جعل الله، الإنسان ميالاً بطبعه إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم. ولهذه المجالسة أثرها الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه، وربما كانت سبباً فاعلاً في مصيره وسعادته الدنيوية أو شقائه وانحرافه.

لا شك أنّ الداقة من أسمى العلاقات الإنسانية، فهي اندماج شخصيات مختلفة في علاقة ومشاعر واحدة، وهي تفوق المحبة التي هي علاقة بين شخصين فقط. وللصداقة، دور مهم في بناء المجتمع فالصداقة هي البديل للعداوة والتخاصم.

في أثناء فترة دراستي الجامعية، ارتبطت نفسيا بزميلة لي من تخصص آخر، كنا نلتقي في الأوقات بين المحاضرات أو نشترك في رحلات الجامعة، كانت هي مقيمة وأنا وافد، وبعد أكثر من عامين من هذا الاندماج النفسي والفكري، اقترب موعد مغادرتي الدولة التي أدرس فيها، وقد أخبرتني أن والدتها قد طلبت منها أن تنهي تواصلها معي. 

لقد اختلط الأمر عليّ بين كونها صديقة أم زميلة، فالصداقة ملتقى كل الصفات الكريمة والأخلاق الطيبة، والخصال الشخصية الحسنة. وهذا ما حافظت عليه طوال فترة معرفتي بها، بينما شكلت النهاية واقعاً مختلفاً، لقد كانت زميلة في الجامعة!؟

وأنا أعود لذلك أتساءل هل الصداقة بين الشباب من الجنسين، تحتاج إلى ضوابط وآداب للتلاقي حتى تكون بريئة من كل الانحرافات السلوكية والتجاوزات الأخلاقية. وهل هناك حقا فروق بين زمالة الجامعة والصداقة في الجامعة بين الجنسين؟