم سلطة أقوى من سلطة الأب والأم سواء في مصر أو خارجها، وإذا أرادوا شيئًا سيفعلوه حتمًا سواء بالسياسة أو بطرق أخرى كالخصام او البكاء أو حتى الهرب من المنزل؛ لهذا اكاد اجزم لك أن الإنسان حتى ولو كان مطيع لأقصى حد إلا أنه مستحيل يكون مطيع للأبد إلا لو كان مقتنع بحياته ولا يرغب في التغيير أو يشعر بالكسل من البدء من الصفر.

لا اوافقك في الرأي، مجتمع ألا تكلمي عنه بالنسبة لي مجتمع مثالي النفسية، كل منا له وجهة نظر مختلفة عن آخر.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.6 ألف متابع