نحن بالغالب كبشر نفعل الأشياء لأن هناك ما يحفزنا على فعلها، مع اختلاف المحفز، لا أعتقد أن هناك شخص منا قادر على أداء مهمة أو سلوك دون دافع، وأحيانا يكون هذا الدافع داخليًا، نابعا منا ناتج عن رغبتنا بهذا السلوك، فالسلوك بحد ذاته يعد مكافأة خاصة بنا ويمكننا نسميه أيضا الدوافع الذاتية.

على سبيل المثال ممارسة الرياضة لأننا نستمتع بالنشاط نفسه، أو مثلا أن أقوم بتنظيف المنزل لأني أحب ذلك أشعر بارتياح لأن يكون المكان منظما، وهنا سأقوم وأبذل مجهود بدافع ذاتي ولست بحاجة لأن أحصل على مكافأة خارجية، أيضا دراسة أو تعلم أمر نحبه ونستمتع بالتعلم حوله.

وأحيانًا أخرى يكن خارجيًا. ونسميه بالتحفيز الخارجي وطبعا إما أن يكون فعليا مكافأة مع اختلاف صورها، مدح أو الحصول على المال، أو ربما تجنب عقوبة.

وهنا لن ننخرط بالسلوك لأننا نستمتع به أو نجده مرضيا، ولكن لأننا نتوقع الحصول على شيء بالمقابل.

مثل أن ندرس لنحصل على درجات مرتفعة، أتذكر أن أحد الدوافع التي كانت تحفزني للدراسة بجد بالجامعة بخلاف شغفي الداخلي، كانت مكافأة التميز، والحقيقة أن النتائج تكون ممتازة إن اجتمعت الدوافع الداخلية والخارجية معا.

ولكن متى يكون الدافع الخارجي ضرورة لابد منها، طبعا الكثير من الأمثلة يمكن أن تطرأ لنا الآن، ومنها مثلا المكافآت بالعمل فكان الحصول على مكافأة -بالطبع لا تكون بصورة متوقعة- هو مصدرا لمعرفة متى يكون أدائي مميزا، أيضا يمكننا استعمالها مع الأطفال تحديدا عند بدء نشاط لا يهتم به، وهذا الجأ له كثيرا وبعد توليد الدافع الداخلي نبدأ بتقليل استعمال الدافع الخارجي حينها، حتى لا يتحول النشاط وكأنه عمل، ويأتي ليحصل على الراتب.

وبهذه الحالة نجد أن هناك بيئات عمل تمنع المكافآت تماما، لكن هل هذا  صائب علميا؟!

 فلقد توصل الباحثون ل3 أمور استنتاجا لاستخدام المكافآت الخارجية وتأثيرها على الدافع الداخلي، وهم

  • سوف ينخفض الدافع الجوهري، إذا مُنح الشخص مكافأة خارجية لقيامه بالحد الأدنى من العمل، يعني باختصار التفريط بالمكافآت وهذه الظاهرة تعرف باسم تأثير التبرير المفرط، وهذا قد لا يكون حاضر ببيئة العمل بشكل كبير، فالموضوع يكون مدروس جدا. لكن يمكننا لمسه مع الأطفال، إن عودناهم على المدح والثناء على قيامهم بأبسط المهمات، سيقل حماسه تدريجيا وقد يصل الأمر أنه يتوقع منا الثناء على أتفه الأمور ومنها قد لا يفعل إن نسينا أو تجاهلنا ذلك.
  • يؤثر الدافع الخارجي تأثيرا إيجابيا، مثلا المديح الإيجابي عندما يفعل الشخص شيئا مميزا عن الآخرين، مثل فكرة تكريم أفضل الموظفين شهريا ووضع صورهم بلوحة بمقر الشركة.
  • وأخيرا المكافآت الخارجية غير المتوقعة، لا تقلل من الدافع الداخلي، وهذا ببساطة لأن الشخص لن يربط بين أدائه المميز بالعمل وحصوله على المكافأة، باختصار تأتي على غفلة.

والآن أخبروني كيف تحفزون أنفسكم بشكل عام، وأي من الدوافع الداخلية أو الخارجية القادر على التأثير بكم لإكمال مهامكم؟