لماذا دائما ما يميل الاعلام الى انتقاد مايكروسوفت؟

في البداية هي مجرد شركة، تعرضت للهجوم أم لم تتعرض، يجب ألا يضايقك ذلك بأي شكل، لن يؤذيك شيء أن يهاجم شخص ما شركة ما.

بالطبع أقول هذا وأنا أدرك جيداً أن الشركات التقنية أصبحت أشبه بأندية كرة القدم، إن كان شخص يفضل شركة فأي هجوم عليها يعتبره هجوماً عليه شخصياً ويشعر بالحاجة للدفاع عنها/عنه فهي جزء من شخصيته.

من ناحية أخرى، ممارسات مايكروسوفت في الماضي جعل لها تاريخاً من الأعداء وفي كثير من الأحيان أعداء لديهم الحق في عداوتهم تجاه مايكروسوفت، محاولاتهم العديدة لضرب البرامج الحرة موثقة جيداً، محاولاتهم لإلحاق الخسارة بشركات منافسة أيضاً موثق جيداً، نظرة سريعة في ويكيبيديا ستعطيك بعض الخيوط التي ستقودك لتفاصيل ومواقع أخرى.

نقطة أخيرة، أنت ترى ما تريد أن تراه، لو أردت أن ترى الهجوم على أبل أو سامسونج ستراه، أنت تعمم في الموضوع لتقول بأن "الكل" يلاحظ الهجوم على مايكروسوفت وكلمة "كل" هي خطأ في التفكير ما لم تستخدم بحذر، لا شك أن هناك من لا يرى ذلك بل يرى العكس، يرى المديح الزائد لمايكروسوفت وبإمكاني أن أدلك على أفراد معروفين بالدفاع المستميت عن مايكروسوفت وما أكثرهم.

بدايات الشركات تكون مثالية، هناك فكرة يريدون تحقيقها، نشر تقنية الحاسوب في العالم مثلاً وهذا ما استطاعت مايكروسوفت فعله بشكل جيد ولا يمكن إنكار ذلك، لكن مايكروسوفت اليوم ليست هي الشركة التي بدأت في السبعينات من القرن الماضي، هي شركة تهدف إلى الربح وستفعل ذلك حتى لو كان هذا على حساب أفراد أو شركات أخرى وحتى لو استلزم ذلك اتباع طرق خبيثة أو غير قانونية، لا يمكنك أن تنظر لشركة كبيرة مثل هذه نظرة مثالية بل على العكس يجب أن تنظر له بعين شك وريبة، كل الشركات الكبيرة بالمناسبة يجب أن تنظر لها بهذا الشكل، هي كيانات تريد أن تبقى بأي شكل وهذا الكيان له عقل جمعي يقوده الطمع وحب السيطرة والهيمنة، وسيفعل ذلك بشعارات بريئة.

• إحتكار التقنيه

• فضائح التجسس

• انخفاض الجوده مقابل الوفره

• الضغط على الشركات الناشئه

• محاربة المصادر المفتوحه

اظن هذه هي ضريبة النجاح .. فكل شركة اصبحت في القمة ، تحصل على بعض الوجبات المختلفة من النقد والهجوم والقضايا .. فنرى شركة جوجل قبل يومين تعرضت لاعلان يستهزء بها .. وايضا شركة سامسونج تعرضت لضربة من ابل .. والعكس صحيح .. فكل شركة تملك رصيدا من تلك الضريبة ..

الناس دائما تحب التنافس بينها .. لذلك تسعى مجاهدة ان تعترض طريق اي مجموعة او شخص يريد ان يقفز فوقها ..

كلامك صحيح، وهذا ما ألاحظه منذ سنين.

مع العلم أن شركات مثل جوجل، وأبل ، أسوأ عشرات المرات من مايكروسوفت ولها عيوب ومساوئ يجب الحديث عنها.

بداية الانتقادات حسب وجهة نظري هو نجاح مايكروسوفت المبهر، وطالما أنت ناجح فالجميع سيهاجمك

أما عن زيادة الحدة في الآونة الأخيرة، فمن خلال مراقبتي للأمور، بدأت بعد صدور الأيفون

شركة أبل شركة حقيرة، وهي من بدأت صراع الشركات بطرق غير سليمة، مثل التشهير والشتم، واستئجار الدعايات الكاذبة، واستئجار الأشخاص الذي يشتمون في الخصوم.

ثم بعض العرب الذين يتابعون هذه المواقع الأجنبية قد اصيبوا بالعدوى، واعتقدوا أنهم أصبحوا من #### النخبة #### بعد أن اقتنوا منتجات أبل، فبدؤوا يشتمون في مايكروسوفت

صراحة أعلق سبب ميل الناس لهذا الأمر، مع ميلهم للفيسبوك وتويتر وجعل العرب أكثر ناس يغردون عن باقي الدول، وميلهم لمنتجات أبل وشعورك بأنك مميز بشرائها ... إلخ ، إلى بعض المواقع، على رأسها موقع عالم التقنية، فأنا ضد سياسته رغم نجاحه، وعليه أن ينتبه صاحب الموقع للإنجراف مع الغرب في كل أموره.

مايكروسوفت ناجحة، وأنا لا أخفي دوما اعجابي ببرامجها وبحقها في ممتلكاتها،

وأقرب مثال، حينما تبدأ التطوير للويندوز فون مقارنة بالأندرويد،

الويندوز فون ، قم بتنصيب الحزمة، تصبح البيئة جاهزة

الأندرويد، قم بتنصيب مليون حظمة، ومليون أداة، واعمل اعدادات 3 ساعات، وفي النهاية بتفشل العملية.

باعتقادي أن الهجمة على مايكروسوفت كانت على أشُدها في أوائل العقد الماضي وليس الآن، لأنها كانت تبدو في ذلك الوقت في وضع شبه احتكاري في السوق.

أما ما يجري في الوقت الراهن فلا يعدو كونه صراعاً بين الحيتان!

ابحث في جوجل عن "microsoft jihad" أو جهاد مايكروسوفت ضد منافسيها بطرق غير شرعية و ستعلم متى بدأت قصة كراهيتها ليس من الإعلام فقط و لكن من عامة المهتمين حتى ممن يستخدمون منتجاتها .

-و هذا بالطبع ليس معنى الجهاد الإسلامي الحقيقي الذي هو ذروة سنام الإسلام-