فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ ... بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ -امرؤ القيس
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ... وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا -مجنون ليلى
فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ ... حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ -الخنساء

عندما تقرأ شعرًا قديمًا، وتجد الشاعر يُكثر من وصف الناقة وراحلتها، تشعر أنّ هذه الثقافة بعيدة عليك، ما لي وللناقة! لكنّ أبيات النجوم وطول الليل لا تبدو بمثل هذه الغرابة، فيبدو منظر متابعة النجوم مألوفًا، لكن هل فكّرت يومًا متى آخر مرّة شاهدت فيها صفّا من النجوم؟ في حالتي لا أذكر يومًا واحدًا، الانسان الحديث لم يعد ينعم بهذه المناظر.

قبل فترة، تعرّضت SpaceX شركة اليون ماسك لعديد من الانتقادات، لأن شبكة أقمارها الاصطناعية التي تُطلق في الفضاء، تؤثّر على رؤية النجوم ودراسة الكواكب من منظارات أرضية، استجابة الشركة بتعتيم درجة سطوع هذه المناظير، لكنّ الأمر يبقى يؤثّر على عتمة الليل، وليست سبيس أكس الوحيدة في هذا المجال، فأمازون دخلت على الخط، وتخطّط لوضع الكثير من الأقمار الاصطناعية أيضًا.

الأمر لا يؤثّر على المهتمّين بالكواكب والنجوم فقط، لبول بوكارد كتاب اسمه The End of Night وهو كتاب "يبحث عن العتمة الطبيعية في عصر الأضواء الصناعية" يقول بوكارد أنّ زيادة مصادر الضوء الصناعية لا تؤثّر على المهتمين بمجال الفضاء فقط، وإنما تؤثّر علينا جميعًا، وله فصول عدّة في هذا الكتاب يتحدّث عن أثر اختفاء الظلام من حياتنا على الجسد والنوم والأحلام.

هل أصبحنا نخاف من الظلام؟ هل وجود النجوم "منظر شاعري" فقط لم نعد نحتاج له في حياتنا؟